بريكس استراتيجية الاقتصاد الجديد، والتحالفات التي تلبي مصلحة الشعوب وتسهم في التنمية المستدامة.
بدأت الخطوة العالمية الجديدة بدعوة انضمام كل من إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا، وفق ما أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا خلال قمة للمجموعة في جوهانسبرغ، بجانب كل من الدول الأعضاء؛ روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل.
هذا التكتل الاقتصادي الذي سيؤدي إلى تعزيز المجموعة في هذه المرحلة التاريخية، سيكون سبباً رئيسياً في إلغاء السيطرة لبعض الدول أو مجموعة بعينها، وخلق عالم جديد متعدد الأقطاب نحو إحداث حالة من التوازن الاقتصادي في العالم تلبي توقعات المجتمعات الدولية وتخدم المصالح المشتركة للدول النامية.
إن الهدف الرئيسي من سياسة الانضمام هو تدعيم التعاون الاقتصادي بين الدول، لما فيه منفعة للشعوب، وإن هذا التحول في سياسة التنوع الاقتصادي سيفتح آفاقاً تجارية بين الدول من شأنه تعزيز وتطوير الدول النامية ودعمها اقتصادياً ضمن مؤشرات وآلية محددة تخدم المصالح المشتركة بين الدول.
إن هذا التوسع الكبير لمجموعة بريكس سيعالج الوضع الاقتصادي الذي تسيطر عليه بعض الدول الغربية مدعومة بالولايات المتحدة الأمريكية والذي أدى إلى عرقلة الكثير من الإصلاحات الكبرى على المستوى الدولي، وطرح سياسة جديدة وليست احتكارية في التعامل بعملات جديدة أو بالعملات المحلية يدعم الاقتصاد الداخلي للدول المتضررة من الدولار.
إن الاهتمام الكبير والدولي بالانضمام للمجموعة يشكّل دليلاً على أنّ هذه المجموعة سيكون لها أثر كبير في التحولات الداعمة للوضع الجيوسياسي في هذا التكتل الاقتصادي، الذي بدأ الجانب الغربي باستيعاب مدى تطوره مع مرور الوقت، والذي خلق تحالفات كبيرة مع كبرى دول العالم، ما يعطي نظرة حقيقية بأن الدولة بدأت تغرّد خارج السرب الغربي.
وتشير التحليلات الاقتصادية العالمية إلى أن هذه المجموعة ستكون بداية للأمل الاقتصادي والتفاؤل بتطوير ودعم البلدان النامية في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية المعروفة أيضاً باسم الجنوب العالمي، فإن ظهور هذه المجموعة كتكتل اقتصادي عالمي سيزيد من التوتر الغربي، خاصة مع الولايات المتحدة وسياستها الاقتصادية المهيمنة على بعض الدول.
الطلب الدولي المتزايد للانضمام إلى هذه المجموعة يجب أن تكون له وقفة حكيمة وعقلانية بشكل أعمق في الغرب وواشنطن، وتغير السياسات الخارجية لتكون أكثر نجاحاً مع "بريكس"، وما إذا كان ينبغي تصميم سياسة خارجية تركز على هذه المجموعة وتلبي حاجات التنمية، وتغير السياسات التي يطبقها الغرب على أنها صحيحة وهي التقسيمات التي تزرعها في البلدان وتنويعها على شكل ديمقراطيات بهدف تصحيح المسار الاقتصادي لها الذي تبين أنه يسبب تعجيز هذه الدول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة