استعادة ماسة "كوه نور" من التاج البريطاني.. هل يحقق سوناك "حلم الهنود"؟
"من يملك هذه الماسة يملك العالم، ويلقى المصائب ما عدا امرأة.."؛ لعل هذه المقولة في الأساطير الهندية، هي ما أغرت ملكات بريطانيا بارتداء ماسة "كوه نور" على مرّ العصور.
واستقرت الماسة المثيرة للجدل في تاج الملكة البريطانية لعقود، ويسعى الملك تشارلز الثالث الآن، لأن ترتديه زوجته الملك كاميليا، بعد أن ورثه من والدته إليزابيث الثانية، لكن يثور جدل كبير حيال ذلك.
قصة ماسة "كوه نور"
يتميز التاج البريطاني الذي ارتدته الملكة إليزابيث حتى وفاتها، بماسة كوه نور الشهيرة والمثيرة للجدل.
وتقول الروايات التاريخية الهندية إن ماسة "كوه نور"، تم الاستيلاء عليها أثناء الاستعمار البريطاني، من قبل شركة الهند الشرقية عام 1849.
وهكذا تناقلت الماسة ملكات بريطانيا، منذ عام 1851، بدءا بالملكة فيكتوريا، التي انتقلت منها إلى الملكة ألكسندرا في عام 1902، ثم إلى الملكة ماري عام 1911، إلى أن وصلت إلى الملكة إليزابيث وتوجت بها عام 1953.
ما سرّ التوقيت الآن؟
يرى النشطاء الهنود أن اللحظة الآن مناسبة لاستعادة ماسة كوه نور، خصوصا أن هناك متسعا من الوقت على تتويج الملكة كاميليا، التي يعدّ ارتداؤها تاج الملكة إليزابيث محلّ جدل أيضا في بريطانيا.
وذلك رغم أن مصادر ملكية ذكرت أن ارتداء كاميليا لهذا التاج بالذات طموح قديم للملك تشارلز منذ أن تزوجها عام 2005.
لكن تشير المعطيات الآن إلى أن التقاليد العريقة في ارتداء ملكات بريطانيا للتاج الذي تزينه ماسة كوه نور سيتم كسرها، وقد ترتدي كاميليا تاجا مختلفا بدلاً من ذلك.
وقد نقلت شبكة "سكاي نيوز"، عن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، رده على سؤال لها قائلا: "في النهاية ، قرارات مثل هذه تخص القصر. القصر جيد حقًا في تقييم الجمهور ، وفي الواقع المزاج الدولي"..
وأضاف: "لدينا علاقة رائعة مع الهند والشعب الهندي. إنه قرار للقصر ولا يساورني شك في أن التتويج سيكون احتفالًا مطلقًا".
لماذا تطالب الهند باستعادة "كوه نور"؟
بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والبدء في تحضيرات تتويج زوجة الملك تشارلز الثالث الملكة كاميليا، المقرر الاحتفال به في السادس من مايو/ أيار المقبل، بدأت أصوات تتعالى حول "الماسة المسروقة"، وهو ما عكّر الأجواء في قصر باكينجهام، إذ سيحول الجدل بتتويج الملكة الجديد بالتاج التاريخي.
وبدأت مطالب جدية من الهند تصل لندن، مطالبة باستعادة الماسة الثمينة، وتصحيح الخطأ التاريخي بتتويج ملكات بريطانيا بالماسة الهندية.
حتى أن صحيفة "التلغراف"، البريطانية نقلت عن المتحدث باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند، قوله: "إن تتويج كاميلا واستخدام جوهرة التاج كوه نور يعيد الذكريات المؤلمة للماضي الاستعماري".
وعقب انتخاب رئيس الوزراء البريطاني الجديد، من أصول هندية ريشي سوناك، انبعث الأمل لدى الهنود بأن يساعد في استعادة الجوهرة.
غير أن صحفاً هندية عبرت عن خيبة الأمل في سوناك، قائلة إن "هناك فرصة أقل لعودة كوه نور إلى الهند تحت رئاسة سوناك بسبب علاقته بالهند".
ورأت صحيفة "تايم أو إينديا"، أنه "كمبدأ عام فإن الأشخاص من أصل هندي الذين يصعدون إلى مناصب مهمة خارج الهند يخشون أن يُنظر إليهم على أنهم متعاطفون مع الهند. البعض في الواقع يقللون من أهمية تراثهم الهندي في الأماكن العامة. على أي حال ، فإن ولاءهم هو لبلد ميلادهم أو جنسيتهم، وليس لبلدهم الأصلي أو لأسلافهم".
هل إرجاع الماسة ممكن؟
الآن وبعد أن اتضح أن الملكة كاميليا قد تتخلى عن تاج الملكات البريطانيات، ونظرا لما حققته المطالبات الهندية من إحراج في بريطانيا، هل ترجع المملكة المتحدة ماسة "كوه نور؟".
الأرجح أن الأمر غير وارد بالمرة، حيث ترى أوساط بريطانية أن ذلك سيكون بمثابة إذلال شديد للمملكة المتحدة، وقد يعرض "كنوزًا وطنية" أخرى لا حصر لها للخطر.
ويقول خبراء في الشؤون الملكية إن مثل هذه الخطوة ستفتح بابا كبيرا، لإرجاع كنوز أخرى أصلها غير بريطاني، مثل رخام Elgin اليوناني، وبرونز بنين، وحجر رشيد المصري، وغير ذلك الكثير.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز