مرشد الإخوان وظهور مكثف.. لملمة للشتات وإيحاء بالتماسك
الآلة الإخوانية تتعمد تصدير خطاب المظلومية المعتاد، ونشر الأكاذيب والافتراءات ضد الدولة المصرية، ومرشدها لم يخفِ لجوء جماعته للعنف.
على نحو مفاجئ وفي ظهور مكثف، أطل إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان، عبر أكثر من منصة إعلامية، في محاولات يائسة تكابد من أجل التمويه على تشرذم الجماعة الإرهابية.
فبعد أن كان مختفيا عن الأنظار، ظهر منير خلف بيانات صحفية مثيرة للجدل، بثها عبر صفحات الإخوان المغلقة أو تطبيق "تليجرام" الذي تستخدمه عناصر الجماعة وسيلة للتواصل المستتر.
ظهور متكرر لم يخل في مضامينه من عادة الآلة الإخوانية في تصدير خطاب المظلومية المعتاد، ونشر الأكاذيب والافتراءات ضد الدولة المصرية، فيما لم يخف مرشد الإخوان لجوء عناصر من جماعته للعنف.
الإيحاء بتماسك التنظيم
وفي تعقيبه على الموضوع، رأى الدكتور طارق فهمي، الخبير وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن منير يسعى، عقب الانقسامات التي تشق التنظيم بالوقت الحالي، للإيحاء بتماسك الصفوف ووحدته، ونفي حدوث انشقاقات.
- إبراهيم منير.. واجهة الإخوان الإرهابية لغسل سمعتها دوليا
- قيادة الإخوان واجهة و"رجل غامض".. تكتيك العصابات
وفي حديث لـ"العين الإخبارية، قال فهمي إن "منير يوجه رسالة إلى الصف الإخواني بأنه صاحب القرار الأول للجماعة، وعلى الجميع التلقي منه وليس عنه؛ سعيا إلى حسم عدد من التكهنات حول أمور شائكة وقضايا عديدة تتعلق بالوضع الراهن للجماعة".
وأكد "فهمي" أن "منير حاليا هو المرشد الحقيقي للجماعة لاعتبارات عديدة تتعلق بالوضع الحالي، كما أنه الوجه المقبول دوليا بالنسبة لهم، فضلا عن أنه وزير خارجيتها والمسوق لسياساتها عالميا".
اليقظة
أستاذ العلوم السياسية حذر من أن الجماعة تمر بمرحلة جديدة يجب الانتباه جيدا لها، حيث تنتقل قيادتها للخارج في سابقة لم تحدث من قبل، فضلا عن وجود القائم بأعمال المرشد العام ـ للمرة الأولى - خارج مصر.
وتجاوزت الجماعة بتعيين "منير" الأعراف والتقاليد المتبعة، حيث تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها اختيار المرشد من خارج مصر، كما لم تأتِ عملية الاختيار عبر انتخاب مجلس شورى الجماعة.
ويعتبر مراقبون أن اختيار التنظيم الذي دائما ما يهتم بالقيادات على حساب قواعده، لمنير، قوبل بسخط واسع وسط تيار الشباب الرافض لأداء الحرس القديم سواء داخل مصر أو خارجها.
انقسام يدفع بقيادة الجماعة حاليا، وفق فهمي، إلى محاولة إحداث توازن بين التيار القطبي والمعتدل داخلها، لاسيما بعد عودة عدد من القيادات المنشقة مثل حلمي الجزار وعمرو دراج في مهمة تطوير الجماعة.
إقرار بالعنف
وحول اعتراف منير باستخدام عناصر من الإخوان للعنف، قال فهمي: "لم يستطع المرشد إنكار الواقع، وإخفاء لجوء عناصر الجماعة للعنف المسلح ضد الدولة المصرية عبر حركتي لواء الثورة وحسم".
بدوره، قال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، إن "جماعة الإخوان تحاول، بالسنوات الأخيرة إبداء حالة من التماسك بشكل يتنافى مع الواقع، والزعم بأنها موجودة ولم تنته".
ولفت الخولي، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "الجماعة تشرذمت بين أكثر من معسكر داخلي وجبهات، كل منها يتنازع على المسؤولية ومحاولة تصدر المشهد، والانشغال بفرض إرادة كل طرف على الطرف الآخر".
حيثيات تؤكد "تقديرات جميع المحللين بأن سقوط محمود عزت سيؤدي إلى مزيد من الفرقة والانشقاق الداخلي"، وفق النائب.
فرض أمر واقع
الخولي اعتبر أيضا أن ظهور إبراهيم منير عبر الأبواق الإعلامية للإخوان يرمي لمحاولة "فرض الأمر الواقع على المعترضين على تعيينه مرشدا، ولملمة شتات الجماعة، وهو أمر لن يحدث".
وتوقع أن "تشهد الجماعة مزيدا من التشتت والانقسامات الداخلية، ويوما بعد يوما يدق مسمار جديد فى نعشها".
وحذر من أن "الجماعة تستهدف الاستيلاء على السلطة فى المنطقة العربية، ومحاولات تأسيس الخلافة الإخوانية، وفي السبيل نحو تحقيق ذلك تستخدم الإرهاب والعنف، وكل ما هو ليس له علاقة بالدين".
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، أكد خبراء أن تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر مات إكلينيكيا، وهو ما عززه تصاعد اتهامات الفساد المالي التي ظهرت مؤخرا ضد قيادات الجماعة، والتي سيكون تأثيرها السلبي الأكبر على الجزء المتبقي من الجمهور المتعاطف معها.