مسؤول مصري يكشف المستور.. هكذا تودد رئيس "برلمان الإخوان" لـ"المصالحة"
الإخوان والمصالحة مع الدولة المصرية.. الأمل المستحيل
ما تنفكّ الأيام تكشف حيَل تنظيم الإخوان في مصر، وتزيل الغطاء عن ألاعيب ومراوغات قادة التيار، للمصالحة، في تناقض مع الأفعال على الأرض.
وظلت الدعوة إلى المصالحة من عناصر تنظيم الإخوان خارج مصر وداخلها مع الدولة المصرية، تتوالى، في محاولة يائسة منهم لإعادة توحيد الصف داخلياً جراء الانشقاقات البينية والصراعات، وضغط الملاحقة الأمنية.
اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، كان أحد أبرز المحذرين من ألاعيب الجماعة الإرهابية، سيما وأن عمله طيلة سنوات خدمته في المباحث الجنائية جعله قريباً ومراقباً لتحركاتهم المشبوهة.
ويروي نور الدين لـ"العين الإخبارية"، واقعة تعود فصولها إلى عام 2006 جمعته مع أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، تبرهن على أكاذيب ومراوغات التنظيم، وتناقض أقواله مع أفعاله.
ويستحضر "نور الدين" ضاحكاً كواليس اليوم التالي لتعيينه مديراً لأمن محافظة المنيا بصعيد مصر، حيث فوجئ بمدير مكتبه يخطره بأن رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، في المحافظة محمد الكتاتني -رئيس مجلس الشعب لاحقا- يطلب لقاءه لتهنئته بالمنصب الجديد، في الوقت الذي كان هجوم الجماعة ضد الحكومة المصرية ووزارة الداخلية على أشده، عبر القنوات الفضائية والصحف.
واسترسل نور الدين، قائلاً: "أصابتني الدهشة قليلاً، وقررت إخطار القيادات في وزارة الداخلية هاتفياً بالأمر، ووضعهم في الصورة، في الوقت الذي كنت أتوقع فيه ما سيدور في الحديث من تودد من عضو الجماعة إلي باعتباري مسؤول الأمن الأول في المحافظة في هذا التوقيت المهم".
وكما توقعت -يقول المسؤول المصري السابق- بدأ "الكتاتني" حديثه مرحباً ومتنمياً لي التوفيق في المنصب الجديد، ثم انزلق في حديثه إلى التصالح المرجو بين الجماعة والحكومة، وأن أعضاء الإخوان يتمنون أن تنتهي خلافاتهم مع الدولة بأي ثمن.
نور الدين واجه حديث الكتاتني ناصحاً بألا ينحرف أي عضو من الإخوان عن القانون، وسيبقى في مأمن من أي عقوبة؛ لأن سيادة القانون ستسري على الجميع، وإصرار الإخوان على مخالفة القانون وارتكاب الجرائم سيعرضهم حتماً للمساءلة الجنائية.
لم يبد الكتاتني أي استياء -يتابع المسؤول الأمني- من الحديث، بل ظل محتفظا بتودده وهدوئه، مطالباً مدير الأمن بعدم الضيق إذا وجده محاطاً بالمتظاهرين في جامعة المنيا، ليرد عليه نور الدين بنفس الأسلوب: "أرجوك ألا تغضب حين تجدني على رأس قوة تلقي القبض عليك".
وعاد الحديث هذه الأيام عن المصالحة، بعد أن روجت وسائل إعلام إخوانية مؤخرا أن سجناء ينتمون للتنظيم الإرهابي تلقوا رسائل مفادها التصالح مع الدولة مقابل إعلان توبتهم عن جرائمهم التي ارتكبوها في حق مصر وشعبها.