ضربة بريطانية لـ"رشاد" الإخوانية بالجزائر.. تحقيقات بتبييض أموال
وجهت بريطانيا ضربة جديدة موجعة لحركة "رشاد" الإخوانية بالتزامن مع تصنيفها رسمياً من قبل السلطات الجزائرية "تنظيماً إرهابياً".
وأكدت وسائل إعلام جزائرية وفرنسية أن السلطات الأمنية والقضائية في بريطانيا باشرت تحقيقات بالأموال المشبوهة التي يقوم بها رأس الحركة الإخوانية محمد العربي زيتوت، والمقيم في بريطانيا منذ 25 سنة بعد حصوله على اللجوء السياسي.
- خبيران جزائريان عن تصنيف "رشاد" الإخوانية تنظيما إرهابيا: ضربة قاصمة
- إمبراطورية الإخواني الجزائري زيتوت.. ثمن العمالة لقطر
والثلاثاء الماضي، صنفت الجزائر رسمياً، حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية "تنظيمين إرهابيين".
وأعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان، أن المجلس الأعلى للأمن درس "الأفعال العدائية والتحريضية المرتكبة من قبل ما يسمى بحركتي (رشاد) و(الماك)، التي ترمي إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها"، واتخذ وفق ذلك قرارا يقضي بوضعهما "ضمن قائمة المنظمات الإرهابية والتعامل معهما بهذه الصفة".
ونشر موقعا "الجزائر وطني" و"أفريكان أنفو" الفرنسي تفاصيل عن الفضيحة المالية الكبرى التي حاولت الحركة الإخوانية الإرهابية التستر عليها لعدة سنوات.
وبعنوان "الشرطة البريطانية تحقق في الأعمال القذرة للسارق زيتوت" كشف الموقعان أن الأمن البريطاني فتح التحقيق مع الإخواني الجزائري المدعو زيتوت بصفته أيضا "مواطناً بريطانياً" يحمل جنسيتها وجواز سفرها.
وتتعلق التهم بتبييض الأموال وتهريب أموال شركات متعددة ووهمية خارج بريطانيا بطرق غير قانونية.
وأكدت أن التحقيق جاء عقب إيداع الناشط الجزائري سعيد بن سديرة ملفاً كاملاً يتضمن أدلة عن الجرائم الاقتصادية ذات الأبعاد الأمنية والسياسية للشرطة البريطانية التي قررت مباشرة تحقيقات مع الإخواني محمد العربي زيتوت وكل المتورطين معه وأغلبهم أفراد عائلته وعناصر من الحركة الإخوانية الإرهابية، وكذا صحفيين في قناة "المغاربية" الإخوانية التي تبث من لندن وتمولها مخابرات دولة عربية.
وأشار الموقعان الإلكترونيان إلى أن الإخواني زيتوت يتواجد حالياً في سويسرا، وهي مقر حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية، وأكدت أن لجوئه إلى سويسرا لن يجنبه المتابعات الأمنية والقضائية.
كما كشفت المصادر الإعلامية أن التحقيق الأمني البريطاني يشمل أيضا مصادر تمويل حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل نحو 24 سنة.
وكإجراء احترازي تقرر تجميد أرصدة الإخواني زيتوت عبر الموقع الخدمي "Pay Pal" أو ما يعرف بـ"البنك الإلكتروني"، والذي كان من أكبر مصادر تمويل الحركة الإرهابية عبر عمليات احتيال وكذب واستعطاف متابعي الحركة الإخوانية بمزاعم التبرع لسجناء الرأي في الجزائر وعائلاتهم.
إمبراطورية الإرهاب الإخواني
وانفردت "العين الإخبارية" في تقرير سابق العام الماضي بالكشف عن "إمبراطورية السحت والعمالة للإخواني الجزائري الهارب محمد العربي زيتوت" بناء على وثائق مسربة أكدت مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" صدقيتها.
وأظهرت الوثائق المسربة امتلاك الإخواني الجزائري زيتوت "إمبراطورية مالية" "رأسمالها سحت العمالة لنظام عربي" معروف بتمويله للإخوان على حساب بلاده، بعد أن استعمل معول خراب ضدها وضد دول أخرى بينها سوريا وليبيا".
الوثائق أماطت اللثام عن الشركات الـ15 التي يمتلكها الإخواني زيتوت من غربي أوروبا إلى شرقها وحل بعضها سعياً للتهرب الضريبي وطريقة مثلى لتبييض الأموال وأخرى "شركات وهمية"، وهي الوثائق التي دفعت العميل حينها إلى الهرب نحو تركيا خشية المتابعة القضائية.
فيما أكدت مصادر جزائرية خاصة لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق، أن "ما خفي من حقيقة إمبراطورية السحت المالي للإخواني زيتوت يبقى أعظم بالنظر إلى تشعب علاقاته مع إرهابيين شديدي الخطورة وكيف تستعمل عائداتها في تمويل منظمات إرهابية ومشاريع الفوضى في دول عربية وأفريقية كثيرة".
شركات وهمية
الوثائق المسربة، التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، تتعلق بتأسيس جميع الشركات الـ15 التي يملكها الإخواني العربي زيتوت وعائلته في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والتشيك وتركيا.
كما وصل الأمر بالإخواني الهارب إلى تسجيل إحدى شركاته في بريطانيا باسم والدته "مسعودة زيتوت" المقيمة بمحافظة الأغواط الجزائرية (جنوب) مع شقيقه "عبد الرحمن" المقيم بالمحافظة ذاتها.
فيما كشفت مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" بأن الابن الأكبر للإخواني زيتوت يعمل في البرلمان الأوروبي بـ"صفة مساعد لنائبة بريطانية عن حزب الخضر معروفة بدفاعها عن زواج المثليين".
تبييض الأموال
ومن بين أبرز الأنشطة التجارية التي ركزت عليها عائلة الإخواني زيتوت "شركات في المقاولات والبناء" وأخرى "متخصصة في تهريب الأموال إلى جهات مجهولة"، و"كل ما له علاقة بالإعلام الآلي والإنترنت".
وتمكنوا من إنشاء عدد كبير من المواقع الإلكترونية والصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإحداث الفتنة في الجزائر ومصر وتونس وسوريا وليبيا.
الملاحظ أيضا من خلال تلك الوثائق المسربة، أن الإخواني زيتوت يلجأ من فترة إلى أخرى لـ"إنشاء شركة وحلها بعد وقت قصير من خلال بيع أسهمها، ثم يسارع لتأسيس شركة أخرى".
ومن بين الأدلة على الحيل التي استعملها الإخواني المتطرف لـ"التهرب الضريبي" تلك الشركات التي أسسها باسمه الخاص الثلاثي "محمد العربي زيتوت"، حيث ظهر بأنه يلجأ في كل مرة إلى تأسيس شركات بأسماء مشتقة من اسمه الأصلي.
كما يوجد ضمن شركائه في الشركة ذاتها الإخواني علي بلحاج الرأس الثاني في "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" المحظورة رغم أنه مقيم في الجزائر وممنوع من السفر.
ومن بين أبرز شركاته، التي أسسها عام 2004 في مالطا مع "فتحي بن شتوان الوزير الليبي الأسبق في عهد نظام معمر القذافي، حيث تولى عدة حقائب وزارية بينها الاقتصاد والنفط من 1987 إلى 2011.
وسجل الشركة باسم نجله "فتحي فارس بن شتوان"، فيما سجلها الإخواني زيتوت باسم شقيقه "ميلود"، قبل أن استيلاء الإخواني محمد العربي زيتوت عليها بالكامل بعد سقوط نظام القذافي وفرار الوزير بن شتوان بعد أن بات في قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الأمريكي.
ووجه المكتب الأمريكي تهماً لبن شتوان تتعلق بـ"تمويل الإرهاب والتهرب الضريبي" وأخرى لها علاقة بنظام القذافي.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA==
جزيرة ام اند امز