إخوان مصر في 2021.. "اختفاء" بعد توالي الضربات
عانت جماعة الإخوان الإرهابية في عام 2020 من توالي الهزائم والخسائر التي وضعتها على طريق الاختفاء في عام 2021.
وما بين توقيف قيادات وتشريعات برلمانية لاقتلاع جذور الإرهاب وانقسامات داخلية وتمرد، مثّل عام 2020 بداية النهاية لتنظيم الإخوان في مصر.
ورجح خبراء سياسيون لـ"العين الإخبارية"، أن يشهد العام المقبل 2021 مزيدا من التراجع والانحسار، واختفاء دور الجماعة الإرهابية من المجال السياسي.
وأشار الخبراء إلى أن الكشف عن مخططات الإخوان وتهديدها للأمن القومي في عدد من دول أوروبا، والضربات الأمنية المتلاحقة ضد قياداتها، أسهم في تراجعها ميدانيا، خصوصا مع توالي الملاحقات الأمنية لعناصرها، والتحرك نحو محاصرتها في العديد من دول العالم.
انحسار الإخوان
ومع استمرار خسائرها وهزائمها في 2020، قال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والبرلماني المصري السابق، إن مصير الإخوان في عام 2021 إلى مزيد من "التراجع والانحسار واستكمال غروب التنظيم، بل هو على طريق الاختفاء التام".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، ذهب الشوبكي إلى القول إن صيغة الجماعة الدينية التي تقتحم المجال السياسي ستختفي بعد أن ثبت فشلها، وعام 2021 قد يؤدي لدفن ونهاية هذه الصيغة.
و"وفقا لهذه الصيغة فإن الإخوان منذ تأسيسها في عام 1928، لم تحقق أي نجاح في معظم الساحات العربية التي تواجدت بها"، أضاف الشوبكي.
وأكد أن الحالة التنظيمية للإخوان في مصر ستظل مخفية وضعيفة، وستبقي فروع التنظيم الإخواني في المنطقة العربية والعالم مأزومة، وستظل على الهامش في أكثر من بلد عربي.
نهاية حلم التمكين
ولم يكن عام 2020 هو الأصعب في تاريخ الجماعة، يقول الشوبكي: "بل إن العام الأصعب كان هو 2013؛ لأنها كانت نهاية مشروع حلم التمكين".
ورأى الخبير والمحلل السياسي المصري أن تنظيم الإخوان لم يحقق أي نجاحات تذكر منذ عام 2013 وحتي 2020، حيث إن المساحات التي سيحاول التحرك فيها سترتبط بقضايا حقوقية أكثر ليست لها علاقة مباشرة بالتنظيم.
انتهاء خطاب المظلومية
وقال الشبوكي: "إن إخوان مصر في الوقت الحالي لا يستطيعون الجهر بخطابهم، أو التحرك لصالح التنظيم أو تجنيد عناصر جديدة، بل لم يعد لديه أيضا البريق الذي كان موجودا في بداية الألفية الثالثة بمصر".
وأردف: "لم يعد لخطاب المظلومية أي تأثير أو صدى داخل المجتمع المصري، بل فقدوا أي تعاطف معهم، لا سيما بعد أن ظهرت حقيقة التنظيم أمام المصريين بعد وصولهم للسلطة".
وأوضح الشوبكي أن التنظيم على مدار 7 أعوام لم يحقق أي نجاح وفي كل مرة تأتي النتيجة بالسالب، وفي 2020 سعى التنظيم إلى الترويج لمقولات لم تكن صادرة منه، بل اقتبسها من بعض المنظمات الحقوقية في الخارج.
المدخل الحقوقي.. تكتيك جديد
وبشأن توقعاته لخطط الإخوان في العام الجديد، قال: "سيحاول الإخوان في العام الجديد اللجوء لتكتيكات جديدة، تتمثل في استغلال أي مدخل حقوقي لانتقاد الأوضاع الاقتصادية، وتوظيف أي أزمات لصالح انتقاد النظم العربية الموجودة، لكن دون أن يصب ذلك بشكل مباشر لصالح التنظيم".
وتابع: "لن ينال خطاب الإخوان عن الشرعية والحديث عن عودتهم للحياة السياسية أي تعاطف أو تأثير، لذا سيتم استبداله بالخطاب الحقوقي".
إدارة بايدن والإخوان
وفيما يتعلق بمحاولات الإخوان التعويل على الإدارة الأمريكية الجديدة بعد فوز جو بايدن بالرئاسة، شدد الشوبكي على أن "إدارة الرئيس المنتخب لن تكون قريبة من الإخوان، وستكون أقرب للخطاب الحقوقي بشكل عام، وليس الإخواني المباشر المرتبط بالشرعية، أو إعطاء مساحات للتنظيم في المجال العام".
ومنذ بداية عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2009، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية، وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة دوليا.
في سياق متصل، استبعد الشوبكي لجوء الإخوان للإطاحة بإبراهيم منير، قائلا: الإطاحة بمنير ليست واردة؛ لأنه لا يمثل أي تهديد لأحد داخل التنظيم وبالتالي سيستمر كرجل الوضع القائم".
واعتبر أن "صيغة إبراهيم منير مريحة لأطراف كثيرة داخل التنظيم، فهو مجرد واجهة، وليس لديه أي طموح في التغيير داخل الجماعة".
خطر يهدد أمن أوروبا
هذا الطرح والتوقع أيده أحمد كامل البحيري الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلا لـ"العين الإخبارية": العام الجديد هو استمرار لحالة التراجع التي تشهدها الجماعة على كافة المستويات على مدار 7 سنوات الماضية بشكل كبير.
ورأى أن "الجديد في 2021 يتمثل في وجود متغير دولي حول النظرة المختلفة تجاه الجماعة من جانب بعض الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا والنمسا وغيرها من الدول، التي ترى أن الجماعة أصبحت خطرا يهدد الأمن القومي لدول أوروبا".
وفي هذا الصدد، توقع أن تكون صورة الجماعة في الخارج في العام 2021 أكثر صعوبة، بعد تغير نظرة دول أوروبا للتنظيم.
الاتصال بإدارة بايدن
وأكد الباحث في مركز الأهرام أن عام 2013 لا يقارن بعام آخر من حيث الخسائر التي لحقت بالجماعة، واصفا إياه بـ"التاريخ الأسود في تاريخ الإخوان، بعد سقوط مشروع حلم الخلافة".
وكشف البحيري عن أن الجماعة ستتحرك خلال الفترة المقبلة في محاولة لفتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن.
وعلى مدار 7 سنوات لم تتوقف خلالها محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي.
وفشلت آلة التخريب الإخوانية في مصر في تحقيق مآربها بنشر دعوات الفوضى والتخريب في ربوع البلاد، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز