صنداي تايمز: أموال دافعي الضرائب في بريطانيا مولت "القاعدة"
العصابة، التي كشفت "صنداي تايمز" صلتها بتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وراح ضحيتها 52 شخصًا، أرسلت 1% أو 80 مليون جنيه إسترليني إلى القاعدة.
قالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، الأحد، إن عصابة سرقت مليارات الجنيهات من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، واستخدم منها عشرات الملايين في تمويل الإرهاب، وذلك طبقًا للشرطة وملفات استخباراتية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شبكة من البريطانيين الآسيويين مقرها في لندن، وباكنجهامشاير، وبريمنجهام، وشمال غرب إنجلترا، وإسكتلندا، انتفعت من عمليات احتيال ضد خزانة بريطانيا على مدار أكثر من عقدين، وحققت مكاسب أخرى من عمليات سرقة متعلقة ببطاقات الائتمان والرهن العقاري، لتجمع نحو 8 مليارات جنيه إسترليني من الأموال العامة وحدها.
- إيران والقاعدة.. وجها الإرهاب تفضحه الأسلحة المضبوطة باليمن
- وثائق من مخبأ ابن لادن تفضح علاقة إيران بالقاعدة
العصابة، التي كشفت "صنداي تايمز" صلتها بتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وراح ضحيتها 52 شخصًا، أرسلت 1% أو 80 مليون جنيه إسترليني إلى تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان، حيث مولت مدارس ومخيمات تدريب وغيرها من الأنشطة الإرهابية، طبقًا للملفات المسربة.
وأوضحت استخبارات سرية، بحسب الصحيفة، أن بعض تلك الأموال وصلت إلى المجمع الباكستاني الذي كان يقيم به زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن قبل هجوم القوات الأمريكية عام 2011.
هذه الأموال التي انتزعتها العصابة من الخزانة البريطانية، تصل تقريبًا لثلاثة أضعاف الإنفاق السنوي الحكومي على جهازي "إم آي 5" و"إم آي 6" الأمنيين، ومكتب الاتصالات الحكومية البريطانية، كما تقترب من منحة الحكومة المركزية للأعمال الشرطية في إنجلترا وويلز سنويًا.
صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ممنوعة من كشف هويات أفراد العصابات بأوامر من المحكمة ترجع لحوالي 10 أعوام، لكن قالت ميج هيلير، رئيسة لجنة الحسابات العامة أمس السبت، إنها ستنظر في فتح تحقيق برلماني واستجواب مستشار الأمن الوطني البريطاني سير مارك سيدويل.
ولم تكتف العصابة بالاحتيال على أموال دافعي الضرائب البريطانيين، بل اخترقت عدة وكالات حكومية وجندت ساسة محليين فاسدين في حربها على دافعي الضرائب البريطانيين، وفقًا للملفات.
واكتشف ضباط مكتب الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" والبريطانية "إم آي 6" بعض المعلومات، التي تسلط الضوء على دور محاسب في مدينة إنجليزية، حيث عثر على بياناته في جهاز حاسوب محمول في أفغانستان خلال بحثهم عن بن لادن بعد هجمات سبتمبر عام 2001.
وحدد ضباط هيئة الإيرادات والجمارك التابعة لملكة بريطانيا، وجود علاقات للعصابة بإرهابي متورط في تفجيرات لندن عام 2005 يدعى شهزاد تنوير، قبل عامين على الأقل من وقوع الهجوم.
لكن مسؤولين بارزين من الهيئة البريطانية رفضوا استخدام المعلومات الاستخباراتية لشن ملاحقة قضائية، إلا بعد التفجيرات.
وقال موظف بالجمارك البريطانية، إنه مُنع كثيرًا من مبادلة المعلومات الاستخباراتية مع "إم آي 5" لأن هيئة الإيرادات والجمارك أرادت الحفاظ على سرية سجلات الضرائب الخاصة بالإرهابيين المشتبه بهم.
وقضت محكمة بريطانية على أعضاء من العصابة، بالسجن أكثر من 100 عام بتهمة الاحتيال وغسيل الأموال خلال سلسلة من المحاكمات، حيث كلفت جرائمهم دافعي الضرائب البريطانيين ما يقدر بـ100 مليون جنيه إسترليني، لكن لم توجه لهم تهم بالإرهاب.
وأجرت "صنداي تايمز" تحقيقًا على مدار عامين، استند لآلاف من الملفات الاستخباراتية ورسائل البريد الإلكتروني والملفات الحكومية ولقاءات مع مسؤولين أمنيين بريطانيين تحدثوا عن الأمر، وقد كشف التحقيق عن الكثير.
وانكشف نشاط العصابة لأول مرة منذ 24 عامًا، حيث أظهرت تقارير الشرطة السرية البريطانية، أن شخصا أخبر الفرع الخاص وضباط هيئة الإيرادات البريطانية عام 1995، بأن أفراد عصابة متورطين في عمليات احتيال عقاري بمساعدة من موظفين مصرفيين فاسدين وسطاء عقاريين.
وفتحت الهيئة البريطانية تحقيقًا استمر لمدة 4 أعوام، وخلصوا إلى أن العصابة كانت تستخدم شبكة من المصانع والشركات وتستغل عمالهم في عمليات احتيال متعلقة بالهوية وحوادث السيارات والرهن العقاري وبطاقات الائتمان.
وتوصلت الهيئة إلى أن العصابة استخدمت "أرقام تأمينية مسروقة أو معدلة لإنشاء سجلات مزيفة" واستغلت "العمال المهاجرين غير الشرعيين" قبل غسيل الأموال "من خلال شركات وهمية في الخارج".
وقال ضابط سري تابع للهيئة إنه شاهد أبو حمزة، يجند شبابًا نهاية التسعينيات للعمل مع نقابة الجريمة، قبل أعوام على بزوغ نجمه كأحد أبرز القائمين على عمليات التجنيد بتنظيم القاعدة.
وأمضى بن لادن آخر 5 أعوام من حياته هربًا من الاستخبارات الغربية، واختبأ داخل منزل آمن يبعد أقل من ميل واحد من الأكاديمية العسكرية الباكستانية و150 ميلًا من الحدود الأفغانية، لكن في النهاية تم العثور عليه وقتله في مايو 2011.
ولم يتوقع أحد أن أكثر رجل مطلوب في العالم تمكن من البقاء على قيد الحياة جزئيًا بسبب الأموال المسروقة من دافعي الضرائب البريطانيين.