سياسة
لوموند: الشباب العراقي أسقط المحرمات بالانتفاضة على إيران
الهتافات ضد إيران والأحزاب والميليشيات الموالية لها في العراق تعتبر ثورة لإسقاط المحرمات في انتفاضة جديدة يقودها الشباب العراقي.
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الشباب العراقي أسقط المحرمات، بانتفاضته ضد طهران والمليشيات والأحزاب العراقية الموالية لمرشد إيران.
ورأت أن الاحتجاجات العراقية المستمرة في مدينة كربلاء ذات الغالبية الشيعية وتحظى بنفوذ إيراني واسع، تعتبر نموذجا في حد ذاته لثورة إسقاط المحرمات في العراق.
وتحت عنوان: "العراق: غضب الشباب الشيعي على طهران"، قالت "لوموند" إنه "في اليوم الخامس والأربعين من التعبئة لم تعد الاحتجاجات ضد الحكومة العراقية لمجرد إجراء إصلاحات، لكن امتد الأمر للقضاء على الطائفية".
وأوضحت أنه "لا يبدو أن تلك الاحتجاجات ستنتهي بعد حملة قمع أسفرت عن مقتل 320 متظاهراً على الأقل".
وذكرت الصحيفة أن المحتجين لا يزالون يقيمون في ميدان التحرير وسط بغداد، وأنحاء العراق لا سيما المدن ذات الأغلبية الشيعية، لافتة إلى الاحتجاجات في كربلاء، المدينة الشيعية المقدسة، التي هاجم المتظاهرون المعارضون للنظام فيها القنصلية الإيرانية، رافعين لافتات"إيران برة".
الصحيفة الفرنسية نقلت عن أحد المتظاهرين يدعى "على وسام" الذي قتل أحد أبنائه خلال المظاهرات، اتهامه للحكومة العراقية بالفساد قائلاً: "جميعهم فاسدون، حتى قادة البرلمان، الذين استخدمونا للاستيلاء على السلطة.. نريدهم أن يسقطوا".
وأضاف: "طلب منا السيستاني (المرجع الشيعي الأبرز في العراق) أن نستمر حتى نحصل على حقوقنا"، كما اتهم إيران بقتل نجله قائلا: "ابني كان مسالماً كان يريد مستقبل أفضل للطلاب زملائه، ولكن الإيرانيين قتلوه في الاحتجاجات".
وكان ابنه يدعى "الرادود علي وسام"، وضعت صورته بين شهداء الثورة العراقية، حيث أصيب خلال الاحتجاجات برصاصة في القلب في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينما كان ماراً أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء.
واستطردت "لوموند" بالقول إنه على هامش المظاهرات المناهضة للسلطة، التي تغزو كربلاء منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن هذا الشاب كان بعيدًا عن صورة "المخربين" الذين يصورهم الإعلام الموالِي لإيران بأنهم هم المحتجون، وتنسب السلطات العراقية إليهم أعمال الشغب، ورغم ذلك قتل برصاص الإيرانيين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري عراقي بكربلاء، لم تسمه، أنه مهدد من قبل المليشيات الشيعية المسلحة، مشيراً إلى أن "قنصلية إيران هي الحاكم الفعلي لمدينة كربلاء والأحزاب الدينية الحاكمة سيطرت على كل مشروعات المدينة بما فيها المطار والملعب الرياضي وأسندتها إلى رجال الأعمال التابعين لها".
ولفتت إلى تصريح المسؤول العراقي البارز أحمد الصافي: "إذا اعتقد أولئك الموجودون في السلطة أنهم يستطيعون الهروب من الإصلاحات الحقيقية من خلال كسب الوقت والمماطلة، فإنهم مخطئون"، مضيفًا أن "العراق لن يكون هو نفسه بعد هذه الأحداث".
وقالت "لوموند" إن "نزول المرشد الأعلى في العراق علي السيستاني في الشارع الشيعي محل خلاف من قبل الشباب الذين يرفضون أي سلطة، ويريدون التخلص من الطائفية"، موضحة أن الشباب العراقي يرفضون أي سلطة سياسية أو دينية.
ووفقاً للصحيفة فإن كل الدلائل تؤكد ضلوع مليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الغيراني والأحزاب الموالية لإيران في قمع المظاهرات.
وأضافت الصحيفة أن السيستاني أيد خطة الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة التي قدمت بالنجف من قبل رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاشيرت، وتدعو هذه الخطة إلى إصلاح القانون الانتخابي والدستور ومكافحة الفساد ووضع أسلحة المليشيات تحت سيطرة الدولة.
وعلى الرغم من دعم المتظاهرين لخطة الأمم المتحدة، إلا أن النخب السياسية في العراق لم تستمع إليها.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى ما قاله ضياء الأسدي، المستشار السياسي لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أول قوة سياسية في البرلمان : "هذه الإصلاحات مستحيلة التنفيذ في ظل هذه الحكومة، إنها جزء من المشكلة".
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز