بعد فقد الشعبية بالعراق.. مناورة جديدة لـ"الإخوان" للبقاء في السلطة
الحزب الإسلامي العراقي استشعر خطر السقوط في انتخابات البرلمان 2018 بعد سقوط تنظيم الإخوان في عدة دول، فلجأ للتحايل
قرر الحزب الإسلامي العراقي، ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي في العراق، عدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، تاركا المجال لأعضائه للانضمام إلى قوائم أطراف أخرى، كمناورة خلفية للبقاء في السلطة بعد أن فقد شعبيته.
واعتبر محللون أن القرار ينم عن خوف الحزب المتزايد، والذي أضحى شبيها بالفوبيا، من مشاركته بشكل سافر في الحكم، على الأقل في المرحلة الراهنة، خوفا من المصير الأسود الذي لاقاه التنظيم الأم في مصر.
إياد السامرائي، أمين عام الحزب الإسلامي العراقي، قال، في بيان: "إيمانا منا بما طرحناه، وحرصا منا على ألا ندخل متنافسين وأن نحافظ على علاقة جيدة مع الجميع، آثرنا ألا ندخل باسمنا في الانتخابات، فنكون أمناء مع قناعاتنا ولا نساهم في وزر هذا الانقسام".
ويشير السامرائي بـ"الانقسام" إلى تشتت الأطراف السنية التي سجلت مشاركاتها بقوائم متعددة لخوض الاقتراع المقرر في مايو/ أيار المقبل.
وبحسب السامرائي فإن حزبه قرر في السابق المشاركة في الانتخابات ضمن "تحالف القوى الوطنية العراقية"، وهي القائمة الرئيسية للمكون السني في العراق، لكن انفراط التحالف دفعه إلى اتخاذ قرار عدم المشاركة باسم الحزب الإسلامي، وترك لأعضائه حرية الترشح للانتخابات في قوائم أطراف أخرى.
ويترجم هذا القرار يقين تنظيم الإخوان من رفض الناخبين العرب في أكثر من مكان لهم؛ ما يجعله يشعر بخطر ترشحه السافر في الوقت الراهن، لإدراكه أن خسارته ستكون مسمارا جديدا لدق نعش التنظيم حول العالم.
ويتنافس 63 من الكيانات السياسية، و25 تحالفاً انتخابياً تضم 6904 مرشحين في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، للحصول على مقاعد مجلس النواب العراقي (البرلمان) الـ 329.
ترشح "مُقَنع"
وأصدر مجلس الشورى التابع للحزب الإسلامي العراقي في ختام اجتماع عقده الإثنين الماضي بيانا أكد فيه عدم مشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة باسمه، وقرر في المقابل إفساح المجال لعناصره للمشاركة بصفتهم الفردية.
والإخوان مثلهم مثل مكونات سياسية أخرى في العراق، على غرار حزب الدعوة الشيعي الذي يقود الحكومة منذ 2006، قرروا عدم خوض الانتخابات باسم أحزابهم، وشكلوا واجهات عديدة ومختلفة لكسب الأصوات، وذلك بعدما فقدت أحزابهم شعبيتها بين السكان.
ودفع هذا بعدد من مرشحي تنظيم الإخوان إلى التسجيل بالفعل للمشاركة بالانتخابات في قوائم مختلفة، يقود بعضها سياسيون "شيعة"، فضلاً عن تخلي بعض القيادات عن اسم الحزب الإسلامي العراقي، واجهة الإخوان في العراق، وتسجيل كيانات بأسماء أخرى.
وفي رأي مروان جميلي، باحث عراقي بالمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، فإن هناك سببين دفعا إخوان العراق إلى الانسحاب..
وتابع في حديث لبوابة "العين" الإخبارية أن الأول يتعلق بـ "تراجع شعبيته في مناطق سنية كثيرة، ما يجعله يخشى تعرضه لخسارة كبيرة، والثاني هو التكتيك الانتخابي الذي مارسه في الانتخابات السابقة، من خلال إشراك أعضائه في قوائم مختلفة".
وأضاف أن "الحزب الإسلامي يعلم جيدا أن حظوظه تساوي صفرا في المناطق السنية، ولن يستطيع مجاراة التيارات المدنية التي تتواجد بقوة، خاصة بعد التهجير والنزوح من تلك المناطق التي كانت محتلة من قبل داعش، ثم سرعان ما استبدل بسلطة المليلشيات ممثلاً بالحشد الشعبي".
وتواجه الكثير من الأحزاب العراقية، بينها الحزب الإسلامي، انقسامات حادة ومشاكل، لذلك تحاول الالتفاف على جمهور الناخبين بأساليب مختلفة، من خلال تشكيل قوائم بأسماء لا تحمل اسم أحزابها، أو دخول أعضائها بقوائم أحزاب غير دينية، أو محاولة ترشيح وجوه غير معروفة بدلاً من رجال الدين الذين سبق ترشيحهم في الدورات السابقة.
والحزب الإسلامي العراقي تأسس عام 1960، ويقدم نفسه على أنه يمثل مشروع "الدولة المدنية"، وكان يتزعمه سليم الجبوري رئيس البرلمان قبل أن يستقيل 2017 ليؤسس حزبا ليس له خلفية دينية.
سخرية وسخط
وقرار الإخوان عدم المشاركة بقائمة خاصة بهم في الانتخابات المقبلة، لاقى ردود فعل ساخرة وساخطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فصاحب حساب باسم "Father The God"، سخر عبر تويتر من القرار، قائلا: "في خسارة للعراق والعرب والأمة الإسلامية، في خبر صادم، الحزب الإسلامي يعلن انسحابه من الانتخابات، حرامية جلاب (كلاب) بكتوا (سرقتم) الأنبار وأخذتوا فلوسها (استوليتم على أموالها) وقسمتوا المشاريع بيناتكم وولد الخايبة نايمين بالشوارع".
من جانبه، كتب "ظل قائد"، عن الموضوع قائلا إن "حزبين من الإخوان المسلمين في العراق دخلا مع قائمة المليشيات الشيعية اسمها الفتح بزعامة هادي العامري. أمسك الخشب وأعرف لا هم إخوان ولا هم مسلمين.. هذا هو تنظيم الإخوان ويطلع زعيمه في (الإعلام) ويقول إن الحزب الإسلامي عنده مبادئ".
وتغريدة ثانية للحساب نفسه جاء فيها «الإخونجية (الإخوان) في العراق مايعرفون انوا مناوراتهم هيه هيه في كل مكان تواجدوا فيه نفس الحليب راضعين، يعني في مصر أيضا ظهروا بعدة أسماء وغيروا الأسماء وبنفس الشخوص ونفس التبرير (…)».
وعقب صاحب الحساب "DexterMosul" على الموضوع نفسه، قائلا: «لعلمه بأنه محتقر ومستحقر في كل مكان ولا يوجد عراقي من المدن السنية لا يعرفونه بأن أحقر حزب جاء إلى العراق الحزب الإسلامي العراقي، الاسم الصحيح له: الحزب اللاإسلامي او الاستسلامي اللاعراقي، ينسحب مخذولا من الانتخابات البرلمانية العراقية 2018 ومع ذلك أعدها دعاية انتخابية له".
أما "مصطفى كامل"، فكتب: "كذبة جديدة سيتم ترويجها على نحو واسع في العراق: الحزب الإسلامي لن يشارك في الانتخابات... بل سيشارك لكن بأسماء وواجهات جديدة بعد أن تيقّن من كره الشارع العراقي له وانعدام حظوظه لو دخل باسمه مباشرة".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز