ما هو خام برنت وماذا يعني ارتفاع الأسعار؟.. قراءة في ذاكرة النفط
واصلت أسعار النفط صعودها اليوم الخميس واتجه خام برنت صوب تسجيل 120 دولارا للبرميل، فماذا يعني ذلك؟
وهو أعلى مستوى له منذ نحو 10 أعوام بفعل عقوبات أمريكية على شركات تكرير روسية واضطراب الشحن وانخفاض مخزونات الخام الأمريكية إلى أقل مستوى في أعوام.
ما هو خام برنت؟
خام برنت Brent Crude، هو التصنيف التجاري الرئيسي للنفط الخام الخفيف الحلو الذي يستخدم كمعيار رئيسي لأسعار شراء النفط عالمياً.
يوصف هذا التدريج كخفيف بسبب كثافته المنخفضة نسبياً، والحلو بسبب محتواه المنخفض من الكبريت.
ونفط برنت يستخرج من بحر الشمال ويتكون مزيج برنت الخام المستخرج من حقول فورتيس، أوسبرغ وإكوفسك (والتي تعرف أيضاً BFOE Quotation). صانع نفط برنت يعرف أيضاً بمزيج برنت، مزيج لندن.
أسعار خام برنت اليوم
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى 119.84 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار 2012. وبحلول الساعة 0752 بتوقيت جرينتش زاد سعر خام برنت 6.85 دولار أو 6.1 بالمئة إلى 119.78 دولار للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 116.57 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر أيلول 2008 وسجل 116.41 دولار للبرميل بزيادة 5.81 دولار أو 5.3 بالمئة للبرميل.
أغلقت عقود النفط على مستويات قياسية مرتفعة، اليوم الأربعاء، وواصلت الصعود أيضا بعد تسوية التعاملات.
وأغلقت عقود برنت الأربعاء مرتفعة عند أعلى مستوى منذ يونيو 2014 والعقود الأمريكية عند أعلى مستوى منذ مايو 2011.
وسجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) ارتفاعا بمقدار 7.19 دولار وبنسبة 6.95% عند التسوية إلى 110.60 دولار للبرميل.
فيما قفزت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 7.96 دولار وبنسبة 7.58% إلى 112.93 دولار للبرميل عند التسوية.
ومع ذلك، واصلت العقود الآجلة للنفط الصعود بعد التسوية وقفز خام برنت 10 دولارات للبرميل.
جاءت مكاسب النفط بعد أحدث جولة من العقوبات الأمريكية على قطاع التكرير في روسيا، مما أثار مخاوف من أن تكون صادرات النفط والغاز الروسية هي التالية التي ستستهدفها العقوبات.
وقرر تكتل أوبك+ الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أبوك) وحلفائها ومنها روسيا عدم زيادة الإنتاج عن المقدار المتفق عليه في اتفاق الإنتاج والبالغ 400 ألف برميل يوميا في مارس/آذار على الرغم من زيادة الأسعار ومطالبة المستهلكين بمزيد من الخام.
ماذا يعني ارتفاع أسعار خام برنت؟
ارتفاع أسعار النفط يؤثر بالضرورة على موازنات الدول التي تم إقرارها عند مستوى 70 دولارا للبرميل منتصف العام الماضي، وبالتبعية ستعيد الدول خاصة التي تعتمد على استيراد النفط النظر في معادلات التسعير الخاصة بالمشتقات "البنزين والسولار وخلافه"، ما يدفع أسعارها إلى الارتفاع بقوة الفترة المقبلة.
كما يحذّر محللون من احتمال استمرار ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، خصوصا إذا قررت روسيا الحد من صادرات النفط والغاز ردًا على العقوبات.
فوفقًا لبيانات تحليلية من مؤسستي "يوروستات" و"جلوبال داتا"، شكلت الواردات الروسية 45% من واردات الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2021.
وربما تستطيع هذه الدول أن تتدبر أمورها عند نقص الإمدادات من خطوط الأنابيب الروسية على المدى القصير، لكن العواقب ستكون وخيمة على المدى الطويل دون بدائل.
وقال كبير الباحثين في مركز الأبحاث الاقتصادي "بروغل"، سيمون تاغليابيترا، إن اجتياز نصف شتاء دون واردات روسية مدعومًا من بعض مخزونات الغاز أمر عادي، لكن السيطرة على الاقتصاد الأوروبي لعدة سنوات دون الغاز الروسي تمثل تحديًا مختلفًا.
وأما محلل النفط والغاز والتعدين في مركز أبحاث كاربون تراكر، توم ألين، فيرى أن ارتفاع أسعار النفط قد يدفع الشركات إلى الاستفادة من بعض أصول المنبع (أصول قطاع التنقيب والإنتاج)، وبوسعها إعادة توزيع الأموال نحو انتقال الطاقة، أو إعادتها إلى المستثمرين، أو مضاعفة استثمارات الوقود الأحفوري، لكنه حذر المستثمرين من الالتزام بمشروعات الوقود الأحفوري طويلة المدى.
تاريخ أسعار النفط
وقال: "تاريخيًا، اتسمت أسعار النفط بأنها دورية، ومن المرجح أن يبقى الحال كما هو مع تطور تحول الطاقة.. ففرط الاستثمار القائم على مؤشرات الأسعار قصيرة الأجل يمكن أن يضخم هذه الدورية، لكن سنرى تهاوي الأسعار على المدى الطويل مدفوعًا بانخفاض الطلب على النفط والغاز".
كما حذّر مركز أبحاث كاربون تراكر في أحد تقاريره من أن شركات النفط والغاز تخاطر بفرط الاستثمار في أنشطتها التجارية التقليدية.
وأكد محلل النفط والغاز والتعدين، توم ألين، أن بإمكان هذه الشركات إهدار قرابة 530 مليار دولار من النفقات الرأسمالية خلال هذا العقد عن طريق الاستثمار على المدى الطويل بناءً على مؤشرات الأسعار قصيرة الأجل.
بينما يرى مستشار الأبحاث في كاربون تراكر، بول سبيدج، أن صناعة النفط بدأت زيادة الإنفاق على الوقود الأحفوري منذ ارتفاع أسعار النفط في عام 2021، إذ تعتمد استراتيجيات الاستثمار دائمًا على ردود الأفعال.
لكنه يعتقد أن هذه الشركات ستتريث في ظل الوضع الراهن، موضحًا أن المدة المطلوبة لبدء الإنتاج في أغلب المشروعات تُقاس بالسنوات، لذا يتوقع أن تنتظر هذه الشركات لترى كيف ستتطور الأمور.