بريطانيا تُعيد ترتيب أوراقها الأمنية بأفريقيا.. شراكات مع 3 دول

في تحول استراتيجي لافت يعكس أولويات السياسة الخارجية البريطانية، أعلنت حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر عن ملامح جديدة لحضورها الدفاعي في القارة الأفريقية، واضعة الصومال وكينيا ونيجيريا في صلب رؤيتها الأمنية.
وتأتي هذه المبادرة التي نشرتها حكومة "كير ستارمر" ضمن مراجعة شاملة لسياسة الدفاع البريطانية، والتي تستهدف تعزيز الاستقرار الإقليمي، وحماية المصالح الحيوية عبر دعم القدرات الدفاعية والأمنية لشركاء لندن في أفريقيا، ولا سيما في منطقة القرن الأفريقي في مواجهة التحديات الأمنية، من التهديدات الإرهابية إلى حماية الممرات البحرية الدولية.
وأكدت أن الصومال يمثل ركيزة أمنية رئيسية ضمن هذه الاستراتيجية، نظرا للتحديات التي تواجهها البلاد، وعلى رأسها تنظيم حركة الشباب الإرهابية، الذي لا يزال يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، أعلنت المملكة المتحدة زيادة قدرها 3.9 مليون دولار لصندوق دعم قوات الأمن الصومالية التابع لمجلس الأمن الدولي، بهدف تعزيز الإمدادات العسكرية، ودعم حياة القوات، وتأمين عمليات الإجلاء الطبي، كجزء من جهود الاستقرار الطويلة الأمد في البلاد.
تعاون إقليمي
وفي سياق موازٍ حول تنسيق الجهود الإقليمية في مواجهة التحديات الأمنية، عقد وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، عبد السلام عبدي علي، اجتماعًا ثنائيا مع نظيره الكيني، موساليا مودافادي، على هامش الاجتماع الوزاري لمنسقي تنفيذ إجراءات منتدى التعاون الصيني الأفريقي المنعقد في مدينة تشانغشا الصينية.
وخلال اللقاء، أعرب الوزير الصومالي عن تقدير بلاده العميق للدور الكيني في دعم أمن الصومال واستقراره، من خلال مساهمة كينيا المستمرة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال.
وأكد أهمية احترام سيادة ووحدة جمهورية الصومال، وقال: يجب أن يفهم أن أي تعاملات ثنائية أو متعددة الأطراف تتم عبر المؤسسات الدستورية المعترف بها، في إشارة الى استقبال كينيا لرئيس أرض الصومال وعقد مباحثاته معه.
وحذر وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي من أن التواصل مع كيانات غير دستورية أو انفصالية من شأنه تقويض الثقة والاستقرار الإقليمي.
والأسبوع الماضي، التقى رئيس أرض الصومال ،عبد الرحمن محمد عبد الله “عرو”، بالرئيس الكيني ويليام روتو خلال زيارة رسمية إلى العاصمة نيروبي وذلك في إطار مساعي أرض الصومال لتعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية، رغم وضعها غير المعترف به دوليا.
بدوره، جدد وزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، دعم بلاده الثابت لوحدة وسيادة الأراضي الصومالية، مؤكدا التزام نيروبي بقيم حسن الجوار، وحرصها على تعزيز الاستقرار الإقليمي بما يتماشى مع المبادئ الإقليمية والدولية.
واتفق الجانبان على الإسراع في عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون، لاستكمال مذكرات التفاهم المعلقة، وتوسيع مجالات التعاون في قطاعات استراتيجية مثل التجارة، التعليم، البنية التحتية، والأمن.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز