كاتب بريطاني: الطريق نحو تقسيم بلادنا يبدأ من بريكست
الكاتب يقول إنه من السذاجة الاعتقاد بأن استفتاء ثانيا سيرمم كل تصدعات بريكست، لكنه قد ينقذ بريطانيا من تبعات خروجها من الاتحاد الأوروبي
اعتبر الكاتب جوناثان ديربيشاير، محرر الرأي التنفيذي في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي يعد ضربة البداية نحو تقسيمها.
وأوضح الكاتب أن "استفتاء عام 2016 وإجراءات الطلاق الفوضوية التي أعقبته، تسببت في تشققات كبيرة بالكيان السياسي؛ بين الأطفال والكبار والمناطق الحضرية والريفية، وبين الحاصلين على شهادات جامعية ومن لم يحصلوا عليها".
واستشهد ديربيشاير، خلال مقال من بريد الرأي الخاص بالصحيفة بمقال كتبه فيليب ستيفينز قال فيه إن "الانقسام الأكثر أهمية هو بين دول المملكة المتحدة، وإن أكثر الموضوعات التي تثير جدلا داخل بريطانيا حاليا هو إجراء تصويت ثانٍ على خروجها من الاتحاد الأوروبي".
وأوضح ستيفينز خلال مقاله أن "إعادة النظر في القضية سيكون سببا للانقسام؛ لأن الجروح القديمة لا تلتئم، وحال خروج بريطانيا من الاتحاد أو بقائها، فكلما أسرعوا في التخلص من العقبات تمكنت البلاد من استعادة وحدتها الوطنية أسرع".
واعتبر الكاتب أن "إعادة النظر في القرار الذي اتخذ عام 2016 سيكون سببا للانقسام"، مشيرًا إلى أن "المؤسسات الديمقراطية الليبرالية ومعاييرها تستهدف حماية الأقليات، لكن الاستفتاءات لا تولي احتراما للخاسر".
وأوضح أن "أغلبية المواطنين في إنجلترا وويلز صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي المقابل، صوتت الأغلبية في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية لصالح البقاء في الاتحاد"، معللا اختلاف الآراء بأنه "حسب توزيعهم الديموغرافي ومستواهم التعليمي".
وقال الكاتب في مقاله إن "المدن الكبرى في إنجلترا، من بينها لندن، صوتت بأغلبية للبقاء في دول الاتحاد الأوروبي، لكنهم خسروا أمام من صوتوا في المناطق الريفية".
ولفت إلى أن "الشباب في جميع أنحاء بريطانيا صوتوا لصالح البقاء بالاتحاد الأوروبي، غير أنهم فوجئوا برؤية مسار جديد لحياتهم يخطه أشخاص أصبح المستقبل خلفهم".
ونوه بأن "ميسوري الحال الذين تلقوا تعليما جامعيا صوتوا للبقاء في الاتحاد الأوروبي، أما الأقل حظا في التعليم، فقد صوتوا لصالح الخروج".
واعتبر ستيفينز في مقاله أنه "بعد عامين ونصف العام من الاستفتاء، تبدو الهوة أكثر عمقا"، وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن "الاستفتاء الثاني من المرجح أن يكون مع بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، لكن في الوقت نفسه سيكون مثيرا للانقسام على نحو خطير".
واختتم مقاله بتوضيح أن هذا ما يحدث عندما تقع الديمقراطية البرلمانية ضحية الاعتقاد بأنه بمجرد اتخاذ الناخبين القرار "الصحيح"، لا يمكنهم تغيير رأيهم، وأنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن الاستفتاء الثاني سيرمم كل التصدعات التي أحدثها بريكست، لكنه قد ينقذ بريطانيا من تبعات خروجها من الاتحاد الأوروبي.