ذكرى 25 يناير.. مناورة إخوانية تنكسر على صخرة استقرار مصر
لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تواصل دعواتها الفاشلة للحشد لهدم استقرار مصر، واستغلالها للهرب من الصراعات الداخلية والانقسام.
وحاول الإخوان كعادتهم استغلال ذكرى 25 يناير للدعوة للتظاهر والالتئام مع القوى السياسية بحجة إنقاذ مصر، لكن مساعيهم ذهبت سدى لعدم وجود مستمع أو منصت لها من الشعب المصري الذي لم تعد ألاعيب الإخوان تنطلي عليه، لتتفتت مناوراتهم ومؤامراتهم فوق صخرة الاستقرار بالبلاد، وذلك بحسب خبراء بحركات الإسلام السياسي.
- مخطط عمره 10 سنوات.. السيسي يكشف محاولة الإخوان خطف مصر
- "الإخوان" تعزف على وتر الشائعات مجددا.. ادعاءات تحطمت على صخرة الحقائق
وأكد الخبراء في حديثهم لــ"العين الإخبارية" أن "الإخوان يحاولون إلهاء الجميع عن الصراعات الداخلية بالدعوة للحشد في ذكرى يناير وخاصة بعد الإفلاس السياسي".
وكانت الجماعة أطلقت دعوة بعنوان "عودة الروح لمشروع يناير الوطني الحل الوحيد للخروج من الأزمة"، والحشد لمظاهرات اليوم واستمالة التيار المدني، لكنها فشلت كعادتها.
3 أسباب للفشل
ويرى الدكتور هشام النجار الخبير، في شؤون حركات الإسلام السياسي أن دعوات الإخوان للتظاهر والخروج للشارع في ذكرى ٢٥ يناير لا تجد أي صدى ولا تلقى استجابة من عموم المصريين للعديد من الأسباب أولها أنها عندما استغلت ذلك في أول مرة في يناير ٢٠١٥ م اتضح مما جرى على الأرض أنها تستغل الحشد لإثارة الفوضى والتغطية على الهجوم على المقار الأمنية ومؤسسات الدولة والمرافق العامة.
وأضاف النجار في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن هذا ما جرى بالفعل في ذلك التاريخ، واعترف به محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة حينها في إحدى الفضائيات من الخارج واصفا قطع عناصر الجماعة للطرق ومواجهتهم بالقوة لقوات الشرطة من قبيل "المقاومة والجهاد"، بحسب زعمه.
وأكمل: "ثانيا تفشل تلك الدعوات لأن المصريين خلف قيادتهم السياسية خاضوا نضالا واسعا وقدموا تضحيات غالية ليصلوا اليوم لهذا المستوى من الاستقرار، والأمن، حيث أعلن الرئيس السيسي أن مصر باتت شبه خالية من الإرهاب ولا يمكن أن يسمحوا بعودة عقارب الساعة للوراء وأن يخدعهم أحدا تحت ستار مزاعم إنقاذ الفقراء وغيرها من الخدع الإخوانية".
وتابع: "ثالثا يوقن غالبية المصريين أن مصر ما صمدت للأزمات العالمية التي تأثرت بها كل دول العالم بشدة إلا بتحررها من هذه الجماعات، وتجفيف منابعها وتقليص حضورها في المشهد السياسي والبدء في عملية الإصلاح الشامل".
ولفت إلى أنه "لابد من الصبر حتى يؤتي ثماره ويعبر الجميع الأزمة، كما أنهم يوقنون أن جماعة الإخوان تحاول استغلال الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على مصر لإنقاذ نفسها على حساب عموم المصريين وعلى حساب أمن واستقرار الوطن".
هروب من الانقسامات الداخلية
ويقول المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية، عمرو عبدالمنعم إن "الخلافات ضربت الجماعة مما جعلتهم ينشغلون أكثر بصراعاتهم الداخلية".
وأكمل عبد المنعم في حديثه لــ"العين الإخبارية" إن "دعوات الإخوان للحشد في ذكرى 25 يناير أو غيرها باءت بالفشل، وهي محاولة لاستغلال الأزمة الاقتصادية بالبلاد".
وأكد أن "تلك الدعوات الفاشلة محاولة لإثبات الجماعة لأتباعها في مصر أنهم موجودون ولديهم القدرة على التماسك، وإعادة إنتاج الدعوات واحدة تلو الأخرى رغم فشلها حتى لا يختفي ذكرهم من الساحة ويضمنوا الاستمرار".
وأشار إلى أن "تلك الدعوات محاولة للهروب من الانقسامات والصراعات الداخلية والتغطية عليها حتى لا يتسرب اليأس للأتباع الباقين منهم".
ولفت إلى أن "تلك الدعوات المتواصلة نصيبها الفشل لأنها ليست نابعة من المجتمع أو صادقة وتعمل على استغلال الحيز السياسي وهدفها نشر الفوضى".
وبين أن "الجماعة تعمل على استغلال آليات الإعلام الجديدة للتعامل مع المشهد ومحاولة خلق أي ثغرة للركوب على المشهد"، مؤكدا أن "المجتمع المصري على درجة كبيرة من الوعي ولن يسقط في براثنهم مرة أخرى".
إفلاس سياسي
واتفق معهم عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، الذي رأى أن "فشل الإخوان المتكرر وعدم وجود حجج لهم بعودة محمد مرسي بعد وفاته دفعهم للبحث عن نغمات أخرى للعودة إلى الميدان".
وأضاف الكتاتني في حديثة لــ"العين الإخبارية" أن "الشعب المصري خرج في يناير/كانون الثاني، ويونيو/حزيران الأخيرة التي يكرها الإخوان، الذين كانوا آخر الملتحقين بـ(يناير) وركبوا عليها لسرقتها، لذلك يحاولون البحث الحجج في أجندتهم القديمة".
وأكمل: "كل عام يكرر الإخوان الدعوات ويفشلون في الحشد، لأن الشعب كشف مخططاتهم المختلفة ويرفض الانصياع لها"، مبينا أن "الإخوان تملؤهم الصراعات الداخلية ويحاولون إخفاءها بالدعوة للحشد".
وأكد أن "الإخوان تعمل بالدعوة على الحشد لاستمالة عواطف أعضاء التيار المدني وقياداته من أجل محاولة للاستقواء بهم بعد تفتتها الداخلي".