إلى الخليجي الذي ما زال ينافح ويدافع عن جماعة «الإخوان» ولا يقبل أن ينتقدهم أحد، أما آن الأوان أن تفتح عينيك وتنظر حولك؟
إلى الخليجي الذي ما زال ينافح ويدافع عن جماعة «الإخوان» ولا يقبل أن ينتقدهم أحد، أما آن الأوان أن تفتح عينيك وتنظر حولك؟ أما آن الأوان أن تسأل قيادات «الجماعة» عن موقفهم من مهددات أمنك كخليجي؟ ألا تشعر أو تتحسس ما يدور حولك؟ ألم تر بعد إن تشريدك وتحويلك إلى لاجئ من مهام هذه «الجماعة»؟
ما يهمنا هو تنبيهكم وتذكيركم بأن هذه «الجماعة» شمالية المنشأ في العالم العربي، وتستغل الخليجيين من كوادرها وتابعيها من أجل مصالحها الخاصة جداً، أنت كخليجي لست سوى مطيّة ولا تعنيها أبداً أي مصلحة لأي دولة خليجية أو شعب خليجي أو أي تهديد لأمنك.
إنما قبل أن أستشهد بالمواقف السلبية المعاصرة لـ«الجماعة» ضد مصلحة الدول الخليجية، أود التأكيد بأن التقسيم بين عرب الشمال وعرب الخليج يذوب تماماً، وينصهر الاثنان في أكثر المحطات التاريخية أهمية بين الشعوب، فمواقف الشعوب الخليجية فيما يتعلق بأمن مصر وبالقضية الفلسطينية وأمن الأردن.. الخ مواقف ثابتة.
تجدنا صوتاً وصفاً عربياً واحداً بلا مزايدة ولا منة، وكذلك مواقف الشعوب العربية الشمالية من قضايانا تجدهم معنا صوتاً واحداً، ولكن مع الأسف حين يكون أمن دولة خليجية على المحك هنا تفترق الطرق بين «الإخوان» هنا تجد التواء اللسان والمواقف المترددة من قيادات الجماعة، ما يعرّض «إخوان» الخليج للحرج، وسأكتفي بما شهدته وعاصرته منذ 1990 إلى اليوم.
أول موقف متخاذل حين تعرضت الكويت للغزو العراقي وقفت «جماعة الإخوان» موقفاً مخزياً أحرج كوادر الإخوان في الكويت، ولم يبالوا بمعاناة الكويتيين بل اعتبروا شكواهم مملة ومتنمرة على مبدأ الوحدة العربية التي تحققت بضم الكويت للعراق قسراً!!
أي إخواني خليجي ليس سوى عبد يملك مالاً، المفروض أن يسخّره لخدمة طموح قيادات «الجماعة» إن كانوا مصريين أو فلسطينيين أو سوريين أو تونسيين أو مغاربة أو جزائريين، فالأمة تختزل في جنسيات القيادات فحسب، أما الإخواني الخليجي بالنسبة لهم فيجب أن يعمل بنظام السخرة
ثم موقف «الجماعة» المتلون من التدخلات الإيرانية في البحرين بشكل خاص، وتهديد إيران لدول الخليج بشكل عام، وهو موقف يداهن إيران ويتحالف معها ويزورها في عز الأزمة البحرينية الأخيرة عام 2011، هنا تعرض «إخوان» الخليج خاصة البحرينيين منهم للحرج مرة أخرى، وأجبروا على التبرير لموقف القيادات تبريراً غير مقنع بتاتاً، تبريراً يحاول أن يقنع نفسه بأن «الجماعة» ربما تخطط لشيء ما لاحقاً، مستحيل أن تقف مع إيران ضد الخليجيين، مستحيل أن تضع يدها في يد الإيرانيين، بالمقابل كانت «الجماعة» تعزز علاقاتها الإيرانية وتقويها.
وها هي «حماس» اليوم تكشف وتسقط ورقة التوت الأخيرة حين سكتت عن الاحتلال الإيراني لسوريا والعراق دهراً ونطقت فقط حين تدخلت أميركا وبريطانيا وفرنسا، ولا كأن الأرض السورية أصبحت كماركة (بينتون) لم يبقَ لون أو دولة إلا وقد انتهكت سيادتها، موقف متخاذل ساكت متهادن عن التدخلات الإيرانية في سوريا وهو الأمر الوحيد الذي جعل دول الخليج تؤيد الضربة العسكرية الثلاثية لأنها تأمل في ردع إيران عن المزيد من التمدد، موقف سكت عن استعانة بشار الأسد بإيران سنين ونطق كفراً حين تم تهديد إيران في سوريا.
ثم موقف الأخوان المخزي من الحوثيين في اليمن، وهم الذين استباحوا سماء الحرمين، هو موقف آخر مخزٍ لأمننا واستقرارنا، لتثبت «الجماعة» أن أي استحقاق لأمن أي دولة خليجية هو خارج أجندتها تماماً.
هذه المواقف كلها أثبتت أن أي إخواني خليجي ليس سوى عبد يملك مالاً، المفروض أن يسخّره لخدمة طموح قيادات «الجماعة» إن كانوا مصريين أو فلسطينيين أو سوريين أو تونسيين أو مغاربة أو جزائريين، فالأمة تختزل في جنسيات القيادات فحسب، أما الإخواني الخليجي بالنسبة لهم فيجب أن يعمل بنظام السخرة لقضايا هؤلاء الخاصة، كي يتمكنوا من الصعود هم لسدة الحكم فقط لا غير.
أما أمن وسلامة واستقرار هذا الخليجي فتلك قضايا (هامشية) لا يجب أن تشغلنا عن قضايا (الأمة) فإن سقطت دول الخليج واحتلتها إيران فلا ضرر لأن ذلك جزء من المشروع الكبير، جزء من سقوط هذه الأنظمة وصعود قيادات «الجماعة» لسدة حكمها والتفاهم مع إيران سيأتي لاحقاً.
تلك المواقف الأخيرة من قضايانا ومن أمننا ومن مهدداتنا يفترض - نقول يفترض - إنها أطلقت رصاصة الرحمة على أي خيط متبقٍ بين أي خليجي وبين «الجماعة»، يفترض أن توقظ من الغفلة من لم تنسحب قدمه بعد من الخليجيين الوطنيين الذين نعرف أنهم أيدوا «الجماعة» لأنهم أعجبوا بمسحة التدين وأعجبوا بشعارات نهوض الأمة وصحوتها، إنما بعد انكشاف المستور واتضاح موقف «الجماعة» من إيران خصمنا وعدونا، فإنه قد آن الأوان أن يروا بأنهم كخليجيين ليسوا ضمن مشروع الأمة الإخواني! وأن يكتشفوا أن مصطلح «الأمة» لا يشملهم!!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة