رسائل الكاتب المصري وجيه غالي تكشف غموض انتحاره
وجيه غالي بدأ حياته أرستقراطيا يساريا، ثم هاجر من مصر إلى لندن، وفي عام 1964 أصدر في لندن روايته الوحيدة "بيرة في نادي البلياردو"
صدرت عن مركز المحروسة في القاهرة الترجمة العربية لرسائل الكاتب وجيه غالي بعنوان "رسائل السنوات الأخيرة" التي ترجمها المصري وائل عشري.
ووجيه غالي كاتب مصري انتحر في لندن عام 1969 واتسمت حياته بنزعة درامية مثيرة جعلت منه شخصية غامضة حاول أن يفك طلاسمها وائل عشري مفسرا أسباب الانتحار.
بدأ غالي حياته أرستقراطيا يساريا، ثم هاجر من مصر إلى لندن، وفي عام 1964 أصدر في لندن روايته الوحيدة "بيرة في نادي البلياردو"، وفي عام 1967 زار اسرائيل بعد نكسة يونيو/ حزيران بشهر واحد، وتعاقد مع صحيفة "تايمز" اللندنية على أن يكتب لها رسائل صحفية من هناك، ونشر مقاله الأول في 10 أغسطس/ آب 1967.
وصدرت روايته الوحيدة في ترجمتين عربيتين خلال العقد الأخير، الأولى ترجمتها الكاتبة هناء نصير ونشرت عن دار الثقافة الجديدة بالقاهرة، ثم ظهرت الترجمة الثانية للشاعرة إيمان مرسال وريم الريس عن دار الشروق، ونالت الرواية في ترجمتيها اهتماما كبيرا من القراء العرب الراغبين في اكتشاف سيرة كاتب مثلت حياته "لغزا غامضا".
ومرت رحلة نشر رسائل وجيه غالي بنوع من أنواع الدراما كحياة صاحبها، بعدما فقدت صديقته أتهيل النسخ الأصلية من المسودات لدى انتقالها من شقتها الى بيت جديد، إلا أنها اكتشفت في 2011، وجودها لاحقا في متعلقات قديمة اصطحبتها معها، ومن هنا جاء قرارها بضرورة إعداد نسخ محرّرة من اليوميات ونشرها كاملة كما رغب وجيه غالي، خشية فقدانها مرّة أخرى.
وتولت الباحثة ديبورا ستار من جامعة كورنيل الأمريكية جمع اليوميّات ونشرها، وظهرت الرسائل لأول مرة في نسخة إلكترونية على موقع الجامعة عام 2013.
وفي يناير/ كانون الثاني 2014، كانت ستار قد أتمّت جمع اليوميّات وإيداعها في أرشيف ضخم ومثير لوجيه غالي أتاحته الجامعة إلكترونيا، ثم نشرت الجامعة الأمريكية بالقاهرة في 2016 و2017 بعضا منه بعد تنقيح أكثر من 700 صفحة من اليوميات في نسخة مطبوعة يراها المترجم المصري وائل عشري "نسخة غير كاملة".
وترسم مقدمة عشري للترجمة صورة أكثر وضوحاً لغالي، ولطبيعة حياته في المنفى، وتُساعد في تصحيح بعض المعلومات الخاطئة عنه، أهمها الإشارة إلى علاقته التي لم تستمر طويلا مع نادلة مطعم تعرف عليها في المانيا وكان اسمها "سيمان" والتي كان يغير عليها بشدة، ويفسر عشري ذلك بأن غالي كان يقع في الحب بسهولة ولكنه يسقط في نوبات حادة من الاكتئاب الذي يعد سببا رئيسيا من أهم أسباب انتحاره.
وفي رسائله تظهر صديقته الدائمة أتهيل كشخصية جوهرية لتوازنه النفسي والشعوري الهش، حيث كانت أكثر من صديقة تؤدي أدوارا أمومية مرغوبة من الطرفين رغم أنهما كانا يختلفان بإستمرار في تقدير بعض الأمور ومنها موهبة أتهيل في القصص التي كانت تكتبها وينتقدها غالي بقسوة.