دعوة جزائرية لإعادة إحياء اتحاد المغرب العربي في الذكرى الـ29 لتأسيسه
الرئيس الجزائري يدعو قادة اتحاد المغرب العربي لإعادة إحياء وتنشيط الاتحاد المغاربي ومراجعة طريقة عمله في الذكرى الـ 29 لتأسيسه
تحتفل دول المغرب العربي في 17 فبراير/شباط بالذكرى الـ 29 لتأسيس الاتحاد، رغم أن مؤسساته مجمدة منذ آخر قمة لقادة الاتحاد عام 1994 والتي عقدت في تونس.
وبمناسبة الذكرى الـ 29، اعتبر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تهنئة للعاهل المغربي، الملك محمد السادس أن فكرة اتحاد المغرب العربي تمثل "خياراً استراتيجياً ومطلباً شعبياً".
- بوتفليقة يدعو السبسي لمواجهة المخاطر الجسيمة التي تستهدف المنطقة
- وزراء خارجية (5 + 5) يحذرون من الدواعش العائدين
وجاء في برقية بوتفليقة إلى محمد السادس: "بهذه المناسبة، نؤكد تمسك الجزائر الثابت باتحاد المغرب العربي باعتباره خياراً استراتيجياً ومطلباً شعبياً، وحرصها على النهوض بمؤسساته وتنشيط هياكله، بما يمكنن دولنا من الذود عن مصالحها المشتركة، ومغالبة التحديات المتنامية، والاستجابة لطموحات وتطلعات كل الشعوب المغاربية، إلى المزيد من الوحدة والتكامل والاندماج".
من جانب آخر، حملت برقيات التهنئة التي بعثها الرئيس الجزائري إلى قادة دول اتحاد المغرب العربي "دعوة صريحة" لإعادة إحياء وتنشيط الاتحاد ومراجعة طريقة عمله، وتضمنت جميع البرقيات جملة واحدة كررها بوتفليقة لنظرائه المغاربة في برقياته الأربع.
ودعا بوتفليقة قادة كل من: تونس الباجي قايد السبسي، وملك المغرب محمد السادس، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، "إلى ضرورة مراجعة منظومة العمل في الاتحاد، من أجل تكييفه مع المستجدات الحاصلة".
وأضاف "أن هذه الذكرى تشكل محطة تستدعي التمعن في مسيرة الاتحاد وتقييمها، بما يتيح مراجعة شاملة وموضوعية لمنظومة العمل القائمة، وتكييفها مع المستجدات حتى يصبح الاتحاد المغاربي تكتلا في الساحة الدولية".
تاريخ اتحاد المغرب العربي
تؤكد الوقائع التاريخية، أن فكرة اتحاد المغرب أقدم من الدول المغاربية المستقلة، وخرجت من مؤتمر الأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة المغربية في 28 أبريل/نيسان 1958، والذي جمع أحزاباً من الجزائر وهي جبهة التحرير الوطني، وحزب الاستقلال من المغرب، والحزب الدستوري من تونس.
وبعد استقلال دول المغرب العربي، أنشأت اللجنة الاستشارية للمغرب العربي عام 1964 والتي هدفت إلى تنشيط التعاون الاقتصادي بين الدول الخمس.
كما وقعت عدد من المعاهدات الثنائية والثلاثية بين دول الاتحاد، من بينها بيان جربة التونسية الوحدوي عام 1974 بين ليبيا وتونس، ومعاهدة مستغانم الجزائرية بين الجزائر وليبيا عام 1978، ومعاهدة الإخاء والوفاق بين الجزائر وتونس وموريتانيا عام 1983.
- إخوان ليبيا يحرضون على عمليات إرهابية بدول مقاطعة قطر
- موريتانيا تجدد انتقادها لقطر لاحتضانها إرهابيين
وبعد خمس سنوات، شهدت فكرة الاتحاد نقلة نوعية بعد الاجتماع التاريخي لقادة اتحاد المغرب العربي بمنطقة "زِرالْدَة" بالعاصمة الجزائرية، وكان ذلك في 10 يونيو عام 1988، وهي القمة التي وضع فيها قادة المغرب العربي اللبنات الأولى لإقامة الاتحاد المغاربي، واتفقوا على تكوين لجان مشتركة تعمل على وضع الأطر القانونية لتأسيه.
وفي 17 فبراير عام 1989، أعلن رسمياً عن قيام اتحاد المغرب العربي، في مدينة مراكش المغربية، من قبل القادة الخمس لدول المغرب العربي، وهي: الجزائر (الشاذلي بن جديد)، المغرب (الحسن الثاني)، موريتانيا (معاوية ولد سيد أحمد الطايع)، تونس (زين العابدين بن علي)، وليبيا (معمر القذافي)، والذين وقعوا على "معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".
وحددت المعاهدة عددا من الأهداف والضوابط بين دول الاتحاد، من بينها تحقيق الوفاق بين أعضائه، وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق الدول الخمس يقوم على أساس الحوار وصيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منها.
إضافة إلى أهداف تحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية، ومواجهة التكتلات الإقليمية الأخرى "موحدة"، خاصة القارة الأوروبية التي تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لها.
غير أن الخلافات السياسية بين الجزائر والمغرب أدت إلى تجميد الاتحاد سنة 1994، وفشل لحد الآن في عقد قمة لقادة دوله، ويأمل المراقبون في أن تسهم التغيرات الحاصلة في السياسة الدولية والظروف الإقليمية والاقتصادية والأمنية في إعادة بعث اتحاد المغرب العربي.
- بالفيديو.. المد الإخواني في موريتانيا.. إرهاب مصدره قطر
- الجزائر.. "الجزيرة" تنبش قبور ضحايا "العشرية السوداء"
وسبق لعدد من الدبلوماسيين والأحزاب السياسية في بلدان المغرب العربي، أن دعت إلى الارتكاز على الملفات المشتركة لعودة نشاط اتحاد المغرب العربي، وترك الخلافية منها في إطار ثنائي، خاصة مع تعلق منها بالشق الاقتصادي الذي يرى فيه كثيرون أنه الورقة الرابحة التي يمكن لها أن تعيد جمع دول الاتحاد.
وتشكل مساحة دول الاتحاد 42 % من المساحة الإجمالية للدول العربية، وتبلغ مساحته 5.782.140 كلم2، ويقارب عدد سكانه الـ 100 مليون نسمة.