العراق ينتصر على تحالف العبادي- الحشد الشعبي
24 ساعة فقط.. كانت المدة الزمنية الفاصلة بين إعلان تحالف الحكومة العراقية برئاسة العبادي مع فصائل الحشد الشعبي وانهيار التحالف نفسه.
24 ساعة فقط.. كانت المدة الزمنية الفاصلة بين إعلان تحالف الحكومة العراقية برئاسة العبادي مع فصائل الحشد الشعبي وانهيار التحالف نفسه بعد انسحاب كيانات من الحشد.
ائتلاف "النصر والفتح" الذي أعلن عنه حيدر العبادي، رئيس الحكومة، الأحد الماضي، ضم بداخله تيارين، تحالف النصر التابع للعبادي، ومعه تيار الإصلاح برئاسة إبراهيم الجعفري وزير الخارجية، وتيار الفضيلة وعدد من القوى السنية، إضافة إلى تحالف الفتح المكون برئاسة هادي العامري و8 كيانات للحشد الشعبي والمجلس الأعلى الإسلامي والسياسي.
أسباب التحالف
قبل أن يوقع العبادي اتفاق تكوين ائتلاف النصر والفتح، أعلن رئيس الحكومة في وقت سابق عن تشكيل ائتلافات وطنية تضم جميع الكيانات والأحزاب السياسية لخوض مرحلة إعادة إعمار وبناء المجتمع العراقي.
ويري نعمان المنذر، الباحث العراقي، أن مهادنة العبادي مع فصائل الحشد الشعبي كانت سببا رئيسيا وراء تدشين هذا الائتلاف.
وخلال تصريحاته لبوابة "العين" الإخبارية يقول المنذر: "سعى رئيس الحكومة من خلال تشكيل الائتلاف إلى تجنب الصدام مع فصائل الحشد الولائي لامتلاكه السلاح والنفوذ" واصفًا الاتفاق بينهما بالمقدمة لدخول عناصر الحشد لمؤسسات الدولة العراقية.
تحالف هش لصالح إيران
بمجرد الإعلان عن الائتلاف المبرم بين العبادي والحشد، توالت المواقف السياسية الرافضة للتحالف، معترضة على إدراج الفصيل السياسي الموالي لإيران ضمن اللائحة الانتخابية للعبادي.
وأبدى مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، اعتراضه البالغ على طبيعة ائتلاف "النصر والفتح"، قائلًا:"تحالف نصر العراق الانتخابي اتفاق سياسي بغيض، وإدراج الحشد على قوائم العبادي الانتخابية دليل واضح على التخندق الطائفي المقيت لإعادة إنتاج طبقة سياسية فاسدة".
وأرجع نعمان المنذر أسباب انهيار التحالف إلى ضغط الشارع السياسي العراقي على رئيس الحكومة، مؤكدا أن فشل التحالف بين تكتلي النصر والفتح دليل على تفوق الخطاب الوطني على الخطاب الطائفي.
وأضاف: "الائتلاف الهش بين العبادي والحشد حمل بداخله خسائر عديدة، وكان الاتفاق على المستوى السياسي بمثابة طعنة قوية لمقتدى الصدر".
وفي الوقت نفسه، كان إتمام هذا الاتفاق بين العبادي والحشد ينذر بخصومة كبرى بين العبادي وباقي التيارات السياسية أثناء التحالفات الحزبية في الانتخابات وتحت قبة البرلمان، بحسب تحليل الباحث العراقي.
خطوة لإعمار العراق
فشل الاتفاق سريعا يصب في صالح العراقيين، وانهيار الائتلاف يممكن وصفه بالخطوة الإيجابية والمكسب الوطني للعراقيين.
اعتبر المنذر انسحاب فصائل الحشد الولائي من التكتل الموحد مع العبادي، مؤشرا لقطع الطرق على إيران التي تسعى جاهدة لغرس مخالبها في العراق بالتقسيم ونشر الطائفية.
كما توقع الباحث العراقي تشكيل ائتلاف انتخابي جديد يضم العبادي مع تياري الحكمة الوطني والصدري أثناء التحالفات الانتخابية والتوافقات في البرلمان.
بعد نجاح الجيش العراقي بمعاونة التحالف الدولي في دحر تنظيم "داعش" الإرهابي، يصبح أمام العراقيين تحدٍّ كبير لإعادة بناء المدن المحررة.
وأعلنت الكويت عن مؤتمر دولي لإعادة إعمار العراق بمساندة البنك الدولي والقطاع الخاص الشهر المقبل، مؤكدة أن استقرار العراق استقرار للكويت والمنطقة.
أشار المنذر إلى أن فشل الاتفاق جاء في صالح إعادة إعمار العراق من جديد، ملمحا إلى أن ائتلاف النصر والفتح يعد خسارة كبيرة للعراق وعائقا أمام مرحلة إعادة بناء المدن المحررة.
في الوقت الحالي، وبعد انسحاب الحشد من الاتفاق، يصبح العراق على مشارف البناء والإعمار لما أفسده الإرهاب خلال الـ3 سنوات الماضية، وفقا لتحليل الباحث العراقي.