السجناء الأجانب في إيران.. تهم مزيفة ومصير غامض
العديد من السجناء الأجانب احتجزوا في إيران دون توجيه اتهامات واضحة، فقط كونهم مزدوجي الجنسية.
عندما حصلت نازانين زاخارى راتكليف، الموظفة البريطانية، على إفراج مؤقت لمدة 3 أيام، وسُمح لها برؤية ابنتها؛ عمت الفرحة بين مؤيديها في بريطانيا، بعد الاهتمام غير المسبوق الذي حصلت عليه قضيتها.
لكن تلك الفرحة سرعان ما تحولت إلى إحباط وغضب، بعد ما تم رفض طلبها بتمديد الإفراج المؤقت، حيث انهارت زخاري ونقلت إلى المستشفى، بسبب ما قاله زوجها إنها نوبات هلع متكررة، ونقلته عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
محنة راتكليف (40 عاماً)، ممثلة مؤسسة "تومسون رويترز" الخيرية في إيران، التي ألقي القبض عليها منذ أكثر من عامين، ليست فريدة من نوعها، حيث يقول نقاد النظام القضائي في طهران، إن المواطنين الأجانب، خاصة البريطانيين والأمريكيين من أصل إيراني، عادة ما يخضعون لمحاكمات غير عادلة على جرائم مبهمة.
قضايا مشابهة
رغم حصول سجن راتكليف على اهتمام كبير خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن هناك العديد من القضايا الأخرى التي أسهمت أيضاً في توترات بين إيران ودول غربية أخرى.
ومن أبرز السجناء الأجانب فى طهران يأتى اسم أحمد رضا جلالي، وهو طبيب سويدي من أصل إيراني متخصص في طب الطوارئ، يعمل أستاذا زائرا في جامعة "بروكسل الحرة"، ومعهد "كارولينسكا" في ستوكهولم، ومحتجز في طهران منذ أبريل/نيسان 2016، حيث تتهمه السلطات بالتعاون مع دول معادية والعمل ضد الأمن القومي الإيراني، حسب مزاعمها.
وقضت إيران بإعدام جلالي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما لم تقدم السلطات الإيرانية -حتى الآن- أي دليل على تلك الاتهامات التي ساقتها في حقه.
كذلك سياماك نامازي، رجل الأعمال الأمريكي-الإيراني، الذي اعتقل خلال زيارة إلى إيران في 2015، واحتجزته طهران من دون أن توجه إليه أي تهمة أيضا، فقط لكونه يحمل جنسية أمريكية بجانب جنسيته الإيرانية.
ومن ضمن السجناء الأجانب أيضا، يأتي كاووس إمامي، الأكاديمي والناشط البيئي الكندي من أصل إيراني، الذى توفي في ظروف غامضة في معتقل إيفين سيئ الصيت، فبراير/ شباط الماضي، على خلفية احتجازه بزعم تجسسه لصالح جهات غربية، في الوقت الذي تتهم عائلته النظام الإيراني بالتورط في قتله.
تهم مزيفة
وكما هي الحال مع باقي الأجانب المتهمين، فإن المسؤولين الإيرانيين لم يكونوا واضحين أبداً حيال أسباب سجن نازانين زاخاري، لكن ربما يكون الأمر له صلة بعلاقتها بمؤسسة "تومسون رويترز" التي تنادي بحرية التعبير.
واعتُقلت راتكليف في 3 أبريل/نيسان عام 2016، في أعقاب زيارة لعائلتها في إيران، حيث كانت هناك مع ابنتها جابرييلا، التي كانت تبلغ حينها 22 شهراً.
وقام أفراد من الحرس الثوري الإيراني باقتيادها إلى السجن، بينما كانت راتكليف وابنتها على وشك ركوب الطائرة للعودة إلى لندن، أما الطفلة فأصبحت تحت رعاية جدها وجدتها لأمها.
وبعد مرور بضعة أشهر، أوضحت إحدى وسائل الإعلام الإيرانية بأن راتكليف متورطة في "خطط لتغيير النظام"، الأمر الذي نفته زاخاري وعائلتها والحكومة البريطانية ومؤسسة "تومسون رويترز"، واصفة التهمة بـ"المزيفة".
إلا أن النفي المتكرر للاتهامات المنسوبة إلى زاخاري لم يمنع من الحكم عليها بالسجن 5 أعوام؛ بتهم لم يتم الإعلان عنها، في 6 سبتمبر/أيلول عام 2016.
وفي أعقاب الحكم، شن زوج زاخاري حملة شرسة لجعل قضيتها قضية رأي عام، حيث أسس موقعاً إلكترونياً أطلق عليه اسم "أطلقوا سراح نازانين" وثّق من خلاله محنة زوجته، كما نشر عبره صوراً لها خلال الإفراج المؤقت، الأسبوع الماضي، مع ابنتها، تتضمن لحظات توديع بعضهما البعض.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز