"استفتاء تونس" يهزم الإخوان.. إقبال قياسي وفشل المقاطعة
رغم دعوات الإخوان لمقاطعة الاستفتاء وإفساد العرس الانتخابي إلا أن نسق الإقبال على التصويت من قبل الشعب التونسي هزم مؤمرات الإرهاب.
وخلال الاستفتاء على الدستور ، الذي ينهي وفق خبراء "العشرية السوداء لحكم الإخوان ويؤسس للجمهورية الجديدة ويغلق الباب أمام الفاسدين واللصوص والإرهابيين"، فاقت نسبة الإقبال أكثر من 2 مليون شخص في منتصف نهار الإثنين بالتوقيت المحلي.
ويرجح مراقبون تونسيون بأن مشروع الدستور الجديد الذي يتضمن 142 مادة سيمر بأغلبية ليعلن عن نهاية فعلية لدستور الإخوان لسنة 2014 ويطوي صفحة الماضي.
وأعلنت هيئة الانتخابات التونسية، مساء الإثنين، عن نسب المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد التي بلغت إلى حدود الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، مليونا و213 ألف ناخب أي بنسبة إقبال 13.6%.
ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمة ألقاها إثر تأديته لواجبه الانتخابي ، انتقادات حادة لجماعة الإخوان وحركة النهضة، قائلا: "ليسوا من هذا الشعب، الوطن خانوه، وباعوه ورهنوا البلاد إلى أطراف خارجية، ويطالبون الشعب بعدم التعبير عن إرادته".
وأضاف:" نحن أمام خيار تاريخي وللشعب التونسي أن يكون في الموعد مع التاريخ ولا يترك هؤلاء الذين يحرقون الغابات ويوزعون الأموال حتى لا يتوجهوا لصناديق الاقتراع"، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية أوقفت أمس الأحد شخصا يوزع أموالا للتأثير على إرادة الناخبين.
مستقبل أفضل دون إخوان
وقال نجيب البرهومي الناشط والمحلل السياسي، إن نسبة الإقبال مرتفعة مقارنة بالانتخابات التشريعية لسنة 2019 وتعتبر قياسية، مضيفا أنه رغم حرارة الطقس إلا أنها لم تعق التونسيين عن ممارسة واجبهم الانتخابي والتصويت على دستور ينهي حقبة الإخوان.
وأكد في حديث لـ"العين الاخبارية" أن الشعب التونسي متعطش لغد أفضل ولدحر المنظومة السابقة عبر امتحان شعبي وعبر طريق صندوق الاقتراع .
وأضاف أن قيس سعيد يسعى من خلال هذا الدستور الجديد لتأسيس دولة ذات سيادة وإنهاء كل الثغرات التي كانت في دستور 2014 التي عملت على تنامي الإرهاب والفساد، مضيفا أن حركة النهضة استغلت هذا الدستور لخدمة لمصالحها..
بدورها،قالت مباركة البراهمي، القيادية بحركة الشعب وأرملة محمد البراهمي الذي اغتيل يوم 25 يوليو 2013:" قمت بإحياء ذكرى اغتيال زوجي، وهذا لم يمنعني من القيام بواجبي والإدلاء بصوتي في الاستفتاء أملا في التغيير من أجل تأسيس جمهورية جديدة دون الخونة واللصوص وبائعي الذمم"، في إشارة إلى الإخوان وداعميهم.
وأكدت لـ"العين الإخبارية"، أن الذين خططوا لاغتيال البراهمي كانوا يخططون لاستهداف استقرار تونس وأمنها، داعية إلى ضرورة محاسبة الجميع الذين تورطوا في سفك الدماء في تونس
وأوضحت أن تونس قدمت عديد الشهداء من صفوف الأمن والجيش والمدنيين لذلك فإن التصويت على الدستور الجديد سيبني مرحلة جديدة دون إخوان وعلى التونسيين المشاركة بكثافة في هذا العرس الانتخابي.
تجاوزات الإخوان
وخلال يوم الاستفتاء شهد محيط مراكز الاقتراع قي تونس محاولات إخوانية لعرقلة سير عمل لجان الاقتراع.
وقد قامت السلطات التونسية بتوقيف مشتبه بضواحي العاصمة يبلغ من العمر 64 عاما كان بصدد توزيع أموال على الناخبين لحث المواطنين على التصويت ب"لا" على الدستور.
كما تم توقيف امرأة بأحد مكاتب الاقتراع بالسيجومي بتونس العاصمة حاولت التأثير على الناخبين للتصويت ب"لا" على الدستور مقابل تمكينهم من 40 دينارا (12 دولارا) .
وانتحلت هذه المرأة صفة موظف بشركة استطلاع آراء دون استظهارها بما يثبت ذلك وتمّ التعرّف عليها من قبل عدد من المشاركين.
وفتحت، صباح اليوم الإثنين، مراكز الاقتراع أبوابها أمام التونسيين، للتصويت على استفتاء مسودة الدستور الجديد، في استحقاق تنشد فيه البلاد طي صفحة الإخوان.
ودُعي نحو 9 ملايين و278 ألفا و541 ناخبا تونسيا، إلى الاقتراع على مشروع الدستور، من بينهم 348 ألفا و876 ناخباً مسجلاً بدوائر الخارج، و8 ملايين و929 ألفا و665 ناخبا داخل البلاد.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز