بالفيديو.. فرق شارع بورقيبة بتونس تحارب الإرهاب بموسيقى السلام
شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة تحول لمكان يقيم فيه الفنانون والمبدعون بعض العروض الفنية والموسيقية.
منذ نحو 6 سنوات، تحوّل شارع الحبيب بورقيبة، الشريان الحيوي لتونس العاصمة، إلى فضاء مفعم بالحيوية والنشاط، وغدا مكانًا مفضّلًا يقيم فيه الفنانون والمبدعون بعض العروض الفنية والموسيقية، في الهواء الطلق، وتحت رذاذ الأمطار أحيانًا.
وأنت تتجوّل في شارع بورقيبة، تصادفك مجموعة من الشبان المولعين بالفن والموسيقى والإبداع، يجلسون على مقاعد بسيطة على قارعة الطريق، يحملون بين أيديهم آلات موسيقية متنوعة، يعزفون فيتحفون المارّة، الذين يتوقفون استغرابًا، لأنهم لم يتعوّدوا على مثل هذه العروض الموسيقية، غير المنظّمة أو المعلن عنها من قبل.
ترفيه يقابله تشجيع
"ظاهرة فرق الشارع تتطوّر يومًا بعد يوم، وتجد قبولًا في الشارع التونسي".. هذا ما يؤكده مجدي الزارعي، أحد أعضاء فرقة أنصار السلام، التي تنظم عروضًا في شارع بورقيبة، مضيفا أنّ "إقبال المارّة كبير على موسيقانا، حتى إنّ إحدى العائلات التونسية تحضر جميع عروضنا، يحضر أفرادها بعد انتهاء فترة العمل، وتقضي ساعات للترويح عن النفس، من خلال الاستماع إلى أغنياتنا".
وأضاف الزارعي، لبوابة "العين" الإخبارية: "مجموعتنا تقوم بعمل كبير من خلال إشاعة الفعل الفني والثقافي في الشارع التونسي، وهي بالتالي تحارب الإرهاب بالفن والموسيقى، وتعاضد عمل الوحدات الأمنية، كما أنها تعمل على نشر موسيقى السلام التي تهتمّ بالقضايا الإنسانية والاجتماعية مثل الهجرة غير الشرعية".
من ناحيته، قال مدير الفرقة، نجيب المفتاحي، وهو ملحّن ومؤلّف: "نحن نقوم بعمل مهمّ في الشارع التونسي، ونقدّم أغاني يتلذّذ بسماعها التونسيّ، وتهدّئ من الضغوط التي يتعرّض لها في حياته اليومية، والترفيه عنه بأغان موسيقية خفيفة من إنتاجنا، ومن إنتاج فرقتي ناس الغيوان، وجيل جيلالة المغربيتين"، مضيفًا "نحن نجد التشجيع المادي والمعنوي من المارّة في شارع بورقيبة".
وأضاف أنّ مجموعته أقامت العديد من العروض المنظمة في قصر القبّة بالمنزه، وهي تقوم منذ فترة بتقديم عروضها في الشارع، وتضفي مزيدًا من الحركية والنشاط على شارع بورقيبة، الذي يمثل شريان تونس العاصمة.
علاج للمشاكل النفسية
يعود الزارعي للحديث موضحا أنّ عشرات التونسيين، وكذلك السيّاح، يتوقفون للاستمتاع بالأغاني والموسيقى، ويعربون عن إعجابهم بالفكرة، ويتمنّون انتشارها في جميع المدن التونسية، مؤكدًا أنّ الموسيقى قادرة على إيجاد الحلول لعديد المشاكل النفسية التي يعاني منها التونسيون بعد سنوات صعبة منذ 2011، ومشيرًا إلى أنّ تونس تبقى أرض الحبّ والفنّ والتسامح، وتجانس الحضارات، التي تعبق فيها الحرية لتفوح نسمات شذيّة تملأ شارع بورقيبة فنًّا وموسيقى.
وأفاد المفتاحي بأنّ مجموعته تتركب من "المفتاحي الذي يعزف على آلة البانجو، ومجدي الزارعي يعزف على آلتي البندير والقمبري، وهي الأخيرة من الآلات الموسيقية الإفريقية، وحاتم العياري الذي يعزف على آلة الكاخون، وهي تنحدر أساسًا من إسبانيا".