ستارمر يصعّد وفاراج يتوعد بالصندوق..جدل «الوطنية» يشتعل في بريطانيا

السجال بين ستارمر وفاراج لم يعد مجرد خلاف سياسي في بريطانيا، بل معركة تتجاوز السياسات إلى التشكيك في الوطنية والولاء.
ففي مؤتمر حزب العمال، صعّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، هجومه على زعيم "الإصلاح" نايجل فاراج ، واصفا إياه بـ"عدو بريطانيا".
واستهدف رئيس الوزراء خطط "الإصلاح" لمنع المهاجرين من المطالبة بالمزايا في بريطانيا، والتي ستشمل ترحيل بعض الأشخاص الذين مُنحوا سابقا إذنا بالبقاء إذا لم يُعتبروا مساهمين بما يكفي في الاقتصاد، معتبرا هذه السياسات بأنها "ستدمر المجتمعات".
ووصف فاراج بأنه "بائع أوهام" لا يريد الخير لبريطانيا بل يزرع "سياسة المظلومية". متسائلا "متى كانت آخر مرة سمعت فيها نايجل فاراج يقول أي شيء إيجابي عن مستقبل بريطانيا؟".
واصطف وزراء الحكومة إلى ستارمر، حيث قالت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون إنه "من الصعب التهرب من استنتاج" أن فاراج نفسه عنصري"، بينما اعتبرته وزيرة الداخلية شبانة محمود بأنه "أسوأ من عنصري".
لكن ما زاد الجدل السياسي، حين اتهم نائب رئيس الوزراء، ديفيد لامي، فاراج بأنه "غازل شباب هتلر"، قبل أن يتراجع عن التصريح لاحقا لغياب الأدلة. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفاراج يتوعد
أما فاراج، الذي يعيش تحت حراسة شخصية بسبب تهديدات متكررة، فردّ باتهام ستارمر بـ"تحريض اليسار الراديكالي" ضده وضد أنصاره، وقال إن رئيس الوزراء "وضع هدفا على ظهره"، مذكرا باغتيال الناشط المحافظ الأمريكي تشارلي كيرك.
وبعد دقائق من انتهاء خطاب كير، قال فاراج في تصريحات تلفزيونية، إن حزب العمال يبدو "مهووسا" به بشكل خطير، مضيفا: "هذه اللغة ستحرض وتشجع اليسار المتطرف. إنها تهدد بشكل مباشر سلامة مسؤولينا المنتخبين ونشطاء حملاتنا".
مضيفا "بصراحة، في أعقاب جريمة قتل تشارلي كيرك، أعتقد أن هذا عار مطلق".
وفي مقال له بصحيفة "ديلي ميل"، تعهد فاراج، بالانتقام من صناديق الاقتراع، متعهدا بـ"تلقين كير ستارمر درسا" في انتخابات مايو/أيار المقبل.
وقال إن سلسلة الإهانات التي وُجهت إليه منذ بدء مؤتمر "العمال"، يوم الأحد، تشير إلى أن ستارمر "غير مؤهل لرئاسة الوزراء".
واتهم رئيس الوزراء باللجوء إلى "محاولة أخيرة يائسة" في خطابه الرئيسي في ليفربول لأن "الحكومة عاجزة عن هزيمتنا في حججنا".
وأضاف: "نتيجة لذلك، قرر كير ستارمر الانحدار إلى القاعة - وجلب جميع أعضاء حكومته معه".
استطلاعات الرأي
ومع تقدم حزب الإصلاح في استطلاعات الرأي، يخشى بعض حلفاء كير من أنه قد يُجبر على الاستقالة إذا مُني حزب العمال بهزيمة كما مُني بها في الجولة الأصغر بكثير من الانتخابات المحلية هذا العام.
والأحد الماضي،كشفت نتائج استطلاع مؤسسة إيبسوس، عن تقدم حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج بفارق 12 نقطة على العمال في نوايا التصويت، فيما تراجع الأخير إلى 22 %، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2009.
ولم تقتصر الأزمة على ستارمر وحده، إذ سجلت وزيرة المالية رايتشل ريفز أسوأ معدل شعبية لأي وزير للخزانة منذ بدء القياسات، متجاوزة بذلك كواسي كوارتنج واللورد لامونت في أسوأ فترات وزارة المالية البريطانية.
أما الحكومة ككل، فقد بلغت مستويات غير مسبوقة من السخط الشعبي. وفق الاستطلاع.
وفي محاولة لاستعادة صورة "الحزب الوطني"، شدد ستارمر على أن "العمال هو الحزب الذي يحمل راية الوطنية"، مؤكدا عزمه على تجديد بريطانيا حتى "تصبح بلدا بُني للجميع".