أحداث "الكابيتول" و"برازيليا".. أنصار بولسونارو على خطى مؤيدي ترامب
يحمل الهجوم على مقار الحكم البرازيلية، يوم الأحد، الكثير من أوجه الشبه باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.
لعل أبرز أوجه الشبه بين الحادثتين هو سعى جايير بولسونارو، الرئيس اليميني السابق للبرازيل، على مدى عدة أشهر ماضية، لتقويض نتائج الانتخابات التي خسرها، بالطريقة نفسها التي فعلها دونالد ترامب بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ووفق الصحيفة "بلغت هذه الجهود التي بذلها بولسونارو وحلفاؤه ذروتها في الوقت الحالي، في محاولة لقلب نتائج الانتخابات البرازيلية وإعادة الرئيس السابق إلى السلطة".
وعلى غرار ما حدث في السادس من يناير/ كانون الثاني، تغلب المتظاهرين الذين تقاطروا على العاصمة البرازيلية على الشرطة في محيط المبنى الذي يضم الكونغرس واقتحموا قاعات المجلس، وقاموا بكسر النوافذ وسرقة مقتنيات ثمينة والتقاط الصور في غرف المبنى التشريعي.
لكن الاختلاف الوحيد هو أن الحشود التي اقتحمت الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني كانت تحاول إيقاف التصديق الرسمي لنتائج انتخابات 2020، وهي خطوة نهائية قبل تنصيب الرئيس الجديد، جو بايدن في 20 من الشهر ذاته.
لكن لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس الجديد للبرازيل، كان قد أدى اليمين الدستورية قبل أكثر من أسبوع قبل الاقتحامات، وصادقت المحكمة الانتخابية، وليس الهيئة التشريعية في البلاد، على نتائج الانتخابات الرئاسية.
ووفقا لـ"نيويورك تايمز" الأمريكي، لم يكن هناك إجراء رسمي يمكن تعطيله أمس الأحد، ولم يكن الكونغرس البرازيلي منعقدًا من الأساس.
كما لم يكن بولسونارو، الذي كان يتمتع بعلاقات وطيدة بترامب طوال سنوات عمله في البيت الأبيض، قريبًا من العاصمة البرازيلية، حيث أقام في أورلاندو بولاية فلوريدا، على بعد حوالي 150 ميلاً من مقر إقامة ترامب في مار إيه لاغو في بالم بيتش.
ولقيت أعمال الشغب في برازيليا إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك نواب أمريكيون في الكونغرس، والذي شبهوا ما حدث باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي.
وكتب النائب البرازيلي جيمي راسكين على "تويتر"، أنه: "يجب على الديمقراطيات في العالم أن تتحرك سريعا للتأكيد على أنه لن يكون هناك دعم لمتمردي اليمين الذين اقتحموا الكونغرس البرازيلي. يجب أن ينتهي الأمر بهؤلاء الفاشيين الذين يسيرون على درب مثيري الشغب في السادس من يناير/ كانون الثاني في المكان نفسه: السجن.
في تشابه أخير مع هجوم 6 يناير/كانون ثاني 2021، نشر بولسونارو، أمس الأحد، رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من بدء أعمال الشغب في البرازيل، يدعو فيها إلى السلام، مثلما فعل ترامب، عندما أعلنت السلطات بالفعل أنها تسيطر على الوضع.