البحث عن الذات.. أبرز أسباب انضمام بريطانيين لداعش سوريا
هناك العديد من الأسباب التي دفعت بريطانيين للقتال في داعش في سوريا، ليس من بينها ما يعرف بـ"مدمني الحرب".
عندما تصل جثمان جاك هولمز وأوليفر هول -آخر بريطانيين لقيا مصرعهما خلال القتال ضد تنظيم داعش في سوريا، قبل احتفالات الكريسماس إلى مطار هيثرو- سيرحب بهم العشرات من أعضاء المجتمع الكردي البريطاني، ولن يستقبلوهما كضحايا حرب أجنبية ولكن شهداء.
صحيفة "تليجراف" البريطانية ذكرت أن هولمز وهول كانا البريطانيين السادس والسابع اللذين لقيا مصرعهما خلال القتال ضد داعش، وفقط اثنان من بين مئات المتطوعين الدوليين الذين توافدوا للانضمام إلى قوات البيشمركة الكردية في شمال سوريا.
دوافع المتطوعين للقتال ضد داعش متعددة، من بينها ما يعرف بـ"مدمني الحرب"، لكن الصحيفة بحثت في أسباب أخرى لتطوع البريطانيين في القتال ضد هذا التنظيم الإرهابي.
هولمز (24 عاماً)، موظف سابق بمجال تكنولوجيا المعلومات، لم يكن لديه أي خبرة عسكرية سابقة، وكان واحداً من أطول المتطوعين في فترة الخدمة بقوات البيشمركة الكردية، وسافر إلى شمال سوريا 3 مرات منذ أغسطس عام 2015.
تحدثت والدة هولمز، أنجي بلانين، حول دوافعه لقتال داعش، وقالت إنه أحب كونه جندياً يقاتل هذا التنظيم الإرهابي الأكثر عنفاً في التاريخ الحديث، موضحة أنه كان يفزع من أعماله الوحشية، وشعر بأن الحكومات الغربية لا تقوم بجهد كافٍ لمحاربته.
وأشارت إلى أن نجلها لم يكن يشعر أن عمله في بريطانيا ذا قيمة، حيث كان يصلح أجهزة الحاسوب، وشعر بأن هناك الكثير من الأمور التي تحدث في العالم، وأن هذا القتال منحه الهدف الذي لم يجده في بلاده.
والدة هولمز قالت إنه أخبرها عن حبه لما يقوم به وأنه يؤدي فيه بشكل جيد، مشيرة إلى أنها تحدثت إليه أثناء وجوده في سوريا، وأبلغها أن "روج آفا" في شمال سوريا بمثابة منزله الثاني، ففي بريطانيا يقضي الناس كثيرا من الوقت في العمل والقلق بشأن المال، لكن في شمال سوريا الجميع لديهم قضية مشتركة؛ وهي تدمير داعش والقتال من أجل عالم أفضل.