مترجمة أعمال نجيب محفوظ: روايات أديب نوبل تجد إقبالا في اليونان
بيرسا كوموتسي قالت إنها درست الأدب الإنجليزي والأدب العربي، وقرأت لنجيب محفوظ العديد من الأعمال وقررت ترجمتها عندما غادرت إلى اليونان.
قالت مترجمة أعمال الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ إلى اليونانية بيرسا كوموتسي، إن روايات أديب نوبل تجد إقبالا في بلادها.
وأضافت أنها قرأت أعماله منذ صغرها حين كانت تقيم في مصر، وشاهدت أعماله التي تحولت إلى أفلام ولكن لم تكن تفهمها وقتها وعندما كبرت ودرست الأدب الإنجليزي والأدب العربي، وقرأت له العديد من الأعمال قررت ترجمتها عندما غادرت إلى اليونان.
وأوضحت في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنها اقترحت ترجمة أعماله على واحدة من دور النشر في اليونان وطلبوا منها عمل بروفة وأعطوها قطعة من رواية "السكرية" ولما قامت بترجمتها أرسلوها إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة وكان رأي الجامعة أن الترجمة ممتازة، ومن وقتها حتى الآن ترجمت 16 رواية لنجيب محفوظ وكانت بدايتها مع ترجمة رواية "اللص والكلاب".
وتابعت كوموتسي: "عندما نشرت ترجمة في أول كتابين لم يكن الإقبال كبيرا وبعد أن قمت بالترجمة لأعماله من العربية مباشرة إلى اليونانية أصبح هناك إقبال وصدى كبير لأعماله وإقبال غير عادي عليها".
وعن أكثر الأعمال التي استمتعت كوموتسي بترجمتها في أعمال نجيب محفوظ قالت: "كل أعماله ولكن "المرايا" و"خان الخليلي" كانا من أكثر الأعمال متعة على الإطلاق في الترجمة"، مؤكدة أن نجيب محفوظ أستاذ ومعلم كبير في كتاباته وأعماله التي ما زلنا نستمتع وننبهر بها وبما قدمه للأدب العربي والعالمي وعن تطور الأدب المصري المعاصر ودور نجيب محفوظ فيه.
وتحدثت كوماتسي، الأربعاء، خلال الندوة التي أقيمت بالمجلس القومي للترجمة بالقاهرة برئاسة الدكتور أنور مغيث، بحضور الروائي صنع الله إبراهيم، بالتعاون مع السفارة اليونانية بالقاهرة وبحضور السفير اليوناني بالقاهرة نيقولا جاريليدس، وبعض أفراد الجالية اليونانية بالقاهرة، وأدار الندوة الدكتور خالد رؤوف.
وتناولت الندوة مناقشة آخر أعمال وترجمات الأديبة اليونانية، بصدور ترجمتين من أعمال كوموتسي لرواية دعاء الكروان لطه حسين ورواية "اللجنة" لصنع الله إبراهيم.
وأوضحت المترجمة اليونانية أن الوقت لا يكفي للحديث عن الكتاب والأدباء المصريين؛ فهم كثر لا يمكن أن يتسع وقت ندوة لهم، ولذلك فضّلت أن تكمل الحديث عن الأدب المصري بشكل عام، وتحدثت عن التطور الذي طرأ على الموضوعات المطروحة في الرواية المصرية، وأكدت تعطش القراء اليونانيين للأدب العربي.
من جانبه، عبّر الدكتور أنور مغيث عن سعادته باستضافة المركز القومي للترجمة للقاء، مشيرا إلى أن المترجم ليس بفاعل الخير ولكنه عاشق لأنه لا يقدم على فعل إلا من قبيل الحب.
وأضاف أن المترجمة كوموتسي تحب الأدب العربي والعرب وهو ما ينعكس على ترجماتها لـ٤٠ عملا من العربية إلى اليونانية والتي كان آخرها رواية "دعاء الكروان" لطه حسين و"اللجنة" لصنع الله إبراهيم.
وتحدث الروائي صنع الله إبراهيم عن كيفية معرفته بالثقافة اليونانية جيدا، مؤكدا أهمية العلاقات المصرية اليونانية في كل النواحي المختلفة ومنها الثقافية.
وأشار إلى أن مصير البلدين والشعبين متشابه بوصفهما من أقدم الحضارات التي شهدتها البشرية، وما لهما من دور كبير في استمرار الحضارة، وأن العلاقات الثقافية لا تتوقف بسبب استقرار الكثير من اليونانيين في أماكن مختلفة في مصر واعتبروا أنفسهم مصريين.
وأكد أنه لم يتوقف حب وشغف المصريين بكلاسيكيات الأدب والثقافة واليونانية موجها الشكر للسيدة بيرسا كوموتسي على تحملها كل ذلك الجهد وكرست نفسها لنقل أعمال كثيرة من الأدب المصري والعربي إلى اليونانية لكي يتعرفوا عليه وهذا مجهود فذ وعظيم وأتمنى أن تواصل هذا العمل.
يذكر أن اليونانية بيرسا كوموتسي، كاتبة ومترجمة ولدت في مصر، ودرست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وترجمت أكثر من 40 عنوانا مصريا وعربيا، بينها 16 عملا لنجيب محفوظ، كما أن لها العديد من الأعمال الروائية، منها رواية "الضفة الغربية من النيل" التي صدرت نسختها العربية عن المركز القومي للترجمة، ومؤلفة كتاب "نزهة مع نجيب محفوظ ".