عقوبات أمريكا.. هل تلتف إيران عليها بمساعدة الإخوان؟
جماعة الإخوان موضع ترحاب دائم في طهران، وحافظ نظام إيران والجماعة الإرهابية على علاقات ودية امتدت لما بعد فترة الثمانينيات.
يتساءل كثير من المحللين الغربيين حول المدى الذي سيتمكن خلاله النظام الإيراني من البقاء رغم وطأة العقوبات الأمريكية القاسمة، غير أن ما لا ينتبهون إليه هو أن النظام يلتف على العقوبات من خلال مساعدات أعوانه القدماء، أبرزهم جماعة الإخوان.
الدكتور رضا برشيزاده المحلل السياسي الإيراني المقيم بالولايات المتحدة يقول إن نظام إيران، وتنظيم الإخوان الإرهابي يتشاركان رؤية متماثلة لنهاية العالم؛ فكلاهما يؤمن بالأيديولوجية "الإسلاموية" الاستبدادية، و يتجاهلان الحدود الوطنية، ويسعيان لإنشاء "أمة إسلامية"، عبر غزو الشرق الأوسط وباقي العالم.
وأضاف برشيزاده، خلال تحليل نشره مركز "بيسا" للدراسات الاستراتيجية في إسرائيل، أن سيد قطب، العضو البارز في جماعة الإخوان خلال خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، هو من فتح أعين الإسلاميين في إيران على إمكانية قيام "دولة إسلامية شاملة".
كما أن كلا الطرفين، طبقًا للمحلل الإيراني، يكره الحضارة الغربية، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ودول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر، وهذا التقارب الأيديولوجي الجوهري يجمعهما رغم الاختلاف المذهبي الواضح.
- وثائق تكشف لقاء سريا بين "حرس إيران" و"الإخوان" للتحالف ضد السعودية
- وثائق إيران 2019.. مساعي للهيمنة وتحالف إرهابي مع الإخوان
وفي الحقيقة، كانت جماعة الإخوان واحدة من القوى الرئيسية التي دفعت الشيعة للوصول إلى السلطة في إيران، وعلمتهم كيف يظهرون أنفسهم أمام الغرب، و يتسللون إلى المؤسسات الثقافية والأكاديمية، فضلًا عن تعليمهم كيفية توجيه الرأي العام.
وطبقًا للمحلل الإيراني، فقد علمته جماعة الإخوان قادة إيران كيف يصبحون جنودًا؛ خلال الستينيات والسبعينيات، خضع كثير من الإيرانيين لتدريبات داخل في معسكرات كانت موجودة بمصر، وسوريا تحت رعاية ضباط الجيش المتعاطفين مع الإخوان.
لكن لاحقًا، انتقلوا إلى لبنان لتأسيس حركة أمل الشيعية، التي سبقت حزب الله، لقلب اللبنانيين على إسرائيل والغرب، وتعاونت الحركة مع الإخوان لدفع البلاد ناحية الحرب الأهلية.
وقال برشيزاده، إن جماعة الإخوان دعمت بنشاط النظام الإيراني في التهرب من العقوبات الدولية بعد "الثورة الإسلامية" وخلال الحرب الإيرانية العراقية، لافتًا إلى اعتراف يوسف ندا، الممول المعروف بـ"وزير خارجية" الإخوان، حول مساعدة الجماعة، لطهران فيما يتعلق باستيراد الصلب والحبوب.
واستشهد برشيزاده أيضا بما قاله السياسي الإيراني إبراهيم يزدي، بشأن "دار المال الإسلامي" التابعة للإخوان، ومقرها جنيف، والتي لعبت دورًا أساسيًا في شراء الموارد العسكرية التي غيرت قواعد اللعبة بالنسبة للنظام الإيراني على مدار الحرب.
وفي المقابل، كانت جماعة الإخوان موضع ترحاب دائم في طهران، فكما يقول ندا في مذكراته، حافظ نظام إيران، والإخوان على علاقات ودية تمتد لما بعد فترة الثمانينيات .
وأشار المحلل الإيراني إلى أنه بعد الإطاحة بمحمد مرسي من حكم مصر، عملت جماعة الإخوان، والنظام الإيراني معًا، فطبقًا لمعلومات مسربة، اجتمع ممثلون من الجماعة والحرس الثوري العام 2014 في أحد فنادق تركيا من أجل التخطيط للمؤامرات.
واتفق الطرفان حينها على أن يقدم الحرس الثوري القوة الصلبة، بينما تستخدم جماعة الإخوان تنظيماتها الشاسعة الموجودة في 85 دولة؛ لتوفير الغطاء للعمليات الإرهابية.
وأشار المحلل الإيراني في ختام تحليله إلى أن النظام الإيراني كان يستخدم المؤسسات المالية في تركيا وقطر، التي تحتفظ فيهما جماعة الإخوان بوجود كبير، في عمليات غسل الأموال، وخرق العقوبات، وبالتالي قد تكون الجماعة عنصرًا فاعلًا في الالتفاف على العقوبات المفروضة على طهران، وهو أمر يستحق التحقيق فيه بشكل مكثف.
aXA6IDMuMjMuOTIuNjQg جزيرة ام اند امز