صراع إخوان مصر.. منير يرتدي قفاز "الهيئة العليا" لسحق حسين
خطوة جديدة على طريق تنافس جبهتي الإخوان في لندن وإسطنبول المُلغَّم بـ"المؤامرات"، في محاولة كل منهما لاكتساب شرعية القيادة والإدارة.
تلك الشرعية التي وصفت بـ"الزائفة" بذلت لأجلها جبهتا لندن بقيادة إبراهيم منير نائب المرشد القائم بأعماله، وإسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم الإخواني، الغالي والنفيس، وحاكت للوصول إليها المؤامرات، في معركة "تكسير العظام" التي لم تعرف ميناء لترسو من أمواج البحر المتلاطمة.
أحدث تحركات جبهة لندن، في إطار الصراع مع جبهة حسين التي تتمسك بمواقعها التنظيمية كأعضاء سابقين في مكتب الإرشاد، كانت تشكيل إبراهيم منير، "هيئة عليا" بديلة لمكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنظيمية).
وترفض جبهة حسين الاعتراف بشرعية منير بعد إصدار قرار بوقفه عن العمل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل عزله في يونيو/حزيران الماضي.
سيناريو متكرر
وإلى ذلك، قال هشام النجار الخبير المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية": إن تشكيل منير هيئة عليا وما سبقه من تحركات مضادة لجبهة حسين، يعد سيناريو تكرر كثيرا خلال العامين الماضيين، "ما يضعنا أمام منظومة متهالكة مكشوفة يستنزف بعضها بعضا وصولا للتحلل والانهيار".
وأوضح الخبير المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن خطوات جبهة منير لاكتساب شرعية القيادة ونفيها عن جبهة محمود حسين، يقابلها تحركات في الجهة المضادة، باتخاذ الأخير خطوات تؤدي أحيانا لنسف ما فعله القائم بأعمال المرشد أو التقليل من تأثيرها.
وحول تأثير هذه الممارسات، قال هشام النجار إنها لن تؤثر بقدر كبير سلبا أو إيجابا على وضعية كليهما؛ لأنهما ظلا على نفس الحالة تقريبا لمدة طويلة دون تقدم، أو تراجع، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لن يراوح مكانه، ما دامت إحدى الجبهتين "عاجزة" عن حسم المواجهة، أو إحراز نصر كامل، يجعلها تكتسب شرعية القيادة.
وتوقع أن ترد جبهة محمود حسين على خطوة منير الأخيرة بقرار أو بخطوة أو ببيان مضاد يفرغ خطوة منير من مضمونها، ويجعلها عديمة التأثير على حضور ووضعية جبهة إسطنبول.
بدروه، قال أحمد بان الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي -في حديث لـ"العين الإخبارية"- إن إعادة تشكيل كيانات بديلة محاولة للإيحاء بمؤسسية غائبة، وتأكيد لشرعية متنازع عليها.
تعزيز للانقسام
وأوضح الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن أي تسميات جديدة لن تفلح في إعادة تعويم سفينة الجماعة التي سقطت أخلاقيا، وسياسيا قبل أن تسقط تنظيميا، متوقعًا استمرار التحركات والخطوات المتبادلة بين الطرفين لتعزز القطيعة والانقسام.
وعن مآلات الصراع الحالي بين الجبهتين، قال مراقبون، إن حلحلة الوضع وإحداث تغيير حقيقي داخل جماعة الإخوان لن يحدث من مبادرة تتخذها إحدى الجبهتين لكن بتدخل جهة ما من الخارج، أو أن يكون هناك حراك داخلي ينفي الشرعية عن كليهما، ويؤسس لواقع جديد لجماعة الإخوان.
إلا أن تحقق ذلك مرهون بظهور كيان مختلف، وبرنامج وأداء جديد ومختلف وبقيادات ووجوه غير تلك التي تتصدر المشهد الحالي، بحسب مراقبين.
الاعتراف الأول
وفي مؤتمر عقده السياسي المصري الهارب خارج البلاد، أيمن نور، المتحالف مع التنظيم في إسطنبول تحت عنوان "الحوار الشعبي.. مصريون حول العالم"، أمس، قدم حلمي الجزار، عضو مجلس شورى الجماعة، نفسه بأنه مسؤول القسم السياسي بجماعة الإخوان، وعضو الهيئة العليا للإخوان، التي امتنع منير عن تسميتها حتى الآن.
ويعد هذا أول تصريح من مسؤول رسمي داخل تنظيم الإخوان الإرهابي عن تشكيل هيئة إدارية عليا للجماعة، لتكون بديلا عن مكتب الإرشاد.
هذه الهيئة شكلها إبراهيم منير برئاسته وعضوية أعضاء مجلس الشورى الموالين له وعدد آخر تم تصعيدهم، إلا أنه قرر عدم الإفصاح إعلاميا عن تشكيلها، رغم أنها باتت هي المسؤولة عن الجماعة.
انقسام غير مسبوق
ويعيش الإخوان حالة انشطار غير مسبوقة بين قيادات قديمة حسمت موقفها لصالح منير القائم بأعمال مرشد الجماعة، مقابل تصعيد جبهة الأمين العام السابق محمود حسين المواجهة، بإعلان عزل القائم بأعمال المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراراته، فيما يطالب قسم ثالث بالإطاحة بقيادات الجبهتين.
ومنذ توقيف محمود عزت نائب المرشد والقائم بأعماله في أغسطس/آب قبل عامين، دار صراع خفي بين منير الذي يدير الجماعة من لندن، وحسين وجبهته في إسطنبول، للهيمنة على السلطة في الجماعة، لكن الخلافات خرجت للعلن قبل نحو عام، حينما أقدم كل طرف على عزل الجبهة المنافسة.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز