أفول مبكر لـ«العصر الجديد».. ستارمر يواصل «الإخفاق»

بينما يتعثر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بملفاته الداخلية، لا تبدو سياساته الخارجية بحالة أفضل.

وقالت بريطانيا الجمعة إن محادثات الانضمام إلى صندوق الدفاع التابع للاتحاد الأوروبي (إس.إيه.إف.إي) انهارت، مما يمثل انتكاسة كبرى لجهود إعادة ضبط العلاقات بعد خروج بريطانيا من التكتل، وهي الجهود التي لا قت ترحابا كبيرا بهدف تعزيز دفاعات القارة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رحب "بالعصر الجديد" في علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في مايو/ أيار الماضي، بعد إبرام اتفاق لإعادة ضبط العلاقات الدفاعية والتجارية التي سمحت لبريطانيا بالتفاوض للانضمام إلى صندوق قيمته 150 مليار يورو (173 مليار دولار) لإعادة تسليح أوروبا.

لكن قبل يومين من الموعد النهائي لاختتام المحادثات، قالت بريطانيا إن التوصل إلى اتفاق ليس ممكنا.

وقال وزير العلاقات الأوروبية في بريطانيا نيك توماس-سيموندز "رغم أنه من المخيب للآمال أننا لم نتمكن من اختتام المناقشات بشأن مشاركة بريطانيا في الجولة الأولى من صندوق الدفاع الأوروبي، فإن صناعة الدفاع في بريطانيا ستظل قادرة على المشاركة في المشروعات من خلال الصندوق بشروط دولة ثالثة".

وأضاف "أُجريت المفاوضات بحسن نية، لكن موقفنا كان واضحا دائما والمتمثل في أننا لن نوقع إلا على الاتفاقيات التي تخدم المصلحة الوطنية وتوفر قيمة مقابل المال".

وبموجب شروط الصندوق، يجب أن تضمن عقود التوريد ألا تزيد نسبة تكلفة المكونات القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي أو من دول مشاركة أخرى مثل أوكرانيا على 35 بالمئة.

وعقب انتصار كاسح للحزب الديمقراطي في الانتخابات قبل عام تتراجع شعبية ستارمر وحزب العمال بصورة غير مسبوقة، ووفق أحدث استطلاعات رأي، انخفضت نسبة نية التصويت لـحزب العمال إلى ما يقارب 18 %.

كما تعكس الأرقام ضعفاً لافتاً في قبول الرأي العام بقيادة ستارمر، إذ أعرب نحو 13 % فقط من البريطانيين عن رضاهم عن أدائه، بينما 79 % أعربوا عن استيائهم.

ويعزو محللون هذا الانحدار إلى عدة عوامل، أبرزها عدم قدرة الحكومة على الوفاء بتطلعات الناخبين الاقتصادية وسط أزمات معيشية، قرارات ضريبية أثارت استياء، بالإضافة إلى غياب ما يُعرف بـ"الكاريزما السياسية" لدى زعيم الحزب، ما جعل كثيرين يبحثون عن بدائل داخل صفوف العمال نفسه، والآن يضاف إخفاق جديد على الساحة الأوروبية.