إخوان ليبيا يلوحون بالحرب.. هل يتكرر سيناريو 2014؟
"السلطة أو الحرب".. تهديد معهود من تنظيم إخوان ليبيا الذي يجنح إلى الإقصاء حين يختار الجميع الوطن، ويحمل السلاح في مواجهة السلمية.
تلويح الإخوان الإرهابية بالحرب وتهديدها المبكر بالانقلاب على نتائج الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، يرفع منسوب التعقيد بالمشهد الليبي، ويعرقل مساعي حل سلمي لأزمة مستمرة منذ سنوات.
إلا أن انقلاب الإخوان على نتائج الاستحقاق الدستوري المقبل بات مرهونًا بفوز مرشحيهم أو خسارتهم؛ خاصة بعد أن فشلت خططهم السابقة في إقصاء أطراف بعينها من الترشح للاقتراع، إذ يفتح باب الترشح الأحد.
وتجلى منهج وخطط تنظيم الإخوان في كل مناسبة تمر بها ليبيا؛ والتي كان آخرها إعلان رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" الإخواني خالد المشري، أمس الجمعة، أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، "لن يكون رئيسًا لليبيا ولو على جثث آلاف الليبيين"، مضيفا في تصريحات صحفية "إذا جاء حفتر رئيسا فإن المنطقة الغربية ستقاوم بقوة السلاح".
ليست الأولى
وتعقيبا على تصريح المشري، يرى المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها تنظيم الإخوان رفضه المسبق لنتائج الانتخابات، حال فوز شخصيات معينة منها المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال المهدوي إن تنظيم الإخوان لا يترك أي مناسبة دون التأكيد على رفض أي نتائج تظهر فوز حفتر في الانتخابات.
واعتبر أن هذا الأمر "مؤشر خطير على بوادر الانقسام السياسي والتشظي من جديد"، خصوصا أن تنظيم الإخوان سبق أن انقلب على نتائج الانتخابات في 2014، وبالتحديد حين انقلب على البرلمان بعملية فجر ليبيا العسكرية.
وأشار المهدوي إلى أن تأكيد المشري على الحرب والفوضى في حال خسارة الإخوان وفوز حفتر، يعطي دليلا على أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا إقصائي، ويريد الاستحواذ منفردا على السلطة وإحراج المجتمع الدولي والولايات المتحدة التي توعدت بفرض عقوبات على المعرقلين.
وأكد الخبير أن ما يسعى إليه الإخوان في ليبيا هو خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني لإفشال الانتخابات والبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة.
وحول دور المجتمع الدولي، قال المحلل الليبي إنه لا يعتقد أن المجتمع الدولي جاد في جهوده لحل الأزمة الليبية، لافتا إلى أنه أمام اختبار صعب ومهم لفرض قوة الإرادة الدولية ضد المعرقلين.
إفلاس سياسي
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، إن تصريحات المشري تعكس مستوى "الإفلاس السياسي" الذي وصل إليه تنظيم الإخوان، متجسدا في شخص ومؤسسة خالد المشري وما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة".
وأوضح المحلل الليبي لـ"العين الإخبارية"، أن المشري لا يمثل غرب ليبيا بالمطلق، مشيرًا إلى أن هناك مليشيات وقبائل وطوائف عرقية ليست على رأي واحد، وربما تيار المشري هو الأقلية بينها.
وأكد أن المشري "فقد توازنه وأصبح يهذي دون أي رؤية حقيقية لحجمه في شمال غربي البلاد.
سيناريو 2014
وبالنسبة للمرعاش، فإن سيناريو إعلان الإخوان الحرب هو الأقرب للواقع إذا تم تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مواعيدها نهاية الشهر المقبل، وهو ما يتماهى مع ما ينشده المشري ومليشياته في مدينة الزاوية، واصفًا إياه بـ"السيناريو الخطير" والذي سيعود بالبلاد إلى الاقتتال من جديد.
أما المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، فقال لـ"العين الإخبارية"، إن تصريحات المشري لم تكن مفاجئة في حقيقة الأمر، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدلي فيها بمثل هذه التصريحات.
وحذر الخبير الليبي من أن المشري ومن ورائه تنظيم الإخوان يسعى فعلا لتطبيق تهديداته في حال سنحت له الفرصة وربما إعادة سيناريو عام 2014، مشيرا إلى أن الواقع على الأرض يشير إلى أن الدول الداعمة لإجراء الانتخابات ستمنع الإخوان من تنفيذ هذه التهديدات.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، عماد السائح، إن البلاد ستكون دائرة انتخابية واحدة يتنافس فيها كل المرشحين للانتخابات الرئاسية، مؤكدًا حاجة الرئيس المقبل لنسبة 51 % للفوز بالانتخابات المقبلة.
وأضاف أن المفوضية ستقدم إحاطة شاملة حول مستجدات العملية الانتخابية خلال مؤتمر صحفي الأحد المقبل، على أن تعلن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبدء عملية توزيع بطاقات الناخبين.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA==
جزيرة ام اند امز