بعد عامين.. المقاطعة حاصرت إرهاب قطر
قرار الرباعي العربي في 5 يونيو 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وضع آفة الإرهاب ومموليها تحت المجهر.
بعد مرور عامين على قرار الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية الإمارات مصر البحرين) قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة أصبحت تنظيمات الإرهاب وممولوها محاصرة بعد وضعها تحت المجهر ومنيت بخسارة فادحة لأراضيها مع تراجع تمويلها.
ورغم التنصل القطري من دعم الإرهاب ونشر الفوضى فإن الحقائق أثبتت عكس رواية الدوحة ومظلوميتها الكاذبة.. التقرير التالي يرصد احتضار الإرهاب في المنطقة العربية.
العراق
بعد مرور أقل من عام على مقاطعة الرباعي العربي للدوحة طوى العراق -الذي مزقته التنظيمات الإرهابية وأصبح ساحة قتال بين المليشيات المدعومة من قطر- صفحة هي الأكثر دموية في تاريخه استمرت 3 سنوات، بعد أن أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2017 النصر على تنظيم داعش واستعادة كل أراضيه من تحت سيطرته.
وتمكنت القوات العراقية خلال تلك الفترة من انتهاز فرصة التضييق المالي على المليشيات المسلحة نتيجة مقاطعة الدوحة في التقدم نحو البؤر الإرهابية والقضاء على أخطر التنظيمات المتطرفة.
كما كشفت أدلة موثقة بتمويل قطر جماعات إرهابية بمئات الملايين من الدولارات نقديا، بحجة إطلاق سراح قطريين اختطفوا هناك.
وتحدثت تقارير أجنبية عن الصفقة التي عقدتها قطر مع مليشيات ومجموعات إرهابية، التي وُصفت بأنها أكبر اتفاقيات الفدية في العالم، حيث بلغت نحو مليار دولار مقابل إطلاق سراح أفراد العائلة المالكة القطرية، بعد اختطافهم في جنوب العراق.
وعكفت قطر طوال تلك المدة على نفي وإدانة التقارير التي تحدثت عن قيامها بعمل مماثل، غير أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت في تقرير سابق حديث مراسلات سرية أجرتها الدوحة مع تلك الجماعات الإرهابية لتحرير رهائنها، فضلاً عن استغلال هذه المجموعات الحصول على مزيد من الأموال من قطر.
بدوره أكد بدر يوسف، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أن الدول العربية التي ما زالت تعاني من عدم الاستقرار هي الدول التي تعبث فيها الأيادي الخارجية.
وأضاف يوسف، خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن الأيادي الأجنبية معروفة، فتركيا تعبث في سوريا وليبيا والعراق، وإيران تعبث في سوريا والعراق واليمن.
وبالنسبة لقطر فالمزعج أنها دولة عربية خليجية تعبث في جميع الدول العربية كعرابة لقوى خارجية، حتى وصل هذا العبث إلى أخواتها في دول الخليج نفسها.
ومع مرور عامين من المقاطعة وبجانب المكاسب العسكرية التي حققها العراق ضد الإرهاب، بدأت بغداد في العودة مرة أخرى إلى حاضنتها العربية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العراقي برهم صالح، بعد شهر واحد من توليه مهام منصبه.
وفي 4 أبريل/نيسان الجاري، افتتحت السعودية قنصلية في بغداد، كخطوة جديدة في مسيرة متواصلة لتعزيز العلاقات المتنامية بين البلدين، باتت تؤرق عملاء الدوحة وطهران وتربك مخططاتهم.
سوريا
كما نجحت المقاطعة العربية في تحجيم التنظيمات الإرهابية في سوريا التي يدعمها تنظيم الحمدين في الدوحة، من أجل إثارة الفوضى وتنفيذ أجندتها التخريبية.
ففي العام الأول من المقاطعة تم إحباط محاولة قطر والفدية المشبوهة للجماعات الإرهابية، التي كانت تهدف إلى تهجير عدد من سكان وقرى سوريا من أجل الأتراك وحلفاء إيران.
كما كشف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن نهاية عام 2018، في تقرير نشره بعنوان "تطوير استراتيجية احتواء في سوريا"، أن قطر قدمت الدعم للجماعات التي تعتنق الفكر المتطرف في سوريا، حيث شاركت في 2015 في تكوين جماعة "جيش الفتح"، التي ضمت فصائل مثل "أحرار الشام" و"جبهة النصرة"، والأخيرة سبق أن كانت تابعة لتنظيم القاعدة.
وتعززت تلك الاتهامات باعترافات عصام الهنا، المكنى "أبومنصور المغربي"، القيادي السابق في "جبهة النصرة" الموقوف في العراق، بأن الشيخ القطري خالد سليمان كان على صلة وثيقة بجبهة النصرة، ويمولها شهريا بمليون دولار.
وفي مارس/آذار الماضي أعلنت الولايات المتحدة القضاء على تنظيم داعش في سوريا، كما أكدت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها الكاملة على مخيم الباغوز آخر جيوب تنظيم داعش الإرهابي، الذي تتحصن فيه عناصره شمال شرقي سوريا.
اليمن
ذهبت أصابع قطر الخبيثة في اليمن إلى أبعد من دعم المليشيات الحوثية الانقلابية بالمال، بل وصلت إلى حد الخيانة، فعقب قرار دول التحالف العربي طرد قطر من اليمن ثبتت خيانتها بتقديم إحداثيات مواقع القوات لمليشيات الحوثي الإيرانية.
وخلال العام الأول، من مقاطعة الدوحة، أعلن الجيش اليمني أن سقوط أكثر من 100 قيادي حوثي من الصف الأول، من بينهم الرجل الثاني في التنظيم صالح الصماد، فضلاً عن مقتل أكثر من 5000 حوثي آخرين بنيران الجيش اليمني والشرعية.
وهنا أكد محمد حامد، الباحث في الشؤون العربية، أن بعد عامين من مقاطعة قطر أصبح هناك فرق كبير في العمليات العسكرية للتحالف على الأرض، حيث خسرت مليشيا الحوثي خائنا نشطا داخل التحالف العربي وهو قطر، التي أرسلت إحداثيات العمليات العسكرية الخاصة بالتحالف إلى المليشيات الانقلابية.
وفي العام الثاني من المقاطعة وطرد قطر من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تلقت مليشيا الحوثي هزائم كبرى، وحجِّم دورها بعد أن انقطع سبل تعاونها مع قطر.
وأضاف حامد، خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن قطر الآن بعد أن انكشف دورها التخريبي ومدى خيانتها محيطها الخليجي والعربي تحاول بشتى الطرق تسخير أبواقها الإعلامية من أجل النيل من التحالف العربي في اليمن وتشويه صورته، على الرغم من أنها كانت عضوا في التحالف ولكنه عضو خائن، حسب وصفه.
وتلقى الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة ضربات قوية على يد القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، حيث تمت السيطرة على مواقع استراتيجية عدة، لا سيما في الساحل الغربي.
ليبيا
شهدت ليبيا كذلك تقدما كبيرا في تحجيم المليشيات المسلحة والسيطرة على مساحات شاسعة من البلاد، التي تورطت قطر في قتل رئيسها تحت مظلة ما يسمى الربيع العربي.
وهنا أكد حامد، الباحث في الشؤون العربية، أن هناك وعيا عاما وسط الشعب الليبي لدور قطر التخريبي ودعمها المليشيات المسلحة والنيل من مقدرات البلاد من أجل الإرهاب.
فبعد مرور عام من المقاطعة العربية للدوحة أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية في أغسطس/آب الماضي، أن الجيش الليبي يسيطر على أكثر من 80% من مساحة ليبيا، فضلا عن غالبية المنشآت النفطية من حقول وموانئ، بالإضافة إلى الحدود الشاسعة مع كل من مصر وتشاد والنيجر والجزائر.
ومع دخول المقاطعة عامها الثاني أطلق الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية واسعة في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تسيطر عليها والمدعومة من قطر.
ومع بدء العملية العسكرية تساقط عملاء قطر وحوصرت مليشياتها المسلحة في العاصمة الليبية، حيث كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن ضباطا قطريين دربوا إرهابيين في مدن ليبية.
وقال المسماري إن "على قطر أن تنهي تدخلها في ليبيا، وأن تعي أن مرحلتها انتهت"، مؤكدا أن "قطر لا يمكن أن تسيطر على الغاز والبترول الليبي".
ويعاني حلفاء قطر في ليبيا على مدار عامين من نقص التمويل نتيجة المقاطعة العربية، كما نجحت قوات الجيش الليبي في حصار خفافيش الدوحة وكشف دورها التخريبي.
مصر
وخلال عامين من مقاطعة قطر نجحت مصر في تسديد ضربات قوية لتنظيم الإخوان الإرهابي، والذى تعد قطر أحمد مموليه الرئيسيين ومأوى لعناصره الهاربة.
ففي فبراير/شباط 2018 أعلنت القوات المسلحة المصرية القضاء على أكثر من 450 إرهابيا منذ بدء العملية الشاملة "سيناء 2018".
كما نجحت بشكل كبير في تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية، وعملت على ضبط وتدمير عدد كبير من الدراجات النارية، وكذلك ضبط وتفجير عدد من العبوات الناسفة".
وهنا أكد بدر يوسف، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أن الدولة المصرية استعادت عافيتها عقب تقليم أظافر قطر وتركيا وعملائهما من الإخوان.
ومؤخرا تسلمت مصر من ليبيا الإرهابي هشام عشماوي المقبوض عليه في مدينة درنة.
وقال الجيش الليبي إن "عملية تسليم الإرهابي المصري هشام عشماوي تأتي في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا وضمن التعاون المشترك مع مصر".
تقليم إرهاب الدوحة خلال عامين ظهر جليا في العديد من الدول العربية التي عانت على مدار سنوات من الفوضى والمال المشبوه من أجل تنفيذ أجندة تنظيم الحمدين.
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز