وثائق تكشف لقاء سريا بين "حرس إيران" و"الإخوان" للتحالف ضد السعودية
برقية سرية ضمن مئات الوثائق الاستخباراتية الإيرانية كشفت أن الحرس الثوري عقد لقاءات سرية مع أعضاء بتنظيم الإخوان الإرهابي
كشفت وثائق سرية عن مليشيا الحرس الثوري الإيراني عقد لقاءات سرية مع أعضاء بتنظيم الإخوان الإرهابي، بهدف بحث إمكانية تشكيل تحالف ضد المملكة العربية السعودية.
وقال موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، إن برقية سرية حصل عليها ضمن مئات الوثائق الاستخباراتية الإيرانية المسربة أظهرت أن عناصر من مليشيا "فيلق القدس" عقدت اجتماعا سريا مع أعضاء بتنظيم "الإخوان" في أبريل/ نيسان عام 2014 في فندق تركي للبحث عن أرضية مشتركة والتعاون فيما بينهم.
وأشار الموقع إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صنفت إدارة "الحرس الثوري" منظمة إرهابية أجنبية في أبريل/نيسان الماضي، بينما يضغط البيت الأبيض من أجل إدراج جماعة "الإخوان" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأشار إلى أنه كانت هناك اجتماعات واتصالات عامة بين مسؤولين إيرانيين وإخوان من مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي خلال فترة حكمه لمصر من عام 2012 إلى عام 2013.
واعتبر الموقع الأمريكي أن برقية الاستخبارات الإيرانية حول اجتماع عام 2014 تعطي لمحة مثيرة للاهتمام حول محاولة سرية من قبل "الإخوان" والمسؤولين الإيرانيين للإبقاء على الاتصالات، وتحديد إذا كان لا يزال بإمكانهم العمل معا بعد عزل مرسي، أم لا.
وتكشف البرقية المتعلقة بالاجتماع السري، الواردة من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، الديناميات السياسية الصعبة التي تفصل بين المنظمات السنية والطائفية القوية مثل جماعة الإخوان و"فيلق القدس"، والتعقيدات الجنونية للمشهد السياسي في الشرق الأوسط، وفقا للموقع.
وأوضح أنه ظاهريا، يبدو "فيلق القدس" و"الإخوان" من ألد الأعداء، حيث استخدم "فيلق القدس" قوته السرية لمساعدة إيران في توسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودعم المليشيات الطائفية التي ارتكبت فظائع في العراق، بينما تقف إلى جانب نظام بشار الأسد في الحرب السورية.
وعلى النقيض من ذلك، أدخل تنظيم الإخوان نهجا متشددا لمعركة طويلة ضد الحكومات في مصر وغيرها، حيث ترك المتطرفون جماعة "الإخوان" لتشكيل مجموعات منشقة، مثل حركة "حماس".
ولفت موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي إلى أن هذه القمة جاءت في لحظة حرجة بالنسبة لقوة "القدس" وجماعة "الإخوان" ما يفسر سبب اتفاق الطرفين على الحديث في ذلك التوقيت.
وأوضح أن تنظيم "داعش" الإرهابي كان يهيمن في تلك الفترة على المناطق ذات الأغلبية السنية في شمال العراق ما يعيق النفوذ الإيراني، وبالنسبة للإخوان فتحول ما يسمى "الربيع العربي" إلى كابوس، واشتعلت الحرب في سوريا، وفي مصر، حيث أطاحت احتجاجات شعبية بحكومة الإخوان وعضوها محمد مرسي.
وقال الموقع إن "الإخوان التي أضعفتها هزائمها المتتالية في مصر، ربما نظرت إلى التحالف مع الإيرانيين على أنه فرصة لاستعادة بعض مكانتها الإقليمية".
ونوه بأن تركيا كانت تعتبر مكانا آمنا للقمة، لأنها كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات طيبة مع كل من إيران و"الإخوان"، ولكن الحكومة التركية التي تقلق بشأن المظاهر، رفضت منح تأشيرة دخول لقائد "قوة القدس" اللواء قاسم سليماني، وفقا للبرقية.
ونظرا لعدم تمكن قاسم سليماني من دخول تركيا، حضر الاجتماع وفد من كبار قادة "قوة القدس"، برئاسة نائب سليماني الذي تم تعريفه في البرقية باسم "أبو حسين".
في المقابل، حضر الاجتماع ثلاثة من أبرز قادة الإخوان الهاربين إلى الخارج؛ وهم إبراهيم منير مصطفى، ومحمود العبيري، ويوسف مصطفى ندا، وفقا للبرقية.
وافتتح وفد الإخوان الاجتماع زاعما أن الجماعة "لديها منظمات في 85 دولة في العالم"، ربما كانت هذه محاولة لمواجهة دعم الحكومة الإيرانية لـ"قوة القدس"، حيث لم يكن لجماعة "الإخوان" قوة شبيهة تدعمها.
وأشار أعضاء جماعة "الإخوان" إلى "خلافات لا جدال فيها بين إيران والإخوان"، لكنهم أكدوا أنه "يجب التركيز على أسس مشتركة للتعاون".
وقال ممثلو تنظيم "الإخوان"، خلال الاجتماع السري، إن أحد أهم الأشياء التي تشترك فيها إيران والإخوان "كراهية المملكة العربية السعودية"، وربما يمكن للجانبين توحيد صفوفهم ضد السعوديين.
واتفق الطرفان على استخدام اليمن ورقة ضغط على الرياض، فمع تأثير إيران على الحوثيين ونفوذ الإخوان على الفصائل القبلية المسلحة باليمن، ينبغي بذل جهد مشترك لتخفيف حدة الصراع بين الحوثيين والقبائل السنية لتكون قادرة على استخدام قوتها ضد السعودية.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز