الأمن الإيراني يعتدي على معتقلي "الدراويش" لإنهاء إضرابهم
اعتداءات على معتقلي الدراويش في أحد السجون الإيرانية، وانتقادات حقوقية للنظام الإيراني.
شنت قوات الأمن الإيرانية، الأربعاء، هجوما داميا ضد عدد من معتقلي طائفة الصوفيين الجناباديين والمعروفين بـ"الدراويش" المناهضة لولاية الفقيه داخل سجن "فشافويه"، بعد اعتصامهم؛ لتدهور أوضاعهم والمطالبة بالإفراج عن نسوة معتقلات.
وأفاد موقع "مجذوبان نور" الناطق بلسان طائفة الدراويش، بأن حراس سجن "فشافويه" اعتدوا بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع على المعتقلين الذين اعتصموا بأحد أروقة السجن، في الوقت الذي وجهوا لهم إهانات.
وذكر الموقع الإخباري التابع للطائفة الصوفية، أن عناصر الأمن عزلت المعتقلين عن بعضهم، بعد فرض حصار عليهم وإغلاق الأبواب المؤدية إلى ردهات السجن الواقع في العاصمة الإيرانية طهران.
ونقل موقع "راديو زمانه" الناطق بالفارسية، عن مصادر حقوقية، أن هناك حالة توتر داخل السجن حاليا وسط أنباء عن وجود "مصطفى محبي" رئيس مصلحة السجون بطهران، خاصة أن المعتقلين الصوفيين نظموا اعتصامات مماثلة مؤخرا للتضامن مع معتقلات في سجن قرتشك.
وتسود مخاوف لدى عائلات المعتقلين من استخدام السلطات الإيرانية القوة المفرطة ضدهم لإخماد احتجاجاتهم داخل السجون، لافتين إلى أنهم يعتزمون مراجعة أماكن احتجازهم للوقوف على أوضاعهم في الوقت الراهن.
وذكر موقع "مجذوبان نور" أن بعض هؤلاء المعتقلين امتنعوا طوال الأشهر الأخيرة عن حضور جلسات محاكماتهم اعتراضا على التهم الموجهة لهم؛ فيما قضت إحدى المحاكم الإيرانية مؤخرا بالسجن 59 عاما ضد 7 أشخاص منهم، إضافة إلى الجلد والنفي خارج البلاد.
- احتجاجات الـ"دراويش" في إيران تتصاعد.. إعدامات وإضراب مفتوح
- إعدام صوفي مناهض لولاية الفقيه.. مجلس عزاء للحريات الدينية بإيران
وعلى صعيد متصل، اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية النظام الإيراني بانتهاك أبسط مبادئ العدالة لأكثر من 200 معتقل صوفي، مشيرة إلى أنهم يواجهون محاكمات غير عادلة باعتبارهم إحدى أكثر الأقليات الدينية المضطهدة في إيران طوال العقود الأخيرة، على حد قولها.
وأشارت "ووتش" في تقرير لها، الأربعاء، إلى أن أغلب تلك المحاكمات لم تستغرق سوى 15 دقيقة فقط، بينما وجّه القضاة إهانات للمتهمين، وكذلك التشكيك في معتقداتهم بدلا من تحديد اتهامات بعينها لهم.
ويواجه أغلب المعتقلين الصوفيين تهما بـ"العمل ضد الأمن القومي"، والتي تتخذ كذريعة من جانب نظام طهران للتنكيل بالمعارضين حيث يحرمون بموجب القوانين الإيرانية من التواصل مع محامين طوال فترة التحقيق في هذه الاتهامات ذات الطابع الأمني.
وأوردت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية، في يونيو/ حزيران الماضي أن هناك حالات اعتداء بدني ومعنوي ضد عدد من النسوة المعتقلات من طائفة الصوفيين الجناباديين بمعتقل قرتشك.
ووقعت مصادمات دامية بين مليشيات إيرانية، من بينها الحرس الثوري، ومحتجين صوفيين في فبراير/شباط الماضي في طهران، للمطالبة برفع القيد الإجباري المفروض على منزل نور علي تابنده زعيم تلك الطائفة الدينية، والتنديد بالقمع المستمر لأنشطتهم وفعالياتهم داخل البلاد.
وتظهر طائفة "الدراويش" معارضة واضحة للنظام الإيراني منذ عام 1979، ما جعلها هدفا للنظام، حيث اعتقل المئات منهم في السنوات الأخيرة.
ورغم ادعاءات طهران بعدم التعرض لأصحاب المعتقدات الأخرى في البلاد، بحسب نص المادة 23 من الدستور الإيراني، فإن الوقائع على الأرض تناقض هذا الأمر تماما، حيث يسعى النظام افي إيران لفرض رؤية دينية وسياسية واحدة تماما، لخدمة مصالحه وأنشطته التخريبية خارج الحدود، عبر دعم المليشيات.