ذكرى 25 يناير.. أصداء الانقسام تبدد مناورات إخوانية
بدد الانقسام في صفوف تنظيم الإخوان مناورات الجماعة الإرهابية لاستغلال ذكرى 25 يناير للإيهام بدور على الساحة المصرية.
وتأتي ذكرى مرور 11 عاما على ثورة 25 يناير، في ظل انقسام غير مسبوق في تاريخ الإخوان وتنازع على منصب مرشد الجماعة.
ورغم فشل التنظيم في إقامة جسور مع قوى مصرية طوال العقد الماضي بعد أن أطيح بالجماعة من الحكم في ضوء ممارسات إقصائية لقوى الثورة خلال عام وحيد في الحكم، بدت دعوة الجماعة للاصطفاف هذا العام مدعاة للسخرية.
وفي بيانين منفصلين دعا فرقاء الإخوان إلى الاصطفاف من أجل ما أسمته جبهة تركيا التي يتزعمها محمود حسين "جولة جديدة من الثورة"، و"الاستعداد لما هو آت" بتعبير جبهة المرشد المطعون في شرعيته إبراهيم منير.
وكانت قوى سياسية مصرية قد حشد صفوفها منذ 2012 لمواجهة تغول الجماعة على الدستور حينما سن الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي توفي في السجن لاحقا، إعلانا دستوريا منحه سلطات مطلقة.
وفقدت الجماعة ثقة المصريين بعد عام في الحكم، وأطاحت ثورة شعبية في 30 يونيو/حزيران 2013 بالإخوان.
وقال بيان لجبهة حسين "سنظل بين صفوف شعبنا نستعد لجولة جديدة من الثورة المباركة؛ انتصاراً لقيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، التي أرستها ثورة يناير".
وأدين قادة الإخوان في جرائم قتل متظاهرين أمام القصر الرئاسي شرق القاهرة خلال مظاهرات مناهضة للإعلان الدستوري.
وعلى غرار بيان جبهة حسين في ذكرى الثورة، جاء بيان مرشد الجماعة الذي عزل بقرار من الجبهة المناوئة.
وقال بيان منير إن: "الثورة الكبرى للشعوب قد ظهرت إرهاصاتها وبقوة، وأن منعها فيما هو قادم ضرب من المستحيل.. لذلك علينا معاشر أبناء الأمة أن نعيد ترتيب صفوفنا لما هو آت".
وخلال السنوات الماضية كانت دعوات الإخوان لتوحيد صف القوى السياسية المصرية مناسبة لإثارة موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أن الجماعة فقدت حتى هذه المزية مع انكشاف التناحر بين قياداتها في الخارج.
وفي تعليقه على بياني الجماعة، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن هناك محاولات من الجبهتين المتناحرتين؛ لاستغلال أحداث ذكرى ثورة 25 يناير في الصراع الحالي في محاولة من كل جبهة لاستمالة قواعد الجماعة.
ورغم الصراع الدائر بينهما، إلا أن الجبهتين اتفقتا على الدعوة للثورة من جديد، وهو ما يرى الباحث السياسي، إنه يأتي من "منطلق مغازلة قواعد الجماعة والتنافس بينهما على الشرعية المزعومة لقيادة التنظيم من بوابة الاحتكاك بالقوى المدنية".
ورأى النجار أن "محاولات الإخوان تتكرر كل عام مع ذكرى 25 يناير في محاولة تبدو بائسة وتعكس الوضع النفسي المزر لقادة وعناصر التنظيم حيث يتشبثون بسراب بات مستحيل الحدوث".
وأشار إلى أن "الدعوات المتكررة تتناقض تماما مع الواقع الحقيقي الجاري حاليا في المشهد العربي فالشعوب العربية الآن تستنسخ ثورة يونيو التصحيحية.. الثورة الفعلية الآن ضد الإخوان".
ويضيف في هذا الصدد أن: "الشعوب أدركت أن الأمور لا تنصلح إلا بعد إقصاء الإخوان وإزاحتهم من المشهد، والشارع العربي اليوم مختلف في إدراكه ووعيه عن الشارع العربي في يناير 2011".
وبدوره، قال أحمد بان الباحث المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان عبر تاريخهم لم يكونوا مؤمنون بالثورة، بل كانوا دوما حركة إصلاحية تدمن السياسة؛ سبيلا لحيازة السلطة التي تبقى غايتهم الأساسية".
وأبرز بان أن "ثورة يناير حملت الإخوان للحكم على خلفية التشوه الذي كان قد أصاب الحياة السياسية وضعف المعارضة".
وأشار إلى أن التنظيم يدرك أن الفوضى المرتبطة بأي فعل ثوري تمثل فرصة مثالية لهم للقفز على الحكم لذا تدعو الجبهتان للثورة واهمين أنها قد تمهد عودتهم للحكم، أو على الأقل قد تدمجهم في الحياة السياسية من جديد".
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز