بالفيديو: فرقة "الجركن" المصرية.. ألحان بآلات الحرب
فرقة بدوية شعبية تدافع عن التراث واللهجة السيناوية بكتابة الأغنيات البدوية والعزف على آلات الحرب.
أن تحترف العزف على آلة موسيقية معينة فهو نجاح، ولكن أن تصنع من آلة حرب آلة موسيقية فهو تحدٍ وإبداع غير عادي.
في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، لم يغيب الإبداع عن قبائلها، وبالرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها المدينة من حروب متتالية خلال عامي 1967 و1973، تخرج فرقة بدوية شعبية من قلب المدينة تسمى فرقة "الجركن"، تلك الفرقة التي قررت أن تدافع عن التراث البدوي واللهجة السيناوية بكتابة الأغنيات البدوية والعزف على آلات الحرب، لتصبح جزءًا من آلاتهم الموسيقية ومصدرًا لألحان تطرب الآذان.
ويشدو أعضاء فرقة "الجركن" بأغنيات بدوية، وسط حفاوة بالغة من جمهور مسرح "الضمة" الواقع بمنطقة عابدين وسط القاهرة، حيث سرد مطرب وعازف إيقاع الفرقة "خالد الشعراوي" قصة استخدام مخلفات الحرب في العزف، قائلًا " اكتشف البدوي القديم الذي اعتمد على الربابة ذات الوتر الواحد في عزفه، مخلفات الحرب مثل الجركن وصندوق الذخيرة كمصدر للموسيقي مثل الطبلة ليقرر البدوي أن يحول آلات الحروب إلى آلات عزف".
وبالأوتار الخمسة في الآلات السيناوية " المجرونة"، و" الناي"، و" السمسمية" تعتمد الفرقة عليها للعزف والغناء بجانب العزف على آلات الحرب من الجركن وصندوق الذخيرة، لتصنع موسيقى وأغنيات يعشقها الجمهور المصري والأجنبي.
وتأسست فرقة "الجركن" التابعة لمركز المصطبة للموسيقي والآلات الشعبية عام 2003، وقرر مدير المركز زكريا إبراهيم تسمية الفرقة بهذا الاسم لإيصال الرسالة للجميع أن السيناوي قادر على مواجهة التحديات وتحويل ذكرى الحرب إلى وسيلة فن وإبداع.
وبنغمات وكلمات بدوية يتفاعل الجمهور ويتمايل مع الإيقاع السيناوي الساحر، ويعد هذا المشهد جزءًا أساسيًا من الحفلات والمهرجانات العالمية التي تشارك فيها فرقة "الجركن، كدليل على نجاحها في جذب الجمهور رغم اختلاف ثقافته، وذكر الشعراوي أن تفاعل الجمهور في حفلات إنجلترا وفرنسا وإيطاليا ونيوزيلاند ودبي وأستراليا" لا يقل عن تفاعل الجمهور المصري، حيث تجاوزت أعداد إحدى الحفلات أكثر من 25 ألف شخص.
وبالرغم من صعوبة استيعاب اللهجة البدوية، لكن تصبح الموسيقي الممتزجة بآلات الحرب هي عنصر جذب للجمهور ليقع في عشق اللحن البدوي والفلكلور السيناوي الشعبي، وأوضح غريب مؤمن مطرب الفرقة أن اختيار الأغاني بالحفلات يعتمد على طبيعة ذوق الجمهور ورغبته في سماع الموسيقى.
وقال مؤمن: "يعرف عن الجمهور الإنجليزي أنه من أصعب الشعوب تذوقًا للموسيقى، ولكنه تفعل بشكل رائع خلال حفلات الفرقة ليتوافد الجمهور طالبًا توقيعات الفرقة والتقاط الصور".
ولم يقف إبداع الفرقة البدوية عند اختيار الآلات الحرب كأدوات موسيقية فحسب، بل تتنوع المواهب داخل أعضاء الفرقة بين كتابة الكلمات والعزف والغناء، بالإضافة إلى تصميم الرقصات البدوية التي تحرص الفرقة على تقديمها في دار الأوبرا المصرية، مسرج جيزويت بالإسكندرية، ومسرح الضمة، والمركز الثقافي الفرنسي.
"براعم الجركن".. هي وسيلة أخرى تسعي الفرقة من خلالها تعليم الأغاني البدوية للأطفال السيناويين، حفاظًا على التراث البدوي واللغة البدوية السليمة.
وأكد مؤمن أن الفرقة حريصة على توريث الأغاني وفكرة العزف بآلات ومخلفات الحرب إلى الأطفال من خلال تدريب فريق كورال شمال سيناء الذي يضم طلائع بين أعمار 8 سنوات إلى 18 عام الأغاني البدوية والتراث بهدف تأسيس فرقة "براعم الجركن" للأطفال.
كما تسعى الفرقة لإنتاج أول ألبوماتها "وقت القهوة" الذي تضمن أهم أغنيات فرقة الجركن التي حققت نجاحًا كبيرًا خلال المهرجانات العالمية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg
جزيرة ام اند امز