الثلاثي الرحيم بالموصل.. أطباء لا يفرقون بين صديق وعدو
3 أطباء تملكت قلوبهم الإنسانية الممزوجة بالشجاعة قرروا المغامرة بحياتهم والنضال في الموصل من أجل إنقاذ الصديق والعدو على حد سواء.
على الرغم من معارك تصم الآذان وتجتاح الموصل، التي تُعد أكثر المدن عنفاً في العالم، إلا أن 3 أطباء تملكت قلوبهم الإنسانية الممزوجة بالشجاعة قرروا المغامرة بحياتهم والنضال من أجل إنقاذ الصديق والعدو على حد سواء.
في وسط أزقة مدينة الموصل القديمة التي مزقتها الحرب يقود الثلاثي الشجاع عملية إنقاذ الجنود المصابين والمدنيين، بل حتى مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، حسب صحيفة "ميرور" البريطانية.
يمتلك الثلاثي -الذين يحملون خلفيات عسكرية- "مركز جمع الخسائر" المجهز في عجل، وهو مستشفى ميداني في الخطوط الأمامية من المعركة، حيث يعالجون ضحايا الرصاص والشظايا.
بينما يشعرون بالإرهاق من أيام المعركة ويرتدون ثياباً متسخة ينتظر الثلاثي الرحيم كل دفعة قادمة من المصابين في ظل درجات الحرارة الحارقة التي تصل إلى 47 درجة مئوية، وعند محاولتهم الحصول على راحة قصيرة يلجأ الثلاثي للجلوس على أثاث قديم مدمر، بل حتى يستخدموا كرسياً متحركاً.
الثلاثي هم الأمريكي إيلي ميلر، 31 سنة، والجندي السويدي السابق إيريك أندرسون، 22 سنة، وأسترالي يُعرف نفسه باسم أنتوني، وعالجوا ما يصل إلى 150 ضحية في يوم واحد.
بعض الجرحي يتم سحبهم حرفياً إلى المستشفى، بينما يصل الآخرون وهم مربوطين في غطاء محركات سيارات هامفي.
يعمل الثلاثي في منظمة "إدارة الاستجابة العالمية" غير الحكومية، ويقودون فريقاً من 11 طبيباً عراقياً يعالجون المرضى أيضاً في مبنى مدمر ذي واجهة مفتوحة.
وصف إيلي ما يفعلونه بأنه رعاية طبية تحت النار، مشيراً إلى أنهم أول محطة وقوف للمصاب وأنهم يعالجون الجميع، موضحاً أن الجبهة الأمامية قريبة جداً ربما تبعد 200 متر.
وقال إيلي إن هناك أشخاصاً كانوا محاصرين تحت الأنقاض لثلاثة أيام ويعانون من الصدمة الإنتانية والجفاف وحالات من الهذيان والجروح الناتجة من الشظايا والانفجارات والرصاص.
وأضاف إيلي أن العديد من الجرحى من المدنيين وبعضهم من الجنود، معترفاً بأنهم يعالجون مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي أيضاً، موضحاً أن وظيفتهم هي إنقاذهم وإرسالهم إلى مستشفى.
بينما قال إيريك أندرسون إن أغلب الجرحى يبقون على قيد الحياة، موضحاً أنهم يقدمون لهم الرعاية الأولية التي قد تعني إزالة شظية وتقديم إدارة الألم، ثم تأخذهم سيارات الإسعاف إلى المستشفيات المغمورة، مؤكداً "لو لم نكن هنا كان سيموت أغلبهم".
بسؤال إيلي المغطى بالأوساخ والغبار نتاج قضاء أسابيع في المكان، عن المكان الذي ينام فيه الثلاثي في الليل يجيب إيلي ضاحكاً "هنا".