بريطانيا.. ارتفاع غير متوقع للبطالة واستقرار الأجور
نسبة البطالة في بريطانيا ترتفع لأول مرة في عامين، في إشارة إلى أن حالة الغموض المحيط ببريكست تؤثر على الاقتصاد بشكل اوسع.
أظهرت بيانات رسمية، الأربعاء، أن معدل البطالة في بريطانيا زاد على نحو غير متوقع وذلك للمرة الأولى في نحو عامين في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن نمو الأجور ظل دون تغير إلى حد كبير في الفترة ذاتها لكنه قفز في ديسمبر/ كانون الأول فقط.
وفقدت الأسر البريطانية بعض قوتها الشرائية نتيجة ارتفاع التضخم إثر تراجع الجنيه الاسترليني في الفترة التي أعقبت الاستفتاء لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
لكن بنك إنجلترا المركزي يتوقع ارتفاع الأجور قريبا وهو سبب مهم لتصريحه في وقت سابق من الشهر الجاري بأن أسعار الفائدة ستزيد على الأرجح بوتيرة أسرع وبمعدل أكبر من المتوقع قبل شهور قليلة.
وزاد معدل البطالة إلى 4.4% من 4.3% وهي أول زيادة منذ الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير/ شباط 2016 مع زيادة عدد العاطلين عن العمل للشهر الثالث على التوالي.
وكان نمو التوظيف أضعف من المتوقع في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر كانون الأول حيث أضيفت 88 ألف وظيفة مقارنة مع 173 ألفا في متوسط توقعات الخبراء في استطلاع أجرته رويترز.
وأظهرت أرقام أخرى لمكتب الإحصاءات أن الحكومة البريطانية سجلت فائضا في الميزانية في يناير/ كانون الثاني الماضي، بلغ 10 مليارات استرليني بما يتجاوز التوقعات بقليل وبدعم من زيادة موسمية في حصيلة ضريبة الدخل في بداية العام.
وقال المكتب إن إجمالي أجور العمال بما في ذلك العلاوات زاد بمعدل سنوي بلغ 2.5% في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر/ كانون الأول بما يتماشى مع التوقعات ودون تغير عن الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمفرده، قفز إجمالي الأجور 2.8%، ارتفاعا من 2.3% في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويقول محللون إن بيانات الأربعاء خفضت احتمال أن يرفع البنك المركزي البريطاني نسبة فائدته الرئيسية في مايو/ أيار المقبل، كما كان متوقعا على نطاق واسع في الأسواق.
وقال المحلل الاقتصادي صامويل تومبز إن "بيانات سوق العمل الأخيرة لا توجه ضربة قاصمة لفرص رفع نسب (الفائدة) في مايو/ أيار". وتابع أنه "سيتم نشر تقريرين أخرين قبل ذلك لكنها تخفض الاحتمالات".
وقبل نشر هذه البيانات الأخيرة، كان هناك اعتقاد واسع أن يرفع البنك المركزي البريطاني من فائدة الإقراض في مايو/ أيار إلى 0,75% في أعقاب زيادة أخرى بسيطة العام الفائت.
وقال المحلل الاقتصادي كريس وليامسون "فيما زاد التضخم المرتفع وأشارت نمو الأجور من احتمال رفع نسب (الفائدة) مجددا، من الواضح أن صانعي القرار سيتخذون نهجا حذرا وسط الغموض الكبير الذي يواجهه الاقتصاد البريطاني في وقت يسود قلق بخصوص بريكست".