انتخابات العراق.. هل تكون "المسمار الأخير" بنعش الطائفية؟
المشهد السياسي في الانتخابات العراقية المقرر عقدها 12 مايو/ أيار المقبل، لن يكون شبيها بانتخابات 2005 و2014.
بعد نحو أسبوعين من انهيار تحالف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع مليشيا "الحشد الشعبي"، قرر ائتلاف النصر وتيار الحكمة خوض الانتخابات النيابية بقائمتين مختلفتين، ما يعني فك تحالف العبادي مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم.
المشهد السياسي في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها 12 مايو/ أيار المقبل، لن يكون شبيها لملابسات انتخابات 2005 و2014.
ويرى نعمان المنذر، الباحث العراقي، أن الانتخابات المقبلة ستشهد تغيرات كبرى في طبيعة التحالفات والنتائج، متوقعا أن انتخابات مجلس النواب ستكون بداية لتصدع الطائفية بالمجتمع العراقي.
انهيار الطائفية
وتشكلت 3 تحالفات رئيسية في انتخابات 2005، جبهة التوافق التي ضمت التكتلات السنة، وائتلاف الوطن الموحد ضم تكتلات الشيعة، وتكتل آخر كردستاني ضم الأكراد فقط.
وقال المنذر، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن "سيطرة الائتلاف الواحد الطائفي ستغيب عن المشهد الانتخابي العراقي عكس ما حدث خلال عامي 2005 و2014، خاصة مع تراجع شعبية حزب الدعوة الإسلامي التابع للإخوان".
التحالفات الطائفية التي تشكلت في البداية تفككت سريعا، ومن هذا المنطلق يصف الباحث العراقي الانتخابات المقبلة بـ"المسمار الأخير" في نعش التكتلات الطائفية.
خريطة التحالفات
وتحدث نعمان المنذر عن أبرز الائتلافات، قائلًا: "تكتلات الشيعة انقسمت لائتلاف النصر بقيادة العبادي وتيار الإصلاح الوطني وإبراهيم الجعفري، بينما شكلت مليشيات الحشد ائتلاف الفتح برئاسة الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري، إضافة إلى ائتلاف دولة القانون الذي يقوده الرئيس نوري المالكي، وتحالف سائرون بقيادة زعيم التيار الصدري "مقتدر الصدر" المتحالف مع الحزب الشيوعي".
وحلل الباحث العراقي تحالف التيار الصدري والحزب الشيوعي بأنه توافق مصالح؛ نظرا لأن الصدري رفض مشاركة النواب الحاليين مرة أخرى بالسباق الانتخابي، مشيرا إلى انشقاقات داخل الحزب الشيعي الواحد.
ويقود إياد علاوي تحالف ائتلاف الوطنية مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بينما يتولى صالح المطلك ائتلاف العربية.
وأضاف المنذر أن ثقل المطلك يتمركز في الأنبار (ثلث مساحة العراق)، بينما يبقى نفوذ الجبوري في ديالي، مؤكدًا أن الخطاب المدني أصبح متفوقا على الخطاب الطائفي، ما يلقى بظلاله على نتائج الانتخابات.
وتشهد الموصل منافسة بين "متحدون للإصلاح" بقيادة أسامة النجيفي، ذات الصلة الوثيقة بتركيا، ووزير الدفاع السابق خالد العبيدي المعروف بسياسته الرافضة لداعش وقطر.
داخل كردستان تشرذم الأكراد إلى 4 ائتلافات، هم: الاتحاد الوطني الكردستاني وريت جلال طالباني، الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود برزاني، والاتحاد الوطني في السليمانية، والتحالف من أجل الدعم والديمقراطية بقيادة برهم صالح. بحسب تصريحات المنذر.
وتابع بقوله: "التحالف من أجل الدعم والديمقراطية له موقف مناقض للاتحاد الوطني ما يقلل فرص الأكراد خارج الإقليم"، متوقعا حصول الأكراد على 120 صوتا في الموصل، و16 صوتا في كركوك.
مكاسب الانتخابات
ورجح المنذر أن نتائج التحالفات تتيح للتيار المدني الوجود داخل البرلمان بشكل أكبر، منوها في حال تجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات إلى أكثر من 40% سيصب في صالح مدنية الدولة العراقية.
وأضاف: "في حال حصول الائتلافات الحزبية على 30% من أصوات الناخبين وهي كتلة " الأصوات الحزبية" أو الأصوات المستقرة، واتجهت 70% من الأصوات إلى المستقلين فيما يعرف بالأصوات العائمة، تنهزم فكرة الطائفية تدريجيًا".
اعتماد الانتخابات العراقية على التقسيم الجغرافي والمناطق دون الطائفية، يجنب العراقيين دفع فاتورة الدماء، وفقًا لرؤية الباحث العراقي، موضحًا أنه لن يكون هناك أغلبية مطلقة تحت قبة البرلمان، بل تدور النسب الأكبر بين ائتلافات النصر، وسائرون، والأكراد الجدد، وتحالف علاوي.
عقبة جديدة
ما بين 42% - 48% عاد النازحون العراقيون إلى ديارهم، حيث فر نحو 5 ملايين نازح منذ سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على بعض المدن العراقية.
ورأى الباحث أن إعادة النازحين تمثل عقبة جديدة أمام الانتخابات، متوقعا عودة أعداد منهم قبل بدء الانتخابات، إضافة إلى إقامة مراكز اقتراع للنازحين الباقين في المخيمات.
النازحون، وأغلبهم من السنة، ربما يتوجهون إلى التصويت العقابي للائتلافات المتحالفة مع تنظيم الإخوان الإرهابي، والتي شجعت على دخول داعش إلى العراق، ما يكسر مفهوم الأغلبية والطائفية، خاصة أن تحالف العبادي مع المالكي أو النجيفي أو برزاني مستحيل حدوثه، بحسب تحليل نعمان المنذر.
وأكد العبادي أن حكومة بغداد تعمل مع مفوضية الانتخابات على إعادة باقي النازحين إلى منازلهم، وتأهيلهم للمشاركة في العملية الانتخابية.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg
جزيرة ام اند امز