بالصور.. 4 سوريات "شجاعات" في واشنطن للدفاع عن مصير بلادهن
من وجهة نظر هذا الوفد النسائي السوري، غابت أصوات السوريات عن محادثات سوريا بشكل ملحوظ، ولهذا قررن جعل أصواتهن مسموعة.
"أشعر بمسؤولية كبيرة على عاتقي".. هكذا رأت إحدى السيدات المشاركات في وفد نسائي سوري يزور الولايات المتحدة، دورها في توصيل أصوات السوريات في ما يتعلق بمصير بلادهن وتعزيز المجتمع المدني السوري.
"عهد فستق"، (30 عاما)، بالإضافة إلى 4 سوريات "شجاعات" أخريات، على حد وصف شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، زرن الكابيتول هيل، الأربعاء، لمشاركة واقعهن في مدينة حلب السورية.
وفي مقابلة مع الشبكة الأمريكية، قالت فستق: "حتى لو استمعوا إلى بنسبة 5% فقط، أنها مسؤولية كبيرة حقا".
وأشارت إلى أنها كانت من بين أوائل الأشخاص الذين تظاهروا في حلب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، عام 2011. لكن تغيرت الكثير من الأمور في سوريا منذ اللحظات الأولى من الثورة، على حد قولها.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2015، حصلت فستق على اللجوء السياسي، وتعيش في الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت على نفقتها الخاصة وتتعلم اللغة الإنجليزية وتحاول الدفاع عن بلدها من هناك.
وأضافت "أحب أن أخبر الناس أنني من سوريا. يتساءل البعض، ألا تخافين من قول ذلك؟ لكن لماذا أخاف؟ أنا شجاعة لأنني من سوريا وجزء من الثورة السورية".
واعتبرت الشبكة أن الفخر والتفاؤل بالمستقبل السوري، دفع فستق وزميلاتها لزيارة واشنطن هذا الأسبوع. لافتة إلى أنه منذ سدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة ضد الجيش السوري في السابع من إبريل/نيسان الحالي، وأعلن وزير خارجيته أن حكم عائلة الأسد سينتهي، ومستقبل سوريا موضع نقاش العالم كله.
لكن من وجهة نظر فستق وزميلاتها في الوفد السوري، كانت أصوات السوريات غائبة عن هذه المناقشات بشكل ملحوظ.
بدورها، أوضحت نهى الكماتشة، التي تعمل في مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية السورية، وإحدى المشاركات في الوفد النسائي السوري، أن 95% من المشاركين في محادثات سوريا رجال غربيين، و5% رجال سوريين، ثم بعد ذلك تأتي السوريات.
وأشارت الكماتشة، (32 عامًا): إلى أن هناك مليون سيدة سورية تقوم بعمل مذهل من خلف الكواليس، وقليلا ما يتم ذكرهن في الصحافة الدولية أو استضافتهن على مائدة المفاوضات السورية. ومن المفترض أن تساعد هذه البعثة على تغيير ذلك.
وعلاوة على فستق والكماتشة، تشارك في الوفد زينة إرحيم وياسمين كيالي، وسيدة أخرى رفضت ذكر أسمها لأسباب أمنية، حيث قابل الوفد مجموعة من العاملين في الكونجرس والسناتور تشاك شومر ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وعدد من المنظمات الدولية.
وقامت إرحيم الصحفية بمعهد صحافة الحرب والسلام بتنسيق هذه الزيارة. وقالت لإيه بي سي: "نحن هنا في الواقع لتعزيز المجتمع المدني السوري، وحقوق السوريين، وحقيقة أن السوريين بشر، وليسوا مجرد أعدادا تشاهدوها عبر شاشات التليفزيون، وليسوا مؤيدين للأسد أو داعشيين فقط".
ووفقا لخبراء، تلاشت هذه الحقيقة بصورة كبيرة عبر التغطية الإعلامية والمناقشات السياسية حول سوريا. وجزئيا يعتبر سبب هذا استراتيجية الأسد في إضعاف أو إسكات منظمات المجتمع المدني لمساعدته على البقاء في السلطة.
كما يرون أن الأسد يسيطر فقط على بعض الأراضي داخل سوريا، لكن في الوقت ذاته لا يسمح بأي نوع من أنواع عمل المجتمع المدني أو الحكومات المحلية في الأراضي الخارجة عن نطاق سيطرته. فهو يريد أن يوضح أنه أما نظامه أو لا يوجد خيار آخر غير الفوضى، حيث يخشى من ظهور بدائل.
لكن طرح بدائل أمر مهم لإعادة بناء سوريا، حسب السوريات المشاركات في وفد واشنطن، حتى إذا كانت طريقة انتقال سوريا إلى الديمقراطية غير واضحة.
تقول إرحيم إنها ساعدت ما يزيد على 300 منظمة مجتمع مدني في تحديد رؤيتهم في 2016 قبل محادثات جنيف للسلام.
في ما قامت كيالي، 35 عاما، بتأسيس منظمة بسمة وزيتونة التي تعمل لصالح اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا.
وأوضحت كيالي للشبكة: "اليوم يتضمن هذا الصراع كثير من الأطراف الدولية المختلفة، ومستويات جيوسياسية مختلفة، لذلك يصعب جدا معرفة كيف سينتهي ذلك". مضيفة أن النهاية ستفاجئنا جميعا، لكن بعيدا عن كيف ستكون النهاية، هناك حاجة إلى الاستعداد لهذه النهاية. لافتة إلى أن العمل الذي يقمن به هو من أجل إعادة بناء سوريا.
وفي الصدد ذاته، نقلت إيه بي سي عن باري بافل، النائب الأول لرئيس في مجلس الأطلسي الذي عمل على سياسة الدفاع في إدارة كل من جورج دبليو بوش وأوباما، قوله إن ضربات ترامب الأخيرة منحت الولايات المتحدة نفوذا في المساعدة على إنهاء الصراع في سوريا. مشددا على أن من الضروري وضع خطة دبلوماسية قوية لانتقال سياسي من أجل مستقبل سوريا.
وقال أيضا إنه على الولايات المتحدة التعلم من سياساتها في العراق، والتأكد من أن الوضع في سوريا بعد رحيل الأسد لن يكون أسوأ وأخطر من قبل رحيله.
وأخيرا أعربت السيدات عن استعدادهن للعودة إلى سوريا غدا إذا تمت الإطاحة بالأسد من السلطة. واختتمت "إيه بي سي" تقريرها بجملة فستق: "أحب بلدي، أحب سوريا وخصوصا حلب. سأذهب إلى هناك فور حدوث ذلك".
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg
جزيرة ام اند امز