انتخاب مرشد الإخوان.. معركة مؤجلة في حرب النفوذ
معركة تخشاها قيادات الإخوان لما قد تفرضه من مراجعات وانتقادات في وقت يواجه فيه التنظيم حالة غير مسبوقة من التشظي الذي ينذر بأفول وشيك.
تخبط وصراعات متواصلة يعيشها تنظيم الإخوان وسط وجود عديد من قيادات مكتب الإرشاد (أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة) في السجون وخلافات تشق صفوف الهاربين منهم إلى الخارج.
فبعد الحرب التي وضعت بالواجهة كلا من جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للإخوان المقيم في إسطنبول، وجبهة إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله، المقيم في لندن، وانتخاب مجلس شورى الجماعة واحتدام الخلاف على منصب المرشد، واقتراح البعض تداول المنصب، أكد مصطفى طلبة، الممثل الرسمي للجنة القائمة بعمل مرشد الإخوان- جبهة إسطنبول، أن الحديث عن إجراء انتخابات تنظيمية لاختيار مرشد جديد أو مكتب إرشاد آخر لجماعة الإخوان، أمر مستبعد حاليا.
وفي محاولة حسين السيطرة على الجماعة أصدر قرارا من مجلس الشورى العام التابع له بعزل منير من منصبه وتولية طلبة بصفة مؤقتة، وهو ما رد عليه منير بعزل القيادات التي لا تعترف بسلطته.
وفي جماعة تقوم على السمع والطاعة يقوض الصراع على منصب المرشد أسس التنظيم، فيما لا يمكن للجماعة انتخاب مرشد جديد مع بقاء المرشد الحالي محمد بديع على قيد الحياة.
ولا تزول عضوية المرشد أو أعضاء مكتب الإرشاد من هيئات الجماعة في حال سجنهم بحكم لائحة التنظيم.
خبيران في شؤون حركات الإسلام السياسي أكدا لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم يعتقد أن الظروف التي يعيشها استثنائية لا تسمح بإجراء انتخابات شاملة.
وأوضح الخبيران المصريان أن تلك التجارب تؤكد استمرار المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد في مناصبهم حتى تتوفر الظروف المناسبة لإجراء انتخابات بالإفراج عن المساجين أو وفاتهم.
إدارة استثنائية
منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، رأى أنه من الطبيعي عدم اختيار أعضاء مكتب الإرشاد وكذلك منصب المرشد في الوقت الحالي.
وقال منير إن الوقت الحالي يختص أكثر باختيار لجان دورها الحقيقي إدارة شؤون التنظيم بشكل مؤقت واستثنائي، إلى حين خروج أعضاء المكتب والمرشد من السجون.
ممثل جبهة إسطنبول الإخوانية يستبعد إجراء "انتخابات المرشد"
وتابع أن وجودهم في السجون مهما طالت مدته لا يزيل الصفة عنهم بحسب لوائح التنظيم الإخواني، لافتاً إلى أنه في السابق دخل مرشدون السجون قرابة العشرين عاماً وخرجوا وعادوا لقيادة التنظيم.
واستشهد الخبير على ذلك بالمرشد الثالث في عمر تنظيم الإخوان والذي خرج في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ولم تسقط عنه صفته وأكمل بعد الإفراج عنه.
وأشار إلى أن البديل هو مؤقت واستثنائي لحين خروج المرشد من السجن، وهذا ما يعتقده الإخوان داخلياً، لافتا إلى أن تصريحات مصطفى طلبة تتماهى مع ما فعله التنظيم سابقاً وسيفعله مستقبلاً.
ويتفق مع أديب، عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، الذي أكد أن لا حديث على منصب المرشد ومكتب الإرشاد قبل خروج الأعضاء من السجون.
قلق من المراجعات
الكتاتني يعتبر أن البديل يقوم بعمل المرشد ومن مصلحة القائمين الآن عدم إجراء انتخابات حالية، لافتا إلى أن اختيار مرشد جديد يفتح باب المراجعات النقدية وهذا ما يخشاه الجميع من قيادات التنظيم في الوقت الحالي.
وأضاف أن تنظيم الإخوان سيظل في حالة عدم توازن إلى حين تحديد مصير قيادات الجماعة في السجون، مؤكدا أن هناك تخبطا كبيرا بالإضافة إلى الخلافات الداخلية المشتعلة بين الجانبين.
وأشار إلى أن الظروف التي تعيشها الجماعة استثنائية لا تسمح بإجراء انتخابات شاملة، كما أن التجارب التاريخية السابقة للتنظيم تؤكد استمرار المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد في مناصبهم حتى تتوفر الظروف المناسبة لإجراء انتخابات.
وكشف أن أعضاء الجماعة ينتظرون الإفراج عن أعضاء مكتب الإرشاد بالسجون أو تنفيذ أحكام إعدام صدرت بحق بعضهم وبينهم المرشد، لافتا إلى أنهم يمنون أنفسهم أيضا بتغير المشهد السياسي في البلاد.
aXA6IDMuMjM2LjExMi4xMDEg جزيرة ام اند امز