صحيفة ألمانية: إيران تعيش أسوأ أزمات تاريخها المعاصر
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" قالت إن النظام الإيراني يواجه أوضاعاً مضطربة إثر مغادرة الشركات الأجنبية البلاد.
الحكومة الإيرانية تعيش "أسوأ أزمة" في تاريخها المعاصر.. هكذا علّقت صحيفة ألمانية، الخميس، على التطورات المتسارعة في طهران، عقب خضوع الرئيس حسن روحاني، لمساءلة برلمانية بسبب التردي الاقتصادي.
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية ، قالت في تقرير أعده محللها مارتين جيلين، إن النظام الإيراني يواجه أوضاعاً مضطربة إثر مغادرة الشركات الأجنبية البلاد.
واعتبرت أن ما تقدم يأتي في وقت تضاءلت فيه الثقة بالحكومة، وبالتزامن مع اهتزاز الوزن السياسي لروحاني.
- صحيفة ألمانية تهاجم أوروبا بسبب جولة "الإرهابي" روحاني
- إيران.. خامنئي المسؤول الأول عن التدهور والنظام يخشى الغرق
واستشهدت الصحيفة بالتحذيرات التي أطلقها مؤخراً الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، من احتمال تفكك النظام السياسي في بلاده.
وخلصت إلى أن إيران باتت تواجه الغرق في واحدة من أسوأ أزماتها طوال الـ40 عاماً الماضية، مشيرة إلى أن أزمة فقدان الثقة بين الإيرانيين وقيادتهم تنذر بانفجار.
أزمة، قالت إنها ضربت العلاقات بين البرلمان والحكومة، بعد عزل وزيري الاقتصاد والعمل من منصبيهما، في الوقت الذي من المحتمل أن يعزل فيه البرلمان وزراء آخرين من حكومة روحاني، أبرزهم وزير الصناعة والتعدين.
ومن وجهة نظر برلمانية، ذكرت الصحيفة أن النواب الإيرانيين في مختلف التيارات السياسية يرون أن طهران غير مستعدة لمواجهة الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً.
واعتبر محلل الصحيفة الألمانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحظى بشعور المنتصر، لأن الحكومة الإيرانية اهتزت، وفقد روحاني رصيده لدى الشعب، بينما بقيت أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي. هي الضمان الوحيد لعدم عزله.
وكتب جيلين يقول إن ترامب نجح في تأمين احتياطي بلاده الاستراتيجي من النفط للحفاظ على توازن السوق، بعد بدء مقاطعة صادرات النفط الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووفق جيلين، فإن حسابات واشنطن ترتكز على أن صادرات النفط الإيرانية ستنخفض بمقدار نصف مليون برميل يومياً على الأقل، وهو ثلث حجم التصدير الحالي.
ورأت الصحيفة الألمانية في الوعود الأوروبية لإيران بالحفاظ على مكتسباتها من الاتفاق النووي، في مفاوضات جرت في يوليو/ تموز الماضي، ببروكسيل،"تناقضاً حاداً»، وذلك عقب انسحاب شركات أوروبية كبرى من الأسواق الإيرانية، مثل «توتال» النفطية الفرنسية، و«سيمنس» التقنية الألمانية، و«بيجو» مصنعة السيارات الفرنسية، وغيرها.
وعلاوة على الشركات الأوروبية الكبرى، تواجه المتوسطة والصغرى أيضاً عقبات في الأسواق الإيرانية، بسبب عوائق مصرفية تتعلق بتحويل أرباحها المالية، وهو ما تجلى بوضوح من خلال إعلان شركان طيران أوروبية مثل "إير فرانس"، و"الخطوط الملكية الهولندية" وأيضاً البريطانية، تعليق رحلاتها إلى طهران.
حيثيات اعتبرتها الصحيفة بمثابة «ناقوس خطر» يقرع الاقتصاد الإيراني بقوة، وينذر بكارثة حقيقية.