الإخوان وقطاع غزة.. مراوغات تنتهي بـ"هدف تسلل" في مرمى محمد صلاح
لا تكف جماعة الإخوان عن استغلال المواقف للانتقام من الدولة المصرية التي لفظتها شعبيا ورسميا.
أحدث محاولات الإخوان لـ"ركوب الموجة" جاء على أنقاض قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف ردا على هجوم مسلح غير مسبوق لحركة حماس على بلدات ومستوطنات إسرائيلية السبت الماضي.
ولم تراع الجماعة، المصنفة إرهابية في مصر، حرمة دماء أبناء قطاع غزة والمأساة الإنسانية التي يعيشها سكانه، بل قررت تحويل الأمر إلى شغل الرأي العام بقضايا تافهة، وهو ما سيؤدي إلى معركة تشويه القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها.
معارك تافهة لتفريغ القضية
اكتفى الإخوان ببيانات شجب لا تغني ولا تسمن من جوع، في حين بدأوا بشغل الفضاء الإلكتروني بموضوعات جانبية مثل الهجوم المكثف ضد اللاعب المصري محمد صلاح، بحجة أنه لم يعلن تضامنه مع غزة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتوقف الأمر عند صلاح، بل كما حاولوا تشتيت الرأي العام بشائعة إبلاغ مصر لإسرائيل بموعد هجوم حماس، في مناكفة ثأرية لا تترك الدولة المصرية دون انتقاص أو اتهام.
وفي محاولة لتوريط الدولة المصرية، طالب "الذباب الإلكتروني" للجماعة الإرهابية مصر بالرد العسكري وإعلان الحرب على إسرائيل.
وبحسب خبراء، فإن هذه المعارك التافهة تسحب الأنظار عن القضية الحقيقية وحجم المأساة التي يعيشها أهل غزة، وتجعل الصورة ضبابية ولا تقدم حلولا منطقية ولا تعريفا بمسار القضية وحجم التحديات والعقبات التي تواجه سكان غزة والمقاومة الفلسطينية
الإخوان والمتاجرة بالقضية الفلسطينية
وحول أسباب تفريغ الإخوان للقضية الفلسطينية، ومحاولاتهم خلق معارك جانبية تافهة، قال هشام النجار الكاتب والباحث في الإسلام السياسي إن الإخوان غير جادين في مناصرة القضية الفلسطينية بل هم يستخدمونها لأغراضهم، فيستغلون التعاطف الشعبي للتسلق على القضية والوصول إلى قلوب الجماهير، لذا لن يناقشوا القضية بشكل جاد، وسيخلقون معارك هامشية غير مفيدة مثل معركتهم مع اللاعب المصري محمد صلاح.
وأضاف أن "الدور الوظيفي للجماعة أنهم أدوات لقوى إقليمية وعالمية، وليسوا صانعين للأحداث ولذلك يلجأون لصرف الأنظار لقضايا ومسائل هامشية لتحقيق أهداف خاصة بالجماعة وبثاراتها الخاصة وبحقدها الشخصي على مصر وقيادتها، وهذا التشويه الذي تقوم به الجماعة عادة المشاغبين الصغار في حق الكبار".
واعتبر أن سبب انتشار المعارك الجانبية الهامشية يعود لأن عناصر الإخوان لا تصمد أمام تحليل جاد وتفسير موضوعي ومنطقي للأحداث، ولا يتصدون لنقاش هذه القضايا الكبيرة، فيهربون إلى خلق قضية وهمية على هامش القضية الأساسية، دون أن يقدموا شيئا يذكر للفلسطينيين.
بينما يرى طارق البشبيشي الكاتب والباحث في الإسلام السياسي أن جماعة الإخوان غير مشغولة بالقضية الفلسطينية أساسا، ولا بحلها حلا جذريا عادلا وشاملا، على خلاف ما تعلن.
وقال البشبيشي لـ"العين الإخبارية" إن "الجماعة ترغب في الوصول للحكم على أكتاف القضية المركزية وهي تحرير المسجد الأقصى ولكنهم لا يقدمون أي مقاومة حقيقية فاعلة منجزة تجمع كل فئات وانتماءات الشعب الفلسطيني، أو ينخرطون في مفاوضات جادة، ويكتفون بعمليات حركة حماس كأنها الأمل الوحيد في الأمة".
وأضاف أن "المسارات الوطنية الحقيقية تخشاها وتتجنبها الجماعة، فمن شأنها إنهاء دورها في للمنطقة وستصبح الجماعة ورعاتها بلا جدوى ولا قيمة، ولا يجب أن يغيب عن أعيننا أن الإخوان لهم دور مخرب في المنطقة، وهذا الدور لن يقوم إلا بتسلقهم القضية الفلسطينية لينخدع فيهم البسطاء، وفي الحقيقة هم يقومون بتصفية القضية من مضمونها".
أدوات لتشويه القضية
وحول تحويل أنظار المتابعين عن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء غزة وجلها فرصة للنيل من مصر، قال النجار إن "الإخوان تتملكهم رغبة محمومة للهجوم على الرئيس المصري ودولة مصر شعبًا وحكومة، انتقامًا من صانعي ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 التي أبعدتهم عن الحكم وأفشلت مخططتهم التخريبي وفضحت علاقاتهم وتحالفاتهم مع أجهزة مخابرات خارجية، لذا يستغلون أي حدث للنيل من مصر والتشويش على إنجازاتها والتشكيك في مواقفها".
وأضاف أن "دور الإخوان في تفريغ أي قضية من مضمونها لا يقتصر على القضية الفلسطينية وغزة، بل ما جرى ويجري في المنطقة".
وتابع حديثه قائلا إن "جماعة الإخوان مجرد قزم ضئيل يرتكب أفعالا حمقاء تتسبب في كوارث للأمة وللشعوب، مقابل الدول الوطنية التي تتوخى الحرص وتبذل كل الجهود حتى لا تسقط الدول وأجهزتها، وحتى لا تنهار المؤسسات والجيوش وتصبح الشعوب والسكان العزل مستهدفين من الإرهابيين أو من قوات دولة معادية، من هنا نفهم لماذا يشغل الإخوان الفضاء بمعارك تافهة ولماذا ينشرون الشائعات ضد مصر، فهذا التشويش حيلة الفاشلين الصغار في حق الكبار".
إعلام الإخوان لا يرى إسرائيل
فيما اعتبر البشبيشي أن دلائل عدم جدية الإخوان بالقضية الفلسطينية أنهم على مر تاريخهم يستغلون القضية لصالحهم إعلامياً فقط.
وقال "عليهم (الإخوان) أن يقولوا لماذا لم ينصروا أهل غزة في معركتهم الحالية كما كانوا يدعون، فلم نر عناصرهم نظموا فاعلية لكشف ما يعانيه سكان غزة من حصار أو كشف خطبائهم حجم الأضرار الناجمة عن عدم السماح للقوافل المساعدات الطبية والإنسانية بالدخول، ولا نظم قادتهم وقفات احتجاجية يرفعون فيها صور ضحايا القصف ولا تعاطفوا مع الأطفال المشردين ولا قنواتهم ضغطت إعلاميًا لطرح فكرة إقامة منطقة خضراء سواء في غزة أو في الداخل الإسرائيلي بجوار غزة، ولا تقدموا بشكر للدول العربية التي بادرت بإعداد قوافل إغاثة المنكوبين في غزة".
وأضاف "فقط كل ما يملكونه معارك وهمية فارغة تفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها".