الإخوان ومهلة "لجنة طلبة".. خبراء يتحدثون عن السيناريو المنتظر
انتهت، الجمعة، مهلة اللجنة المؤقتة القائمة بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان، التي يترأسها مصطفى طلبة، من إسطنبول.
واستمر عمل اللجنة لمدة 6 أشهر لـ"إدارة شؤون الجماعة"، ليصبح التنظيم بلا رأس، وسط انقسام غير مسبوق وصراع محتدم في هرم قيادة التنظيم.
ووسط غموض موقف معسكر إسطنبول، وارتباك شديد تشهده في الوقت الحالي الجماعة الإرهابية، توقع مراقبون وخبراء، تنصيب محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة قائما بأعمال المرشد، خلفا لـ"طلبة" بعد إجراء انتخابات "صورية" لاختيار لجنة إدارية.
سيناريو عزاه هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى رغبة معسكر إسطنبول في "تعديل موازين القوى، وإعادة التوازن للمعسكر، بعد المكاسب الأخيرة التي حققتها جبهة لندن"، مشيرين إلى أن غياب الأمين العام السابق للجماعة من المشهد التنظيمي أضعف موقف "معسكر حسين".
وقالوا إن اللجنة المؤقتة فشلت ولم تستطع إحراز نقاط تفوق على جبهة منير، خاصة بعدما أعلن المرشد محمد بديع وقادة السجون انحيازهم للأخير، ودعوتهم للصف الإخواني لمبايعته، وإقرار مكتب الإرشاد العالمي بأحقية منير في إدارة الجماعة.
ووسط الصراع القائم مع جبهة إبراهيم منير المقيم في لندن، والقائم بأعمال مرشد الإخوان المطعون في شرعيته، أعلنت جبهة محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد، في 17 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي حلا مؤقتا لقيادة الجماعة.
وتمثّل الحل وقتها في اختيار مصطفى طلبة ممثلاً للجنة المؤقتة، القائمة بأعمال المرشد العام محمد بديع، بديلاً لإبراهيم منير.
وقال بيان الجبهة حينها، إن اللجنة الإدارية المؤقتة التي تقوم بمهام أعمال المرشد العام سيستمر عملها 6 أشهر فقط، ما يعني انتهاء عملها في منتصف يونيو/حزيران المقبل، والوقوف على حافة شغور المنصب.
خطوة جديدة
وجاء اختيار مصطفى طلبة مرشداً عاماً للتنظيم الإرهابي، بقرار منفرد من مكتب إسطنبول، في خطوة جديدة لإقصاء "منير" بعد قرار الأخير بتجميد عضوية كل من محمود حسين ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام علي يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك، ما دفع المجمدين إلى إعلان عزله من منصبه بعد ذلك.
وحول السيناريو المتوقع بعد انتهاء مدة عمل اللجنة المؤقتة بقيادة مصطفى طلبة، توقع عمرو فاروق الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تشهد الفترة القادمة انتخاب لجنة إدارية جديدة، يقودها محمود حسين قائما بأعمال مرشد الجماعة خلفا لمصطفى طلبة.
وقال فاروق: إن غياب حسين عن المشهد التنظيمي يضعف موقف معسكره، التي تعرضت لضربات قوية، في مقابل جبهة منير التي حصدت مكاسب عديدة، أبرزها إقرار مكتب الإرشاد العالمي بأحقية منير في إدارة الجماعة، وإلزام كافة القيادات في كافة الأقطار بتقديم البيعة له نائبا للمرشد العام وقائما بأعماله.
وأكد أن "الانتخابات المزمع إجراؤها لاختيار لجنة إدارية جديدة، ستزيد من حالة انشقاق ما تبقى من الجماعة، علاوة على انقسام المكاتب الإدارية، وزيادة حدة الصراع والتخبط في القرارات الداخلية.
وبدوره، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، لـ"العين الإخبارية" إنه من الوارد جدا تصدر محمود حسين المشهد بإعلان معسكر إسطنبول تنصيبه قائما بأعمال المرشد.
وأوضح أن جبهة إسطنبول بحاجة لرجل قوي خلال المرحلة المقبلة؛ لتعديل موازين القوى، وإعادة التوازن للجبهة، بعد المكاسب التي حققتها جبهة لندن.
ونوه الخبير السياسي المصري إلى أن "هناك فشلا ذريعا للجنة المؤقتة، حيث لم تستطع إحراز نقاط تفوق على جبهة لندن بل حدث العكس، بإعلان محمد بديع وقادة السجون انحيازهم لإبراهيم منير، ودعوتهم للصف الإخواني لمبايعته".
وأردف :"هناك نوع من الزخم شهدته جبهة لندن سواء بتسريب خطط إجراء تقييمات ومراجعات كما أعلنها جمال حشمت، أو المطالبة بالدخول في الحوار وطلب المصالحة كما حدث على لسان يوسف ندا وهي محاولات حتى ولو لم تنجح فهي علامة على حراك لجبهة لندن تفتقده جبهة إسطنبول التي اكتفت بردود أفعال".
الانقسام داخل الجماعة
وبشأن السيناريوهات المتوقعة، قال النجار: لا حل لمعضلة الانقسام داخل الجماعة قريبا؛ لأنه ليس فقط صراعا على القيادة والنفوذ، بل أيضا هو صراع على الثروات والأموال، خاصة أن حجم هذه الثروة المتنازع عليها بين قادة الجبهتين هائل، وليس من السهل أن تتنازل جبهة للأخرى عنه، أو حتى جزء منه.
ومع استمرار النزاع، زاد النجار بأنه من المتوقع أن يسود الإحباط أوساط الشباب وصفوف التنظيم التي لا تستفيد استفادة مباشرة، ولا حتى غير مباشرة من تلك الثروة الطائلة المتنازع عليها، بل تعاني معاناة شديدة من وضع الجماعة الحالي وأزمتها في مصر والمنطقة والتي انعكست على أوضاعها في الإقليم والعالم كله.
وأردف: "سيشهد الصف الإخواني مزيدا من التسرب أو الانشقاقات، أو تشكيل كيانات أصغر منفصلة عن الجبهتين الرئيسيتين المتنازعتين".
وبعيدا عن سيناريو تنصيب "حسين" قائما بأعمال المرشد، قال أحمد بان الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "التواريخ وشرعية المجالس لم يعد لها اعتبار كبير لدى شراذم الإخوان".
وأضاف: "اللوائح تعمل حين تكون في صالح الفريق الذي يشهرها في وجه الآخرين، وتدهس بالأقدام حين لا تساند هذا الفريق، أو ذاك، وستقدم التبريرات للشيء وعكسه وهذا سلوك الجماعة التي لا تمله".
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg
جزيرة ام اند امز