تحليل كرواتيا ضد البرازيل.. هجمة واحدة تكفي لإنهاء حلم السادسة
حقق المنتخب الكرواتي مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما أقصى نظيره البرازيلي من منافسات كأس العالم 2022 في قطر.
منتخب كرواتيا فاز على البرازيل بركلات الترجيح 4-2، عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1 خلال المباراة التي جرت بينهما، ضمن الدور ثمن النهائي من المونديال، لينهي آمال "السامبا" في التتويج باللقب السادس تاريخيا.
فوز كرواتيا لم يكن عن طريق ضربة حظ أو وليد الصدفة، بل ظهر بشكل مميز وأحرج المنتخب البرازيلي على مدار 120 دقيقة من التعب والالتزام.
وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" خلال السطور التالية، أبرز النقاط الفنية من مباراة البرازيل وكرواتيا بكأس العالم.
حصار وغلق مفاتيح اللعب
بدأ المنتخب الكرواتي المباراة بتشكيلة 4-3-3 هجوميا وتتحول إلى 4-5-1 دفاعيا، وظهر بشكل منظم طوال اللقاء والتزم اللاعبون بالواجبات الدفاعية بعدم ترك مساحات خالية، الأمر الذي جعل المنتخب البرازيلي يواجه صعوبة في نقل الكرة.
عمل زلاتكو داليتش مدرب منتخب كرواتيا على تضييق المساحات مع فرض رقابة لصيقة على أغلب مفاتيح لعب البرازيل وعلى رأسهم نيمار دا سيلفا الذي شغل مركز صانع الألعاب طوال اللقاء.
تضييق المساحات ومراقبة جميع مفاتيح لعب المنتخب البرازيلي، جعل مهمة الوصول إلى المرمى مستحيلة سواء من الأطراف أو العمق.
فضلا عن ذلك، فإن المنتخب الكرواتي أخمد ثورة فينيسيوس جونيور والمتمثلة في انطلاقاته ودخوله إلى العمق عن طريق فرض رقابة لصيقة عليه من جانب جوزيب يورانوفيتش حتى تم تغييره والدفع بزميله رودريجيو الذي فشل هو الآخر في تقديم أي شيء يذكر.
وحاول منتخب البرازيل اللجوء إلى التسديد من الخارج اعتمادا على كاسميرو ولكنه واجه ترسانة دفاعية قوية بداية من مارسيلو بروزوفيتش محور الارتكاز وقلبي الدفاع ديان لوفرين وجفارديول.
التحكم في الرتم
رغم الكوكبة الكبيرة التي يمتلكها منتخب البرازيل من النجوم، إلا أنه فشل في خطف الاستحواذ من كرواتيا، حيث تفوق الأخير بنسبة 51%.
منتخب كرواتيا تحكم في نسق والرتم أغلب فترات المباراة، عن طريق السيطرة والاستحواذ على الكرة وإبطاء عملية التحضير، حتى جعل نجوم "السامبا" يشعرون بالملل لعدم فرض السيطرة.
النقطة الأبرز في وسط ملعب كرواتيا، تمثلت في لوكا مودريتش وكان المتحكم الرئيسي في إيقاع اللعب، وكان يستلم الكرة من قلبي الدفاع ويقوم بتوزيع اللعب يمينا ويسارا، فضلا عن العمق المميز الذي قام به في وسط الملعب والذي جعل المنتخب البرازيلي يفشل في الاختراق من الداخل.
رعونة برازيلية
لم يظهر المنتخب البرازيلي في المباراة بالشكل المعتاد لعدة أسباب أهمها التفوق الكرواتي وربما الغرور اللاتيني والثقة الزائدة أيضا.
ورغم أن المنتخب البرازيلي لديه العديد من الأسلحة، لكنه ظهر برعونة شديدة وأهدر الكثير من الفرص التي أتيحت له، فضلا عن فشله في الحفاظ على تقدمه بالشوط الإضافي الأول.
وبدلا من أن يحافظ على بطاقة التأهل فشل في الربع ساعة الأخيرة، وتلقى هدف التعادل، بما يعكس حالة عدم التركيز والرعونة الشديدة مقارنة بالمنتخب الكرواتي الذي لعب بقوة منذ الدقيقة الأولى.