«محدش نزل».. وعي المصريين يدفن أوهام الإخوان
«محدش نزل»، بهذه الكلمات سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من دعوات النشطاء المحسوبين على الإخوان خلال الفترة الماضية، للاحتجاج في ذكرى المناسبة التي قادت التنظيم المصنف إرهابيًا في مصر، إلى السلطة.
فمع انقضاء يوم 25 يناير/كانون الثاني 2025، دون أي ملامح لاحتجاجات، حاول النشطاء المحسوبون على «الإخوان»، الترويج لها خلال الفترة الماضية، بات هاشتاغ «محدش نزل»، الأعلى تداولا في مصر، على منصة «إكس».
هاشتاغ، أمطر فيه ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، تنظيم الإخوان وأذرعه الإعلامية، بالسخرية، مطالبين إياه بضرورة قراءة المشهد، ومعرفة قيمته الحقيقية في وجدان شعب ثار عليه في 30 يونيو/حزيران 2013، فاقتلعه من جذوره، قاطعًا الصلة بينه وبين أي ماض تصدر فيه المشهد.
فماذا قال النشطاء؟
يقول حساب يدعى شيرين عادل، باللهجة العامية المصرية: «أيوة (نعم) أنا من حقي أعرف حاجتين (شيئين): ليه محدش بينزل من 2014 لحد 2025؟ (لماذا لم يتظاهر أحد في تلك الفترة؟) وليه لما الشعب كل سنة مينزلش، مرجعوش هما من برة عشان ينزلوا؟ (ولماذا لم يعد قادة الإخوان من الخارج للتظاهر ما دام الشعب رفض؟).
فيما يقول حساب يدعى «عزت»، مشيدًا بالرئيس المصري الذي وقف حائط صد ضد مطامع الإخوان، قائلا: «سبحان من أعزك وأذل أعداءك.. تمر السنة تلو الأخرى ويناير خلف يناير، وهم يصطرخون من الشتات ومن خلف الجدران، وأنت رايتك مرفوعة وحبك يزداد في قلوب المصريين.. وبغضك في قلوب أعداء مصر يشتعل نارا.. فإن كان الله معك فلا تبالي من عليك»، في إشارة إلى فشل دعوات تنظيم الإخوان المتكررة للاحتجاج في مصر، في ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
بينما حاول صاحب حساب يدعى سعيد الباهي، الإشارة إلى التناقض بين رؤية الإخوان «الهدامة»، وتلك التي تتبناها الدولة المصرية، بحملات تطويرية في كل بقاع البلد الأفريقي، قائلا: «مين اللي قال إن محدش نزل.. احنا نزلنا عشان بنبني بلدنا»، مرفقًا تغريدته بصور لأعمال تشييد مشاريع عملاقة في مصر.
أما حساب يدعى علي، فأشار إلى وعي المصريين، قائلا في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»: الشعب عنده وعي ووعي ونزل.. بس نزل معرض الكتاب.. هي دي ثوره العلم والقراءة وشباب مصر بخير»، في إشارة إلى اكتظاظ قاعات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بالمرتادين، في اليوم نفسه الذي دعت فيه أبواق تابعة لتنظيم الإخوان للاحتشاد في ميادين مصر.
هل ما زال هناك تأثير للإخوان؟
يقول عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»: «بالأمس قلت إن أحدا لن يستجيب لدعوات الخونة ويخرج للتظاهر، واليوم ظللت أبحث عن مظاهرة واحده فلم أجد، وتساءلت عن السبب، قيل لي: إما أن الناس نسيت الدعوة، وإما أن حكومتنا اللئيمة تآمرت وحذفت يوم 25 يناير من الأجندة، فاحتار الناس. واتلخبطوا. مساكين جماعة الإخوان وأبواقها الإعلامية.. حالهم يصعب على الكافر».
وأضاف البرلماني المصري: «من يظن أن الشعب المصري مستعد أن يخون بلده ويخربها هم العملاء والمتآمرون. شعب مصر قادر على سحق أي خائن تسول له نفسه التآمر على أم الدنيا. هذه أرضنا المقدسة، هذا وطننا الحبيب.. كما قال الأستاذ هيكل، مصر لن تركع إلا لله سبحانه وتعالى».
هذه الحالة أشار إليها رئيس هيئة الاستعلامات في مصر ضياء رشوان، في مقال بـ«العين الإخبارية»، قائلا: «إننا إزاء إعلام ظل منذ انطلاقه عام 2013 وحتى اليوم، لا يفعل يومياً سوى ما كان سيزيف، أحد شخصيات الأسطورة اليونانية الأشهر، على جبل الأوليمب، حيث يتوهم في كل مرة أنه وصل إلى القمة، ليتفاجأ بأنه ينحدر من جديد مع صخرته بسرعة إلى الأسفل».
وأوضح أن القائمين على هذا الإعلام ومن هم وراءه، يعتقدون أنهم في نهاية كل يوم من بثه، وبعد استخدام كل أدوات ووسائل الدعاية والتقويض الكامل لكل القواعد المهنية والأخلاقية للإعلام الحقيقي، قد وصلوا لقمة الجبل وتحقيق الهدف، وهو "وهم" التخلص من حكم مصر وعودة الجماعة للاستيلاء عليه.
إلا أنه «مع انقضاء الليل وشروق يوم جديد، يعود هؤلاء إلى الواقع، حيث يكتشفون أنه كما هو لم يتغير وأن وهم ليلة الأمس لم يتحقق قط، وأنهم قد انهاروا إلى السفح ومعهم صخرتهم، وأن عليهم الصعود بها من جديد في المساء إلى قمة الجبل»، يضيف رشوان.
وأشار إلى أنه كما يفعل سيزيف بالضبط، بالإصرار على محاولة الوصول لقمة الجبل بصخرته الثقيلة دون أي جدوى، لم يتوقف إعلام الإخوان لأكثر من عشر سنوات عن استسلامه لقدره المحتوم في الفشل اليومي عن تغيير أي شيء يذكر في مصر يخص نظام الحكم بها.
aXA6IDMuMTMzLjExNC45MCA= جزيرة ام اند امز