"بوش" تنهي 2021 بخبر صادم لعالم السيارات.. ماذا جرى؟
تحولت الرقائق "أشباه الموصلات" إلى إحدى أهم السلع القومية خلال العام الجاري 2021، بفعل أزمة طاحنة خلقت نكسة صناعية في 2021.
وتتوقع شركة التكنولوجيا الألمانية "بوش" استمرار أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات خلال الفترة المقبلة.
وقال الرئيس التنفيذي المستقبلي للشركة، شتيفان هارتونج، في تصريحات لمجلة "فوكوس" الألمانية: "لنكن واضحين، أزمة الرقائق لم تنته بعد.. نعتمد جميعا في قطاع التصنيع بألمانيا بشكل كبير على حل اختناقات التوريد".
وزاد: "يمكن أن تعني كل رقاقة ناقصة أنه لا يمكن تصنيع نظام توجيه - وبالتالي لا يمكن تصنيع سيارة بأكملها. وهذا سيستنفد الكثير من الطاقة من الجميع عام 2022".
من المقرر أن يتولى هارتونج المسؤولية من الرئيس التنفيذي الحالي فولكمار دينر مطلع العام الجديد.
ويمكن أن تمنع أزمة الرقائق أيضا الحكومة الائتلافية الجديدة في ألمانيا (يسار الوسط) من تحقيق بعض أهدافها، على سبيل المثال تسيير حوالي 15 مليون سيارة كهربائية بالكامل في الشوارع بحلول عام 2030.
وقال هارتونج إن هذا لن يكون ممكنا، "إذا لم يتم حل المشكلات العالمية في سلاسل التوريد قريبا. وهذا لا ينطبق فقط على صناعة السيارات".
وذكر هارتونج أنه متشكك بوجه عام بشأن الهدف الخاص بالسيارات الكهربائية.
وقال: "بعد كل شيء، هذا لا يتطلب فقط المواد الخام والبطاريات والطلب الذي يعتمد بدوره بشكل كبير على البنية التحتية للشحن".
وأضاف أن التغيير الاجتماعي والتحول التكنولوجي ضروريان أيضا، مشيرا إلى أن الكهرباء التي ستستخدمها هذه السيارات يجب أن تكون خضراء أيضا.
الرقائق سلعة قومية
وتحولت الرقائق "أشباه الموصلات" إلى إحدى أهم السلع القومية خلال العام الجاري 2021، بفعل أزمة طاحنة خلقت نكسة صناعية في 2021.
وأمام زيادة الطلب من جانب الشركات العاملة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية وصولا إلى المركبات بكافة أنواعها، اضطرت العديد من المصانع حول العالم، خاصة مصانع السيارات لغلق مصانع لها، لحين توفير الرقائق.
وليست من المبالغة، القول إن الافتقار إلى أشباه الموصلات الحيوية، أدى خلال العام الجاري إلى تعطيل الصناعات في جميع أنحاء العالم، ولا يُظهر النقص العالمي في الرقائق أي بوادر على نهايته، قبل النصف الأول 2022.
وفي حين أن القدرة في الصناعة كانت دائما في صعود وهبوط، لا ينبغي التقليل من شدة النقص في عام 2021، وبحسب مصانع سيارات وإلكترونيا، فإن الوضع الحالي هو أسوأ نقص في تاريخ الصناعة.
وكان النقص العالمي في الرقائق ناتجا عن جائحة "Covid-19" وزيادة الطلب على الإلكترونيات؛ فيما بدأ المستهلكون والشركات في شراء أجهزة كمبيوتر محمولة وخوادم جديدة لتلبية احتياجات الموظفين الذين يعملون عن بعد والأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المنزل.
لذلك، في حين انخفضت مبيعات أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم بين عامي 2018 و 2019، نمت المبيعات في عام 2020 بنسبة 6.5%، واستمر هذا النمو السريع في عام 2021 بنسبة 13%.