هل يعود بوريس جونسون؟.. المحافظون يبحثون عن سحر زعيمهم السابق

بعد نتائج الانتخابات المحلية الكارثية، يبحث المحافظون عن صيغة رابحة ويتساءل بعضهم عما إذا كان سحر بوريس جونسون هو الحل.
وبعد إقصائهم من السلطة في الانتخابات العامة في يوليو/تموز الماضي، تعرض المحافظون لسلسلة من الهزائم في الانتخابات المحلية الأسبوع الماضي مما دفعهم للتساؤل عما إذا كان نجاح حركة "إصلاح المملكة المتحدة" الشعبوية بقيادة نايغل فاراغ سيجعلهم غير مؤثرين.
وتختلف النتائج تمامًا عما كانت عليه عندما جرت آخر انتخابات محلية عام 2021 في عهد رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، المشكك المثير للجدل في الاتحاد الأوروبي والذي ساعد المحافظين على التعافي من موجة صعود فاراغ في المرة السابقة، قبل أن يخسر منصبه، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وبعد 4 سنوات، ويتوق بعض المحافظين الآن، إن لم يكن لجونسون نفسه، فعلى الأقل لإحياء الشعلة التي أشعلها في عهد المحافظين.
وقال أحد نواب حزب المحافظين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "هذه النتائج صادمة.. كان الائتلاف الذي بنيناه عام 2019 قويًا لأنه استغلّ شعورًا بالتجديد والفخر الوطني.. لم تختفِ هذه الطاقة، لكننا بحاجة إلى إعادة التواصل معها".
كان جونسون قد جعل من "الارتقاء" شعارًا رئيسيًا لحكومته، وهي رؤية مُشجعة للتجديد الوطني، وعدت بتوسيع الاستثمارات والوظائف والفرص في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وليس فقط في المعاقل التقليدية للمحافظين.
وساعد هذا الطموح، إلى جانب تعهده الواضح بـ"إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، حزب المحافظين على سحق حزب العمال في معاقله لكن كل ذلك انتهى الآن، فلم يتبقَ للمحافظين سوى نائب واحد في شمال شرق إنجلترا و3 نواب فقط في الشمال الغربي حيث استعاد حزب العمال في الانتخابات العامة العام الماضي، جميع مقاعده وأعاد بناء جزء كبير من "الجدار الأحمر" الذي هدمه جونسون.
ومنذ ذلك الوقت اختفى "الارتقاء" من أجندة حزب المحافظين، وقال النائب المحافظ السابق روبرت جودويل، "الارتقاء بالمستوى هو سبيلنا للفوز في الانتخابات القادمة" معربا عن اعتقاده بقدرة الحزب على استعادة مقعده في يوركشاير من خلال الاستفادة من أفكار جونسون.
وقال نائب محافظ ثان "ربما كان الارتقاء بالمستوى هو أكثر ما قامت به الحكومة السابقة تحفظًا.. يدرك المحافظون أن المحظوظين يتحملون مسؤولية تجاه الأقل حظًا".
لكن ترجمة هذا الخطاب إلى أرض الواقع أمر صعب بعدما احتل حزب "إصلاح المملكة المتحدة" المركز الثاني في انتخابات العام الماضي، مما يعني أن اليمينيين يُنظر إليهم على أنهم المستفيدون من الإحباط من الحكومة، وليس المحافظين.
وقال تيم بيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري بلندن، إن المحافظين "يدركون أن الجدار الأحمر ليس أرضًا خصبة لهم"، مسلطا الضوء على كيف أنهم "لم يُبنوا أي بنية تحتية فعلية" في المقاعد التي فازوا بها لأول مرة في 2019، لذا فمن غير المفاجئ أن يكون حزب الإصلاح قد وجد ثغرة.
وقال وزير في حكومة الظل المحافظة "يبدو الوضع قاتمًا للغاية.. المشكلة هي أن حزب الإصلاح يُحدد المشاكل بدقة، لكنه يفشل في إيجاد الحلول أو على الأقل الحلول العملية".
وقال النائب المحافظ الثاني "يُدرك معظم المحافظين أن المعركة هي استعادة مكانة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. هذا ما يجب أن نستعيده.. روح عام 2019".
لكن حتى لو وجدت رؤية جونسون آذانًا صاغية لدى المحافظين فلا توجد رغبة في عودته إلى خط المواجهة، حيث يرى العديد من نواب الحزب أن الزعيمة الحالية، كيمي بادينوك، هي الشخص المناسب لتولي زمام الأمور.
وتشوهت سمعة جونسون بسبب تعامله مع جائحة كوفيد-19، واستقال من البرلمان في 2023 بسبب خرقه لقواعد الإغلاق فيما عُرف بـ"بارتي غيت"، ويقوم حاليا بكتابة أعمدة الصحف والترويج لأوكرانيا ولا تبدو عودته السياسية وشيكة.
وسلط جو تويمان، خبير استطلاعات الرأي، الضوء على كيفية انقسام الحزب حول جونسون حتى مع "إلقاء إرثه بظلاله" على الحزب.
وقال إن "هناك نسبة من مؤيدي الحزب، يعتقدون أن جونسون هو المسيح المنتظر، وهناك مجموعة أخرى، يعتقدون أنه فتى شقي للغاية".
ولا يقتنع الجميع بسجل جونسون السياسي فقد شهدت فترة رئاسته للوزراء ارتفاعًا في صافي الهجرة من 254 ألفًا عام 2021 إلى 634 ألفًا عام 2022 فيما يُعرف بـ"موجة بوريس".
لكن تويمان قال إنه على الرغم من أن الهجرة كانت بمثابة "النقطة الحاسمة" لجونسون، إلا أن ريشي سوناك هو رئيس الوزراء الذي يُذكر أكثر بسبب فشله في منع عبور القوارب الصغيرة للقناة الإنجليزية.
أما بادينوك فهناك خلاف واضح بينها وبين جونسون في مجال سياسي رئيسي واحد هو خفض انبعاثات الكربون إلى الصفر الصافي حيث دافع رئيس الوزراء السابق عن تغير المناخ في حين ترى زعيمة المحافظين الحالية أنه "من المستحيل" على المملكة المتحدة الوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050 دون خفض مستويات المعيشة أو الوصول إلى الإفلاس.
وقال جون فليشر، نائب مدير شبكة البيئة المحافظة "يكمن مفتاح استعادة أصوات الإصلاحيين في اتخاذ موقف أقوى ووضع سياسات صحيحة بشأن الهجرة".
aXA6IDE4LjIyMC4yMy4yMDUg جزيرة ام اند امز