زوج البريطانية المعتقلة بإيران: دخلت المستشفى وتعاني من الهلع
جوناثان بولاك قال إن استمرار الاتحاد الأوروبي في تقديم أموال لحكومة طهران يجعلها أكثر وقاحة.
حذر ريتشارد راتكليف، زوج المعتقلة البريطانية في طهران موظفة الإغاثة نازانين زاغاري، الأحد، من أن زوجته دخلت المستشفى وتعاني من الهلع، فيما وجه نواب بريطانيون انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي بسبب تقديمه مساعدات مالية للنظام الإيراني في أغسطس/ آب الماضي، رغم استمرار اعتقال زاغاري منذ عامين.
وقال "راتكليف" إن زوجته هي واحدة فقط من الإيرانيين مزدوجي الجنسية المعتقلين في طهران على خلفية اتهامات سياسية "ملفقة"، وهم مجموعة من الناس جرفتهم أصداء المعارك السياسية بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف راتكليف في رسالة موجهة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن نازانين خلال 3 أسابيع ستكون مؤهلة للحصول على إطلاق سراح غير مشروط حيث ستتجاوز 900 يوم في سجن إيفن بطهران أي نصف مدة الحبس.
ودعا راتكليف، في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني، قائلا :"خلال 3 أسابيع "سيكون كلانا (هو وظريف) في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. أود أن ألتقي بك لمناقشة ما المقبل بالنسبة لنازانين".
وانتقد راتكليف عدم قدرة الحكومة الإيرانية على حماية مواطنيها من تجاوزات كيانات أخرى بالنظام الإيراني، في إشارة إلى الحرس الثوري والقضاء الإيراني.
وتحدث راتكليف في مقاله عن صعوبة هذا الأسبوع على نازانين والعائلة بأكملها، حيث تم إطلاق سراحها بشكل مؤقت ثم إعادتها للسجن.
وأوضح راتكليف أن زوجته عقب مكالمة هاتفية، الثلاثاء الماضي، دخلت المستشفى، وبعدها تعرضت لنوبتي هلع، ومازالت لا تشعر بقدميها.
على صعيد متصل نقلت صحيفة "كيهان" اللندنية الناطقة بالفارسية، عن مارجوت باركر، النائبة بمجلس العموم البريطاني، قولها إن النظام الإيراني اختطف أ بريئة كرهينة بكل وحشية وقسوة، وذلك عبر الخديعة والتزوير، مشيرة أنه يستغلها بشكل غير إنساني، على حد قولها.
وطالبت "باركر" الاتحاد الأوروبي بعدم منح أموال شعبه من دافعي الضرائب إلى مثل هذا النظام، وإنفاقها على نحو أفضل، مشيرة أن السبب وراء دعم دول أوروبية لإيران يرجع إلى انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم قبل 3 سنوات.
أما جوناثان بولاك، أحد نواب البرلمان الأوروبي، فقال إنه "لا يجب مساعدة النظام الإيراني حتى بـ 50 فلسا بريطانيا وليس 50 مليون يورو"، مؤكدا أن استمرار الاتحاد الأوروبي في تقديم أموال لحكومة طهران يجعلها أكثر وقاحة، وفق تعبيره.
- السجناء الأجانب في إيران.. تهم مزيفة ومصير غامض
- إيران تعيد اعتقال موظفة الإغاثة البريطانية نازانين راتكليف
ووافق الاتحاد الأوروبي على تقديم معونة لإيران قدرها 18 مليون يورو (20.6 مليون دولار أميركي)، في أغسطس/ آب الماضي، تشمل مساعدات للقطاع الخاص.
ويعد هذا الدعم النقدي أيضا جزءا من حزمة أوسع بنحو 50 مليون يورو خصصها الاتحاد لطهران في ميزانيته، بدعوى الحد من التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا.
ووصفت صحيفة "كيهان"، الناشطة البريطانية من أصل إيراني نازانين زاغاري بأنها كانت "فريسة دسمة" على لائحة القسم الأمني بمليشيات الحرس الثوري الإيراني لدى مغادرتها البلاد في عام 2016، حيث جرى اعتقالها وتوجيه تهم الجاسوسية لها دون أدلة، مشيرة أن حالتها الصحية تدهورت على نحو مزر.
وأعادت السلطات الإيرانية اعتقال نازانين زاغارى راتكليف، موظفة الإغاثة البريطانية، الأحد الماضي، بعد منحها إفراجا مؤقتا لـ3 أيام، للمرة الأولى منذ احتجازها قبل عامين.
وتقضي "زاغاري" عقوبة بالسجن 5 أعوام لمزاعم بمحاولتها إسقاط نظام الحكم الديني في إيران، على الرغم من أن الاتهامات الرسمية لم يفصح عنها علنا.
واعتُقلت راتكليف في 3 أبريل/نيسان عام 2016، في أعقاب زيارة لعائلتها في إيران، حيث كانت هناك مع ابنتها جابرييلا، التي كانت تبلغ حينها 22 شهراً.
وقامت عناصر من الحرس الثوري الإيراني باقتيادها إلى السجن، بينما كانت راتكليف وابنتها على وشك ركوب الطائرة للعودة إلى لندن، أما الطفلة فأصبحت تحت رعاية جدها وجدتها لأمها.
وكشفت حملة حقوقية تدعى "أفرجوا عن نازنين" أن السلطات الإيرانية ترهن قرار الإفراج المبكر أو المشروط عن الناشطة بتحويل لندن مبالغ مالية إلى طهران، تعتبرها الأخيرة ديونا مستحقة منذ 40 عاما، وتقدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني دفعها نظام الشاه الأسبق عام 1979 نظير صفقات تسليح لم تتم.