السيدات يمكنهن اكتشاف مرض سرطان الثدي عبر صورة يتم التقاطها بهواتفهن الخاصة دون أضرار تذكر.
نجح باحثان فلسطينيان من جامعة القدس في تطوير "تطبيق هاتف ذكي للكشف عن سرطان الثدي"، الأمر الذي من شأنه أن يحدث ثورة في عالم الكشف المبكر عن هذا المرض الفتاك.
وحصل الباحثان الدكتور زيدون صلاح، رئيس قسم الأحياء في كلية القدس بارد بجامعة القدس، ويزيد بدارين، مدير قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الكلية، على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
ويصيب سرطان الثدي سيدة بين كل 8 سيدات، إلا أن نسب الشفاء تصل إلى 98% في حال الاكتشاف المبكر للمرض.
إظهار النتيجة فورا
وأهم ما يميز النظام أنه يمكّن السيدات من اكتشاف مرض سرطان الثدي عبر صورة يتم التقاطها بهواتفهن الخاصة، والسماح بتكرار العملية بجميع الأوقات دون أضرار تذكر، مع إظهار النتيجة فوراً.
وقال الباحث صلاح إن هذا الاكتشاف يعزز من طريقة الكشف السائدة عن المرض، والتي تستوجب على المرأة مراجعة المراكز الطبية والخضوع لفحص الماموغرام لتصوير الثدي الشعاعي، والذي لا تستطيع المرأة إجراؤه إلا مرة واحدة فقط كل عامين، للآثار الجانبية لتكراره، الأمر الذي يزيد من احتمالية الفشل في الكشف المبكر عن المرض.
وأوضح أن جهوداً كبيرة بذلت من أجل العمل على النظام، وتم التحقق من نتائج التطبيق من خلال التجارب التي أجريت على الفئران، والتي حققت نجاحا باهرا، وأضاف أن العمل يجري حالياً لتجربته على بعض السيدات في مركز طبي في مدينة بيت لحم.
ولفت إلى أن التطبيق سيكون متاحا للاستخدام عقب ظهور نتائج التجارب، والتي ستتمكن النساء من خلاله من الكشف عن أعراض المرض، الأمر الذي يستوجب عليهن بعد ذلك التوجه إلى المراكز الطبية للتأكد بشكل قطعي من خلال أخذ عينة من الورم للتأكد إذا كان حميداً أو خبيثاً.
وأكد الباحثان أن النظام الذكي الجديد يسهم في الكشف المبكر عن المرض، وتلاشي تطوره وانتشاره بشكل أوسع بالجسم، حيث تشير دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا المرض آخذ بالارتفاع، ومن أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في بلدان العالم المتقدمة والنامية.
آلية قياس الحرارة
وأوضح الباحثان أن آلية عمل النظام تقوم بقياس حرارة المنطقة المقصودة بعد تدفق الدم إليها والنشاط الزائد في عملية الأيض، إضافة إلى العلامات الخارجية من تورم واحمرار وشكل وخشونة هذا التورم.
وقال رئيس جامعة القدس الأستاذ الدكتور عماد أبوكشك إن هذه الاكتشافات نتيجة مباشرة لتوجه الجامعة الاستراتيجي للاستثمار في البحث العلمي وفي العقول الإبداعية، وتخصيص الموارد اللازمة لذلك، وتسخير ما يلزم لإفساح المجال للإبداع، وتحديدا في المجالات التي من شأنها إفادة المجتمع الفلسطيني والإنسانية بشكل عام.
يشار إلى أن الدكتور صلاح حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال البيولوجيا الخلوية والجزيئية للسرطان، وله أكثر من 43 بحثا في مجال علوم السرطان منشورة في مجلات محكمة دولية، ونشر له العديد من الفصول في كتب علمية.
فيما يعمل بدارين مديراً لقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في كلية القدس بارد، وقد حصل على درجة الماجستير من الكلية ذاتها عام 2013 في أساليب تدريس الرياضيات، وحصل أيضاً على شهادتين دوليتين في مجال التعليم والتكنولوجيا الصفية، إحداها من شركة مايكروسوفت والأخرى من شركة جوجل العالمية.
aXA6IDE4LjE4OC4xNzUuNjYg جزيرة ام اند امز