رسميا.. تيريزا ماي تودع رئاسة حزب المحافظين
في 24 مايو أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستستقيل من زعامة حزب المحافظين في السابع من يونيو.
في 24 مايو/أيار، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ستستقيل من زعامة حزب المحافظين في السابع من يونيو/حزيران، حتى يتسنى اختيار من سيخلفها، معلنة بذلك بدء السباق لخلافتها الذي سيُحدد من سيتولى المهمة الشاقة لتنفيذ اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وكانت تيريزا ماي البالغة من العمر 62 عاماً، عُينت على رأس الحكومة البريطانية في يوليو/تموز 2016، بعد وقت قصير من تصويت البريطانيين بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، خلال استفتاء أجري في 23 يونيو/حزيران من العام نفسه.
وترتب على نتائج الاستفتاء قطع علاقات عمرها أكثر من أربعين عاماً مع الاتحاد الأوروبي لكن أيضاً محاولة جمع البريطانيين خلف رؤية موحدة لبريكست قابلة إلى سد الفجوة بين مناصري ومعارضي هذا الانفصال التاريخي، إلا أنها لم تتمكن من كسب التحدي.
ورفض مجلس العموم البريطاني ثلاث مرات اتفاق "بريكست" الذي تم التفاوض بشأنه على مدى أشهر مع بروكسل، والذي يُفترض أن ينظم خروجاً سلساً من الاتحاد، ما اعتبر هزائم مهينة لرئيسة الوزراء.
فشل بريكست يطيح بماي
بعد تقديم استقالتها من منصب رئاسة الحزب المحافظ، الذي لن ينظم أي حدث رسمي، الجمعة، ستبقى تيريزا ماي في مهامها حتى تعيين حزب المحافظين خلفاً لها بحلول أواخر يوليو المقبل.. وفي المملكة المتحدة، يتولى منصب رئاسة الوزراء، رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان.
وأوضح المتحدث باسم ماي، الخميس، أن خلال الأسابيع المقبلة، ستواصل ماي "العمل من أجل شعب هذا البلد.. أما في ما يخص بريكست، فقد أشارت ماي إلى أنه لن يترتب عليها هي الدفع بهذه الآلية إلى الأمام، لكن سيكون على خلفها القيام بذلك".
وبعد أن نفدت وسائلها لتجنب خروج من دون اتفاق، الأمر الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية، أُرغمت تيريزا ماي على إرجاء موعد بريكست إلى 31 أكتوبر/تشرين الثاني بعد أن كان مقرراً في الأصل في 29 مارس/آذار.
وعاقب البريطانيون حزب المحافظين على هذا التأخير في تنفيذ "بريكست" في صناديق الاقتراع، إذ إنه حل في المركز الخامس في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 23 مايو/أيار الماضي.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا أعلنت في 24 مايو/أيار استقالتها، وبدا التأثر عليها في خطاب ألقته أمام "10 داونينج ستريت" (مقر رئاسة الوزراء في لندن)، فأسرعت إلى إنهاء خطابها والدخول إلى مكتبها محاولة إخفاء دموعها.
بوريس جونسون الأقرب
وستترك تيريزا ماي لرئيس الحكومة البريطانية القادم مهمة إعادة "بريكست" إلى المسار، سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسل، أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما سيناريوهان مطروحان في خضم السباق لخلافتها.
ومن بين المرشحين الـ11 لخلافة ماي، يبدو الأوفر حظاً النائب المحافظ بوريس جونسون الذي شغل منصب رئيس بلدية لندن ووزير الخارجية في السباق، وهو قائد معسكر مؤيدي "بريكست".
ويحظى جونسون البالغ 54 عاماً، بتقدير كبير من جانب الناشطين في قاعدة حزب المحافظين، وهو سياسي محنك وجذاب، يثير في المقابل ردود فعل أكثر تبايناً من جهة النواب المحافظين الذين يُفترض أن يختاروا مرشحين اثنين، ليقرر الناشطون بعدها من سيتولى منصب رئاسة الحزب.
وتوجه مساء الثلاثاء إلى نواب في الحزب، محذراً من أن المحافظين مهددون بـ"الزوال" في حال لم يتم تنفيذ "بريكست" في 31 أكتوبر/تشرين الأول.
ويقدم جونسون نفسه على أنه حصن ضد صعود الشعبوي نايجل فاراج، حيث الذي حل حزب "بريكست" الذي يتزعمه، والذي تم تأسيسيه قبل بضعة أشهر، في الصدارة في الانتخابات الأوروبية، وبات يطمح إلى إنهاء الثنائية الحزبية التي تسود في الحياة السياسية البريطانية بين المحافظين والمعارضة العمالية.
ويرتقب أن يتحلى هذا الحزب المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي بالصبر لتحقيق هذا الهدف، في حين أنه كانت لديها فرصة الفوز بمقعده الأول في برلمان ويستمينستر في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أجريت، الخميس، في بيتربورو شرق بريطانيا، إلا أن مرشحه حصل على حوالي 29% من الأصوات وحل في المرتبة الثانية بعد مرشح حزب العمال (حوالي 31%) الذي تمكن بذلك من الحفاظ على مقعده، وحصد حزب المحافظين على 21% من الأصوات وحل في المرتبة الثالثة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز