حسان بالأوبرا وقتلة في الحكومة.. وزير مصري سابق يروي عن عام الإخوان
وجهان يتذكرهما محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري في عهد الإخوان؛ الأول الداعية المتشدد محمد حسان، والآخر حمادة صابر.
وصابر شاب مصري رفض ممارسات الجماعة الإرهابية التي قفزت للسلطة في البلاد عام 2012 فقرر التظاهر ضدها أمام المقر الرئاسي شرق القاهرة فمات قتيلا.
وكان صابر سببا في تقديم عرب استقالته التي كانت الثانية خلال فترة توليه الوزارة، وعن ذلك يقول في حوار مع لـ"العين الإخبارية" إنه تقدم باستقالته 3 مرات من منصب وزارة الثقافة في عهد الإخوان، "الأولى حينما كانت الوزارة بلا أي موارد سوى المرتبات، في حين تم تخصيص مبلغ مليار جنيه لدعم وزارة الرياضة".
وواصل: "الاستقالة الثانية التي تقدمت بها، عندما حدثت واقعة سحل شاب مصري يدعى حمادة صابر أمام قصر الاتحادية، وابنتي قالت لي: "أنت تعمل في حكومة تقتل الشعب"، ولم أستطع وقتها التحمل وتقدمت باستقالتي".
أما الداعية المتشدد محمد حسان فكان الاسم الذي اقترحته الجماعة للوقوف على مسرح الأوبرا المصرية العريقة لإلقاء دروس دينية.
مقترح جعل عرب يوقن في قرارة نفسه أنه في حالة استمرار الإخوان لعام آخر في السلطة، لكانوا سيطروا على مفاصل الدولة، وكانوا سيستلبون الدولة، بحسب ما قال في حواره مع "العين الإخبارية".
استلاب رآه صابر في سياق مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي للسيطرة على التعليم والثقافة في البلاد، تعود إلى عشرات السنين، ولم تقف فقط عند حدود عام توليهم حكم البلاد.
وعين عرب وزيرا للثقافة في حكومة هشام قنديل 2012 إبان حكم الإخوان، وقبلها في حكومة كمال الجنزوري ديسمبر/كانون الأول 2011، ولاحقا في حكومة حازم الببلاوي يوليو/تموز 2013 حتى يونيو/حزيران 2014.
السيطرة على المدارس والجامعات
وقال عرب إن تعليمات الإخوان كانت واضحة منذ أكثر من 30 عاما بالاتجاه إلى الكليات المؤهلة لتخريج معلمين مثل كليات التربية، للعمل لاحقا في المدارس كمعلمين أو إداريين؛ وذلك في محاولة لأخونة المدارس، وسلب عقل البلد من خلال التعليم.
"استهدفت الجماعة غرس فكرها في عقول الطلاب، والسيطرة على المدارس والجامعات بطرق ناعمة ليكون لديهم مديرو مدارس ومدرسون وموجهون وأساتذة جامعة"، يؤكد عرب.
وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، قد أعلن في وقت سابق فصل 1070 معلما بسبب انتمائهم لتنظيم الإخوان الإرهابي، أو من وقع عليهم أحكام في هذا الشأن.
وقال شوقي، حينها، إن "فصل 1070 معلما يعتبر نسبة صغيرة من مليون ونصف المليون"، مؤكدا أن القرار يستهدف حماية أولادنا والحفاظ على مستقبلهم".
ويشير عرب أيضا إلى أن الإخوان قاموا بتعيين وزير الثقافة علاء عبد العزيز المنتمي للجماعة في حكومة هشام قنديل 2013، وهو ما لاقى وقتها اعتراضا كبيرا من المثقفين.
وشهدت الساحة الثقافية والفنية في مصر اعتراضات واسعة على علاء عبد العزيز، متهمين إياه بالعمل على "أخونة الثقافة"، واعتبروا وقتها أنه "غريب على الجسم الثقافي ودخيل على المثقفين".
دعاة الإخوان بالأوبرا
ومن المواقف التي الأخرى التي يرويها، إنه حين كان وزيرا للثقافة، اقترح الإخوان عليه، أن يلقي دعاة من الإخوان والسلفيين أمثال الشيخ محمد حسان محاضرات في دار الأوبرا وقصور الثقافة.
وأستدرك: "لكنني رفضت بشدة وقلت لهم إن مهمة دار الأوبرا هي تقديم الفنون والموسيقى الرفيعة، ونرفض تقديم هذا الخطاب سواء في الأوبرا أو قصور الثقافة المختلفة"، متابعا: "لا يجوز أن تكون مؤسسات وزارة الثقافة منبرا لجماعة الإخوان".
يسقط حكم المرشد
ويؤكد الوزير المصري السابق إنه على الرغم من محاولات الإخوان لإرهاب للناس، كان الشباب يخرجون في نهاية العروض على مسارح وزارة الثقافة، يهتفون "يسقط حكم المرشد"، وذلك في عهد الإخوان.
ولفت عرب إلى أنه سعى لحماية مؤسسات وزارة الثقافة قدر المستطاع من فكر الإخوان، "وحين انتشرت في وقت من الأوقات ظاهرة حرق أقسام الشرطة والمحاكم، طالبت العاملين بقصور الثقافة بالوقوف أمامها؛ لأنها كانت مستهدفة، وقام الشباب بعمل ما يشبه ورديات العمل؛ لمنع أي محاولات للاعتداء على قصور الثقافة".
مدارس تركية بالقاهرة
كما كشف وزير الثقافة الأسبق عن علاقة تركيا بالإخوان، ومحاولات نظام رجب طيب أردوغان السيطرة على التعليم في مصر عبر بوابة التنظيم الإرهابي.
ويوضح: خطط نظام أردوغان بالتعاون مع الإخوان إلى إنشاء سلسلة مدارس تركية في المحافظات المصرية، بعد إنشاء مدرسة تابعة لهم في حي التجمع الخامس شرق القاهرة.
ونوه عرب بأن نظام رجب طيب أردوغان كان على تواصل دائم بالإخوان في مصر، وكان بينهما تنسيق أمني وسياسي كبير.
رجال أردوغان في الصفوف الأولى
ويسرد وزير الثقافة الأسبق إنه حين زار أردوغان مصر إبان حكم الإخوان، كان من المقرر أن يلقي خطابا في إحدى قاعات جامعة القاهرة، وحينها جلس الوفد الرسمي المرافق للرئيس التركي في الصفوف الأولى بالقاعة، فيما جلس وزراء مصر في الصفوف التالية، حتى إن شيخ الأزهر لم يكن له مكان في الصفوف الأولى بيد أنهم تداركوا الأمر لاحقا وجلس في الصف الأول.
هذا الموقف وغيره الكثير – بحسب عرب – يعكس طبيعة تنظيم الإخوان وأيديولوجيته المعادية للوطنية، مشيرا إلى أن مصر بالنسبة لهم الأيقونة الكبيرة التي تجمع الإخوان في العالم، لتحقيق أهدافهم.
ونبه الوزير الأسبق إلى أن "أردوغان وجماعته يريدون إعادة التنظيم الأيديولوجي ليخترق الحدود والعالم كله، ويكون أردوغان هو الخليفة المنتظر".
لقاء شيخ الأزهر
كما يروي "عرب" تواصل سفير تركيا في القاهرة بعد 30 يونيو 2013 معه بشكل مباشر من أجل أن يتوسط لدى الأزهر الشريف حتى يتمكن من لقاء شيخ الأزهر، بهدف إبداء رغبة حكومة بلاده في تقديم الأضحية للفقراء والمساكين بمصر وتوزيعها على أن يعلن الأزهر ذلك.
وأضاف: "لكنني حذرت السفير من الذهاب للمشيخة للحديث في هذا الأمر، وأبلغته بحدة بأن مصر لا تقبل الصدقة من دولة أخرى، وعبرت عن استيائي الشديد من طرحه للموضوع، خاصة أنه لا يدخل في اختصاصاته كدبلوماسي، وأنه إذا ذهب إلى شيخ الأزهر بهذا الأمر سيواجه بما لا يحمد عقباه، وشيخ الأزهر رفض مقابلته".