"الإخوان" في أوروبا.. هيكل عنكبوتي وخلايا سرطانية
بهيكل عنبكوتي وخلايا سرطانية، تغلغل تنظيم الإخوان في أوروبا، محاولا النجاة بقياداته واستثماراته من المقصلة التي تعرض لها في الشرق الأوسط وبلدان المغرب العربي.
محاولات تمثل الرمق الأخير، في مساعي التنظيم المصنف إرهابيًا في مصر ذلك البلد الذي احتضنته ولفظته، لمواجهة أزمة احتضاره، بعد جهود المواجهة الأوروبية التي تستهدف تقليص نشاطه، ووضعه تحت رقابة صارمة، وتتبع مصادر تمويله ومراقبة أعضائه البارزين، الأمر الذي يزيد أزمته تعقيداً ويهدد بانهيارات أكثر تأثيراً، وخطورة على بنيته الهيكلية.
فماذا نعرف عن الإخوان في أوروبا؟
علاقة الإخوان بالدول الغربية ليست وليدة التطورات الأخيرة في مصر وبلدان المغرب العربي؛ بل إن استراتيجية الانتشار والتمكين لدى التنظيم منذ نشأته عام 1928، وضعت دول الغرب صوب أعينها؛ باعتبارها نطاقًا جغرافيًا ضروريًا لحماية مصالح التنظيم وتوسيع أنشطته، وضمن خطة الانتشار التي وضعها مؤسس التنظيم الأول -آنذاك- حسن البنا، وعرفت باسم مخطط "أستاذية العالم".
تلك الخطة جعلت من دول أوروبا وفي مقدمتها لندن -قبل خروجها من القارة العجوز- واجهة رئيسية للتنظيم للانطلاق فيما بعد إلى غالبية دول القارة العجوز، مما أدى إلى تفشي "الإخوان" في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وغيرها من تلك البلدان الأوروبية، إلى جانب العاصمة البريطانية التي تعد الحاضنة الأم للإخوان في العالم.
ما شكل خلايا التنظيم في أوروبا؟
يقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في دراسة صادرة عنه، إن البناء التنظيمي للإخوان يتكون من مجموعة من الخلايا تشكل الأسرة التنظيمية النواة الأولى له.
وتتكون الأسرة من (4 ـ 7) أشخاص، يُنتخب أحدهم نقيباً للأسرة ويمثلها أمام رئيس الشعبة الإخوانية، وهي رتبة تنظيمية أعلى، فيما تتلقى الأسرة برنامجاً تربوياً عبارة عن برنامج ثقافي وجزء اجتماعي، يشمل التعارف التفاهم وتكافل والتكافل وبرنامج تربوي، وآخر رياضي أقرب إلى التدريبات العسكرية، يختص بالشباب والنشء بحسب المراحل العمرية المشاركة فيه.
وفي تأكيد على أن الفكر العسكري لم يغب عن ذلك التنظيم، تعرف المجموعة المشاركة في هذا البرنامج الأخير باسم "الكتيبة"، نسبة للمجموعات العسكرية في الجيوش.
وعلى شكل هرمي، يتكون البناء التنظيمي للإخوان في أوروبا، يرأسه المرشد العام، يليه مكتب الإرشاد ثم مجلس الشورى العام، فالقطاعات واللجان والمكاتب الإدارية.
ويمثل التنظيم الدولي كيان بلائحة منفصلة ملحقة باللائحة المنظمة لعمل الجماعة المركزية في مصر، وبناء مستقل يترأسه مرشد الإخوان أيضاً، لكن المشرف عليه هو أمين التنظيم الدولي وله مجلس شورى منفصل، بحسب المركز الأوروبي.
المنظمات التابعة للإخوان في أوروبا:
رغم أنه أسسها تحت غطاء القانون، إلا أن تلك المنظمات التابعة للإخوان في أوروبا تعمل وفق أهداف التنظيم وعلى تحقيق أجندته الخاصة.
أبرز تلك المؤسسات:
- الرابطة الإسلامية في بريطانيا
- المجلس الإسلامي البريطاني
- التجمع الإسلامي في ألمانيا
- الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا
- منظمة رؤيا الألمانية
- المجلس الإسلامي في برلين
- المركز الإسلامي في ميونخ
ماذا عن شبكات الإخوان المالية بأوروبا؟
لتنظيم الإخوان إمبراطورية مالية في أوروبا، تتنوع بين البنوك والاستثمارات المالية المصرفية والشركات في مختلف القطاعات، والتجارة الحلال، و"الأوف شور".
و"الأوف شور" هي شركات أُسست في دولة أخرى غير التي يمارس فيها "الإخوان" نشاطه، وتعد أحد أهم الروافد التمويلية للتنظيم. ورغم الغموض الذي يحيط بها، إلا أنها لفتت أنظار أجهزة المخابرات والمنظمات القانونية التي تطارد هياكل تمويل الإرهاب.
وبحسب تقارير أوروبية، فإن هناك مجموعة من الاستثمارات تابعة للإخوان داخل القارة العجوز؛ أبرزها:
بنك التقوى:
أسسه القيادي الإخواني يوسف ندا، فيما بلغ رأسماله حوالي 229 مليون دولار، مما جعله يؤسس العديد من الأفرع في ليختنشتاين وبريطانيا.
بنك أكيدا الدولي:
تأسس في ناسو عاصمة دولة الباهاماس. تورط في تمويل عدد من الجماعات؛ بينها حركة حماس، وحركة النهضة الإخوانية في تونس، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة.
مؤسسة أوروبا:
تأسست عام 1997 ويقع مقرها في مقاطعة ليستر شير بوسط إنجلترا، وشغل منصب مديرها التنفيذي أحمد الراوي الذي يعد أحد أعضاء المكتب الدولي لتنظيم الإخوان.
ماذا نعرف عن أبرز قيادات الإخوان في أوروبا؟
إبراهيم الزيات:
شغل الزيات الذي يحمل الجنسية الألمانية مناصب عدة في منظمات إسلامية بألمانيا وأوروبا، ويحاضر حول قضايا الاندماج والهوية الإسلامية في البلدان الأوروبية.
محمد طه صبري:
أحد أهم قيادات الإخوان في ألمانيا وأحد كوادر المركز الثقافي للحوار
خضر عبد المعطي:
لعب دورا هاما في دعم الإخوان أثناء وصولهم للحكم في مصر، ويعد من أهم القيادات الإخوانية على المستوى الدولي، والمنسق العام للمجلس الأوروبي للأئمة والوعاظ في أوروبا.
فريد حيدر وخالد صديق:
من قيادات المركز الثقافي للحوار التابع للإخوان المسلمين في ألمانيا، ويلعبان دورا هاما في استقطاب وتجنيد شباب الجاليات المسلمة واللاجئين والمهاجرين.
جعفر عبدالسلام:
ترأس مركز الرسالة لتعليم اللغة العربية ومقره برلين، وله دور "هام" في تنامي أنشطة تنظيم الإخوان، عبر استغلال الجاليات المسلمة التي تتوافد على المركز.
عبد الحكيم صفريوي:
مغربي الأصل يحمل الجنسية الفرنسية، أطلق على نفسه عام 2000 لقب "إمام". نجح في إنشاء جماعة أطلق عليها جماعة الشيخ ياسين في عام 2004.
أحمد جاب الله:
يملك جاب الله التونسي الأصل، علاقات وطيدة مع حركة النهضة الإخوانية ورئيسها راشد الغنوشي. عمل كرئيس لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والمرتبط بتنظيم الإخوان.
طارق رمضان:
أحد القيادات الإخوانية في أوروبا، وأكثرها تأثيرها.
هاني رمضان:
حفيد مؤسس الإخوان حسن. يرى أن جماعة الإخوان الأحق بالحكم، ويحث الجماعة على التمسك بالسلطة، والعمل على استقطاب وتجنيد كوادر وخبرات في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها.
رشيدة النقزي:
تعد أحد أبرز قيادات الإخوان النسائية في أوروبا، وتقيم في مدينة بون. تترأس قسم المرأة باتحاد المنظمات الإسلامية.
ليديا نوفل:
بحسب المركز الأوروبي، فإن نوفل تلعب أدواراً متشعبة، لخدمة أهداف الإخوان في ألمانيا؛ فشاركت في تأسيس مجموعة العمل الإسلامية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لتسمح للإخوان باختراق ثاني أكبر أحزاب ألمانيا، بالإضافة إلى استغلال علاقاتها بالمجتمع للضغط من أجل ضخ تمويل حكومي للجمعيات الإسلامية التي يسيطر الإخوان على جانب كبير منها.
نينا موهي:
تلعب السيدة التي -تعد ثاني وجه نسائي يخترق مؤسسة ألمانية- دوراً أخطر عبر منظمة "كليم" التي تُستخدم من قبل جماعة الإخوان في مهاجمة منتقديها وشيطنة مواقفهم.
هل واجهت أوروبا الإخوان؟
أدركت القارة العجوز خطر الإخوان؛ فشحذت أسلحتها لمواجهة التنظيم المنصف إرهابيًا في مصر؛ ففي 18 مايو/أيار 2023 أعلنت فرنسا، أنها تلاحق تمويلات "الإخوان المسلمين" على أراضيها، وجمدت 25 مليون يورو من أمواله.
وكانت الحكومة الفرنسية كشفت في 5 أبريل/نيسان 2021، عن مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، وتوسيع استخدام أجهزة الاستخبارات الفرنسية للخوارزميات لتعقب الإرهابيين المحتملين.
ونفذت ألمانيا والنمسا جهودا واسعة في محاربة التطرف والإرهاب خلال العام 2021، ونجحتا في الحد من أنشطة الجماعات المتطرفة، من خلال وضع بعض المنظمات والجمعيات تحت المراقبة وحظر البعض الآخر.
واستبعد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا جمعية صنفتها الاستخبارات الألمانية على أنها تابعة لشبكة الإخوان المسلمين.
ورغم أن فرنسا وأوروبا لم تصنف "الإخوان المسلمون" كتنظيم إرهابي، إلا أن التحركات الأخيرة، وما يُسمع صداه من خلف الكواليس، يشير إلى أن هناك تفكيرًا جديًا في اتخاذ هذه الخطوة على المستوى الأوروبي.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز